إن البدر المضيء له تأثير على النفوس وسحر على القلوب، طاقة عظيمة تفتح الوعي وتنير الدروب... لذلك في المرة القادمة عندما يوشك القمر أن يصبح بدراً، اجلس ليلاً منتظراً قبل خمسة أيام على الأقل من اكتماله، وانتظره لساعة واحدة، وعندما يطلّ البدر ويتجلّى، تأمل في تلك الليلة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل...
لن تحتاج للقيام بأي شيء، كن حاضراً صاحياً فحسب، فإذا اندلعت شرارة الوعي ستكون مستعداً.. شاكراً.. ممتناً.. لكن لا تشعر بأنك قد قمتَ بعمل عظيم، وإلا فإنها لن تحدث مرة ثانية وإذا لم تحدث فليس من داعٍ للقلق أو اليأس…
انتظر وترقّب من جديد، عشْ هذه اللحظة واستسلم لها، فالماضي تاريخ مات ومضى، والمستقبل غيب غريب وهذه اللحظة هي الهديّة والهداية والهُدى..... ترقب وتأمل دون أية أماني أو رغبات، وإلا ستفسد الأمر كله…
التأمل هو الباب الذي سيأخذك ما وراء الليل والنهار، ما وراء الحياة والممات والصمت والكلمات…
انتظر انتفاضة الوعي بصبر شديد واحتمال، دون أي استعجال، لأنها أبعد من حدود قدرة الإنسان، ولكن يمكنك أن تدعوها بطريقة غير مباشرة:
استحم، غنِّ أغنية ما.. اجلس صامتاً وانتظرها.. بشوق وتعطش شديدين، تأمل القمر وتمايل معه، استمتع به مثل بجعة بيضاء تسبح بسكون في بحيرة ضوئه، ليتغلغل نوره في أعماقك حتى يغمرك كلياً… ارقص متناغماً مع موسيقاه وأناشيده، ثم اجلس ثانيةً وانتظر....
ستصبح الليلة التي يكون فيها القمر بدراً ليلة استثنائية للتأمل والتفكر، لتصل إلى التناغم العميق مع لحن الوجود والخلود المنساب في أعماقك، ولتتصل بالعالم والعوالم والأكوان أجمعين…
إختكــن : الهاشمــــيـــــــــــة ,, لاتنسونا من دعواتكن،، ولا تنسوا صلاة الليل ،،