رائع ما تكتب ايها الباحث الاديب هنا اجد حسب رائي البسيط إن مشكلة الشاب الذي توجه بكل وجوده إلى عشق الفانيات، في الحب المجازي هنالك صورة ذهنية جميلة لا تفارق الذهن، والقلب ينظر إلى هذه الصورة الجميلة فتعشق تلك الصورة.. وهذه الصورة ثابتة في الذهن لا تزول!.. هذا هو الحب الذي أعمى وأصم!.. سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن العشق، فقال: (قلوب خلت من ذكر الله، فأذاقها الله حب غيره).. عندما تُملأ صفحة الذهن بصورة جميلة، فإن القلب ينشغل بتلك الصورة، لأن طبيعة القلب يُحب الجمال والكمال.. وكلما اشتدت الصورة جمالاً، كلما اشتد امتلاء أفق الفكر بهذه الصورة، وبالنتيجة القلب انشغل بتلك الصورة، وبعد كل ذلك سرى ذلك الأمر إلى عالم الجوارح.. يوسف -عليه الصلاة والسلام- أعطي شطر الحسن.. ومن هنا عندما تجلى للنسوة، تجلت في أذهانهن هذه الصورة الحسية، وامتلأت بها أفكارهن، ثم تعلقت بذلك قلوبهن، ثم سرى ذلك الحب إلى الجوارح فقطعن أيديهن.. فالإنسان قد يجرح اليد من التفات، هذا أمر بسيط.. أما النسوة {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}!.. وهذا الشيء ليس قضية إعجازية، فيوسف (عليه السلام) لم يقم بإعجاز!.. هو هذا الانشغال الذي انشغلن به، أثر في ذلك.. فلننقل هذه المعادلة إلى عالم الغيب!..
هُوَ كَيْدُكُّنَّ وَقَدْ تَعَظَّمَ شَرَّهُ *** عَجِزَ الطَبِيْبُ بِعِلْمِهِ وَدَوَاهُ
أَلْقَوْهُ فيِ السِّجْنِ بِلاَ ذَنْبٍ أَتَىَ *** لَكِنَّ فِعْلَ الخَيْرِ قَدْ وَاسَاهُ
مقتبس من قصيدة ادبيةعن سورة يوسف عليه السلام
**
كدت أرفع يدي تضرعاً الى الله ان لا تنتهي القصيدة
ساعود لقراءتها وحفطها عن ظهر قلب
تصورت اني ارجو من القيمين أن يعتمدونها في المناهج لصدق بوحها وعلو لغتها وقوة بيانها
شعر من البحور مقفى وترافقه عذوبة تختلف عن ملوحة البحار
حين قال نزار قباني الأقفاص الستة عشر لم تك هذه القصيدة تثير لواعج قلبه
الشعر شعر ترفعه العذوبة والرِقة وخيلاء الكلام قديم كان أم حديث
وأنت ايها الشاعر الممتد في اللغة شجرتك وارفة الظلال في واحة الزمان
دمت استاذنا باحثا كريما
لك خالص دعائي