وثانيا اذا كان الجميع يرى ان انتشار الجيش يساعد على ايجاد مخرج سياسي يؤدي الى وقف العدوان وهذا هو مخرج وطني مشرف بالنسبة لنا وان الذي سينتشر على الحدود هو الجيش الوطني وليست قوات غازية أو قوات مرتزقة أو قوات تعمل بأمرة الأعداء.
الجيش الوطني الذي يعمل بأمرة الحكومة اللبنانية المنتخبة. بهذا المعنى كمخرج نحن نقبل به بالرغم من محاذيره التي ذكرتها قبل قليل ولا نقف عائقا أمام قرار أو خيار من هذا النوع.
هذه هي إذا الحيثيات، انتشار الجيش اللبناني هو الذي يحفظ السيادة والاستقلال وهذا هو البديل الأفضل والأنسب لانتشار قوات دولية لا نعرف بأمر من تأتمر وما هي المهمة التي ستقوم بادائها وبوظيفتها. نعم قلنا وهذا مجمع عليه في النقاط السبع أن تعزيز قوات اليونيفيل لتكون مساعدا للجيش اللبناني في أداء مهمته والقيام بدوره.
هنا قيلت أمور أخرى ترتبط بمرحلة ما بعد انتشار الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية أو بالأصح استكمال انتشار الجيش في منطقة جنوب نهر الليطاني، هذه الأمور الآن لن أناقشها وسأتركها للنقاش الداخلي لأن مقتضى الحرص والمسؤولية والتضامن يفترض مني ذلك في هذه المرحلة ولأكثر من سبب.
إذا نحن الآن وبالرغم من الاجماع الوطني اللبناني على خطة الحكومة والتمسك بالنقاط السبع نجد اليوم ان الاميركيين ما زالوا يعطلون أي إمكانية للتوصل الى مشروع قرار يأخذ بالاعتبار المطالب الوطنية اللبنانية والحقوق الوطنية اللبنانية وما زال الاميركي يعمل بكل جهد لفرض شروط اسرائيل على لبنان ولتحقيق مصالح اسرائيل بالكامل على حساب مصلحة لبنان.
هنا أود أن أدعو من جديد الى الارادة السياسية والى الصمود السياسي وعدم الخضوع للاملاءات والضغوط الاميركية أيا تكن هذه الضغوط وأيا يكن الوضع الميداني الذي هو وضع صلب وقوي وسأتحدث عنه بعد قليل.
وأدعو الحكومة اللبنانية الى مزيد من الصمود السياسي والى التمسك بخطة النقاط السبع التي أجمعنا عليها كلبنانيين لأن أي تجاوز لبنود هذه الخطة التي اعتبرت برأينا تحفظ الحد الادنى من الحقوق الوطنية والمطالب هو خروج على الاجماع الذي كنا جميعا حريصين عليه في كل المراحل السابقة.
هنا آتي الى اجواء الحرب القائمة في الشق الميداني في آخر كلمة متلفزة تحدثت ان العدو سيلجأ نتيجة الاخفاقات العسكرية والتي ما زالت مستمرة الى الان على كل حال سيلجأ المزيد من الضرب للبنى التحتية والمنشآت المدنية وللاعتداء على المدنيين بالفعل هذا هو الذي يحصل المزيد من المجازر من البقاع الى الشياح الى الغازية الى اماكن كثيرة لا تعد ولا تحصى وهنا طبعا تتضح اكاذيب الصهاينة التي يقولها قادته ومسؤولوه ان صحافتهم واعادها بالامس سفير اسرائيل بالامم المتحدة هم يقولون انهم يقصفون هنا او هناك لان هناك منصات صواريخ يستخدمها حزب الله هل كانت منصات الصواريخ متواجدة بين المشيعين في الغازية حتى يقومون بقصف الغازية اثناء تشييع الشهداء هل كان الحي السكني المليء بالعائلات من رجال ونساء واطفال في الشياح يخفي او على سطحه منصة صواريخ تطلق على الصهاينة هذه كلها كلمات وادعاءات فارغة وهذا كله يحصل عمدا قتل المدنيين من رجال ونساء واطفال يحصل عمدا لان الوسيلة الوحيدة المؤلمة والمتاحة امام هذا العدو العاجز عسكريا المتوحش في سفك الدماء للضغط على اللبنانيين وعلى المقاومة وعلى الدولة ايضا للاستمرار في ضرب المساكن والتدمير الممنهج للبيوت وللابنية في الصضاحية الجنوبية على سبيل المثال هناك ابنية خالية خاوية لكنه في كلا يوم يأتي ليهدم عددا من الابنية.
