|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 34252
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 1,863
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحوزويه الصغيره
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 16-08-2012 الساعة : 05:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة السؤال الحادي عشر :
قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً ) 82 سورة الأسراء
س / أ- اعرب الآية السابقة , مع تبيان معنى الحرف (منَ) هل هو للتبعيض أم للتعليل أم لشيء آخر ؟
ب- ما معنى قوله تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً ) باختصار؟
الجواب :
أ / الواو – استئنافية .
ننزل – فعل مضارع مرفوع , والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم .
من القرآن – جار ومجرور متعلق بـ ننزل .
ما- اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به .
هو- ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ .
شفاء – خبر مرفوع .
الواو – عاطفة .
رحمة – معطوف على شفاء مرفوع .
للمؤمنين – جار ومجرور متعلق بـ شفاء ورحمة .
الواو – عاطفة .
لا – نافية .
يزيد – فعل مضارع مرفوع , والفاعل ضمير مستتر تقديره هو .
الظالمين – مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء .
إلا – للحصر .
خسارا- مفعول به ثان منصوب .
جملة (ننزل) لا محل لهامن الأعراب , استئنافية .
جملة (هو شفاء) لا محل لها من الأعراب , صلة الموصول –ما-.
جملة (لايزيد الظالمين إلا خسارا) لا محل لها من الأعراب , معطوفة على الجملة الاستئنافية وننزل .
ب / تنبيه ( سأضع توضيح معنى الآية مفصلاً للفائدة )
قال صاحب الميزان في ..
قوله تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) من بيانية تبين الموصول أعني قوله : ( ما هو شفاء ) الخ أي وننزل ما هو شفاء ورحمة وهو القرآن .
وعد القرآن شفاء والشفاء إنما يكون عن مرض دليل على أن للقلوب أحوالاً نسبة القرآن إليها نسبة الدواء الشافي إلى المرض , وهو المستفاد من كلامه سبحانه حيث ذكر أن الدين الحق فطري للإنسان فكما أن للبنية الإنسانية التي سويت على الخلقة الأصلية قبل أن يلحق بها أحوال منافية و أثار مغايرة للتسوية الأولية استقامة طبيعية تجري عليها في أطوار الحياة كذلك لها بحسب الخلقة الأصلية عقائد حقة في المبدأ والمعاد وما يتفرع عليهما من أصول المعارف , وأخلاق فاضلة زاكية تلائمها ويترتب عليها من الأحوال والأعمال ما يناسبها .
فللإنسان صحة واستقامة روحية معنوية كما أن له صحة واستقامة جسمية صورية , وله أمراض وأدواء روحية باختلال أمر الصحة الروحية كما أن له أمراضاً وأدواء جسمية باختلال أمر الصحة الجسمية ولكل داء دواء ولكل مرض شفاء .
وقد ذكر الله سبحانه في أناس من المؤمنين أن في قلوبهم مرضاً وهو غير الكفر والنفاق الصريحين كما يدل عليه قوله : ( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ) وقوله : ( وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) .
وليس هذا المسمى مرضاً إلا ما يختل به ثبات القلب واستقامة النفس من أنواع الشك والريب الموجبة لاضطراب الباطن وتزلزل السر والميل إلى الباطل واتباع الهوى مما يجامع إيمان عامة المؤمنين من أهل أدنى مراتب الإيمان ومما هو معدود نقصاً و شركاً بالإضافة إلى مراتب الإيمان العالية , وقد قال تعالى : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) وقال : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ) .
والقرآن الكريم يزيل بحججه القاطعة وبراهينه الساطعة أنواع الشكوك والشبهات المعترضة في طريق العقائد الحقة والمعارف الحقيقية ويدفع بمواعظه الشافية وما فيه من القصص والعبر والأمثال والوعد والوعيد والإنذار والتبشير والأحكام والشرائع عاهات الأفئدة وآفاتها فالقرآن شفاء للمؤمنين .
