اِسمع الشكوى من النَّاي الحزينْ
قصةُ الفرقة يحكيها الأَنينْ
قطَّعوا القَصباءَ فالتاع القصبْ
واستحالتْ للورى بوقَ العتَبْ
ليتَ صدري يتشظّى بالفراقْ
كي أبثَّ الكونَ سرَّ الاشتياقْ
شطَّتِ الدارُ بنا عن أصلنا
يا حنينَ الروحِ أَرجعْ وصْلنا
قد لقيتُ الناس في كلّ البلادْ
حزنَ مَن بانوا وأفراح العبادْ
فاصطفَوني خِلَّهم من ظاهري
واستكنَّ السرُّ دون الناظرِ
مكمنُ السرِّ خدِينٌ للأَنينْ
بيدَ أنَّ النورَ محجوبٌ جنينْ
ليس بين الجسم والروح حجابْ
أَعطني السلطان أَنفُذْ مِ الإهابْ
أَنَّةُ الناي سعيرٌ لا هواءْ
مَنْ تفتْهُ النارُ لا يُعطى البقاءْ
مِنْ لهيب العشق زعْقات القصَبْ
سَوْرةُ الراحِ من العشق نصَبْ
قدغدا الناسُ خديناً للمَشوقْ
في نواهُ يستحيل السرُّ بوقْ
مَنْ رأى سُمّاً وتِرياقاً بنايْ؟
آسياً، صَبَّاً ومجنوناً بِرايْ؟
قَصَّ أَسمارَ الدروبِ الداميهْ
قيسُ ليلى في جنونِ الباديهْ
مَنْ سوى المجنونِ يدري سرَّنا؟
مثلما النّطقُ يناجي أُذننا
لولا آهُ النايِ ما كان البشرْ
شهدَهم شاروا ولا كان الثمرْ
دورة الأيّام شُلَّت بالحزَنْ
قاسمتنا الشوقَ عَوْداً للوطنْ
إِنْ تكُ الأَزمان ولَّتْ لا تَخَفْ!
ليسَ إِلاَّكَ ملاذٌ قد وَقَفْ
من منثوي مولانا الرومي