اليست هذه جرائم حرب اليس قتل الاطفال والنساء جرائم حرب اليس قتل الاطفال والتي لا تستخدم اساسا والتي لا صلة لها لا بقادة حزب الله ولا يمقاتلي حزب الله؟
اليست هذه جرائم حرب والاستمرار في تدمير ما بقي من البنية التحتية اللبنانية هل يصدق احد ان كل هذه الجسور والطرقات والبنية التحتية دمرت فقط لمنع خطوط الامداد عن المقاومة وهل هذا الامر منطقي ومعروف اما ان الهدف تدمير البشر والبنية التحية للضغط على اللبنانيين ، قتل المدنيين للضغط على اللبنانيين تدمير البيوت للضغط على اللبنانيين من اجل ان يستسلموا ويخضعوا او يقبلوا بالشروط الاسرائيلية التي شنت اساسا من اجلهاالحرب. في الحقيقة من المحزن والمؤسف وغير المستغرب ان في مجلس الامن الدولي مسودة مشاريع القرارات لا تحتوي اي لوم للصهاينة على كل ما ارتكبوه من جرائم حرب ومجازر ومن اعمال ابادة جماعية في لبنان ومن تدمير ممنهج في لبنان ان تقوم انت بأسر اسرائيليين عسكريين عملية عسكرية بحتة تستحق كل الادانة والشجب من المجتمع الدولي أما رد الفعل الذي يذهب بعيدا في تدمير الحجر وقتل البشر وتجاوز كل القوانين والأعراف لا يستحق حتى اللوم.
لسنا متفاجئين لأن مجلس الأمن يعجز عن إدانة اسرائيل في قتلها لجنوده العاملين في إطار قواته في جنوب لبنان. بالتأكيد هذا المجلس العاجز عن إدانة اسرائيل في مجزرة قانا سيكون عاجزا بفضل الفيتو الاميركي المطلق عن توجيه لوم لاسرائيل في كل مجريات الوحشية لهذه الحرب القائمة.
في هذا السرد عبرتان، أيها الأخوة والاخوات، العبرة الأولى ان نفهم هذا العدو ذو الطبيعة العدوانية المتوحشة الهمجية الذي نعيش في جواره والذي يريدوننا أن نعيش معه بسلام. نعيش بسلام الى جانب قاتل الأطفال وقاتل النساء ومدمر البيوت الوحشي الذي لا حدود لوحشيته والهمجي الذي لا حدود لهمجيته.
والعبرة الثانية، ان نعرف ان مجلس الأمن الدولي هذا لا يملك أي قدرة أو إمكانية لحماية لبنان وان كل ما يخطط له ويدرس اليوم ويبحث اليوم ويقرر اليوم هو كيف يحمي اسرائيل وليس كيف يحمي لبنان هذا للعبرة.
أدخل الى الواقع الميداني المباشر وأقول نعم نحن في الميدان ما زلنا صامدين وما زلنا أقوياء وهذا بحد ذاته انجاز كبير للمقاومة وإخفاق كبير للعدو فيما أعلنه من اهداف حول هذه المقاومة.
ما زلنا نقاتل في القرى الأمامية في الخط الأمامي مع العلم اننا لسنا ملتزمين بالتمسك بالجغرافيا إلا أن المقاومين البواسل يصرون على البقاء والقتال حتى أخر طلقة ما دام هناك طلقة، ما دام هناك عبوة ما دام هناك صاروخ ما دام هناك إمكانية للقتال لا يزالون يقاتلون.
تصوروا ان القتال حتى هذه الساعة ما زال مستمرا في بلدة عيتا الشعب على الحدود مباشرة كذلك في بقية البلدات الحدودية وأبناؤكم واخوانكم من مجاهدي المقاومة هناك يجترحون المعجزات في الحقيقة ويقدمون نموذجا جهاديا، نموذجا باسلا، نموذجا شجاعا قل نظيره في التاريخ وليس في الواقع المعاصر.
نقاتل في البلدات الأمامية وايضا نقاتل في المواقع الأمامية، بالأمس هاجم مجاهدو المقاومة الاسلامية الموقع العسكري الاسرائيلي في جل العلام الواقع على الحدود واشتبكوا ايضا في اللبونة على الحدود وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف العدو. اخوانكم المجاهدون ما زالوا في الخطوط الأمامية في المواقع الأمامية يقاتلون ويبادرون ايضا.
الاسرائيليون يستطيعون أن يتسللوا ليلا في بعض الأودية ويقومون بإنزالات في مواقع خلفية، ما يلبث المجاهدون أن يكتشفوها ويهاجموها ويوقعوا فيها اصابات. الاسرائيليون اليوم أنفسهم يعترفون بأنهم ينقلون المدد والدعم بالمروحيات من خلال الحيوانات، لأن تحرك آلياتهم ومدرعاتهم المكشوفة في أرض الجنوب تجعلهم صيدا سهلا لمجاهدي المقاومة. هذا هو الواقع الميداني حتى الآن هناك عدد كبير من الدبابات الميركافا تم تدميرها وهذا التفصيل مهم ولو كنت أذكره أنا بمعنى ما يزيد على ستين دبابة ميركافا تم تدميرها حتى الآن الى عدد كبير عشرات الجرافات العسكرية، ناقلات الجند العسكرية، ما يزيد من حيث المجموع على مئة دبابة وناقلة جند وجرافة عسكرية تم تدميرها حتى هذه الساعة.
وأنا لا أتحدث عن قتلى المستوطنين ولا عن جرحى المستوطنين بل أتحدث عن الضباط والجنود.