وأما كونه رحمة للمؤمنين – والرحمة إفاضة ما يتم به النقص ويرتفع به الحاجة- فلأن القرآن ينور القلوب بنور العلم واليقين بعدما يزيل عنها ظلمات الجهل والعمى والشك والريب , ويحليها بالملكات الفاضلة والحالات الشريفة الزاكية بعدما يغسل عنها أوساخ الهيات الردية والصفات الخسيسة .
فهو بما أنه شفاء يزيل عنها أنواع الأمراض والأدواء , وبما أنه رحمة يعيد إليها ما افتقدته من الصحة والاستقامة الأصلية الفطرية فهو بكونه شفاء يطهر المحل من الموانع المضادة للسعادة ويهيئها لقبولها , وبكونه رحمة يلبسه لباس السعادة وينعم عليه بنعمة الاستقامة .
فالقرآن شفاء ورحمة للقلوب المريضة كما أنه هدى ورحمة للنفوس غير الآمنة من الضلال , وبذلك يظهر النكتة في ترتب الرحمة على الشفاء في قوله : ( ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ) فهو كقوله : ( هدى ورحمة لقوم يؤمنون ) وقوله : ( ومغفرة ورحمة ) .
فمعنى قوله : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وننزل إليك أمراً يشفي أمراض القلوب ويزيلها ويعيد إليها حالة الصحة والاستقامة فتتمتع من نعمة السعادة والكرامة .
وقوله : ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) السياق دال على أن المراد به بيان ما للقرآن من الأثر في غير المؤمنين قبال ما له من الأثر الجميل في المؤمنين فالمراد بالظالمين غير المؤمنين وهم الكفار دون المشركين خاصة كما يظهر من بعض المفسرين وإنما علق الحكم بالوصف أعني الظلم ليشعر بالتعليل أي أن القرآن إنما يزيدهم خساراً لمكان ظلمهم بالكفر .
والخسار هو النقص في رأس المال فللكفار رأس مال بحسب الأصل وهو الدين الفطري تلهم به نفوسهم الساذجة ثم إنهم بكفرهم بالله خسروا فيه ونقصوا . ثم إن كفرهم بالقرآن وإعراضهم عنه بظلمهم يزيدهم خساراً على خسار ونقصاً على نقص إن كانت عندهم بقية من موهبة الفطرة , وإلى هذه النكتة يشير سياق النفي والاستثناء حيث قيل : ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) ولم يقل : ويزيد الظالمين خسارا .
وبه يظهر أن محصل معنى الآية أن القرآن يزيد المؤمنين صحة واستقامة على صحتهم واستقامتهم بالإيمان وسعادة على سعادتهم وإن زاد الكافرين شيئاً فإنما يزيدهم نقصاً وخساراً .
وللمفسرين في معنى صدر الآية وذيلها وجوه أخر أغمضنا عنها من أراد الوقوف عليها فليراجع مسفوراتهم .
ومما ذكروه فيها أن المراد بالشفاء في الآية أعم من شفاء الأمراض الروحية من الجهل والشبهة والريب والملكات النفسانية الرذيلة وشفاء الأمراض الجسمية بالتبرك بآياته الكريمة قراءة وكتابة هذا .
ولا بأس به لكن لو صح التعميم فليصح في الصدر والذيل جميعاً فإنه كما يستعان به على دفع الأمراض والعاهات بقراءة أو كتابة كذلك يستعان به على دفع الأعداء ورفع ظلم الظالمين وإبطال كيد الكافرين فيزيد بذلك الظالمين خسارا كما يفيد المؤمنين شفاء هذا , ونسبة زيادة خسارهم إلى القرآن مع أنها مستندة بالحقيقة إلى سوء اختيارهم وشقاء أنفسهم إنما هي بنوع من المجاز . تفسير الميزان ج13
|
|
|
|
|