لقد عني الإسلام بالصلاة عناية خاصة وأمر بإقامتها والمحافظة عليها أثناء الصحة والمرض ، وفي الحضر والسفر وفي الأمن والخوف بالإضافة إلى ذلك هي عبادة تتضمن أقوالا باللسان وأفعالا بالبدن وهي صلة بين العبد وربه ، قال الله تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ، فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما عملكم ما لم تكونوا تعلمون ) .
وللصلاة فوائد صحية عديدة تعود بالنفع على المصلي وتقيه من أمراض كثيرة . فالمسلم حين يؤدي الصلاة فإنه يقوم بتمارين رياضية تشتمل جميع البدن من أعلى الرأس إلى أخمص القدم ، فحركات الصلاة لا تترك مفصلا ولا عضلة ولا عضوا في الجسم إلا حركته وهذا ما يجعل الجسم في نشاط متجدد .
والمحافظ على أداء الصلوات يمارس فيها من الحركات البدنية المتكررة ما مجموعها يفوق مجموع الحركات التي يؤديها ممارس التمارين الرياضية وقد أكد الدكتور فارس عازوري وهو مختص بالأمراض العصبية في الجامعة الأمريكية وهو طبيب غير مسلم : ( إن الصلاة عند المسلمين وما فيها من ركوع وسجود تقوي عضلات الظهر وتلين فقرات السلسلة الظهرية ، وخصوصا إذا بدأ الإنسان بالصلاة في سن مبكرة ويترتب على ذلك مناعة ضد الأمراض العصبية التي تسبب الآلام الشديدة والتشنج في العضلات ) .
ويذكر أيضا مدرب كرة القدم البرازيلي ( خوسيه فاريا ) الذي دخل في الإسلام وأصبح اسمه بعد إسلامه ( مهدي إسلام ) وعمره خمسون عاما يقول : ( .... وكذلك من دراستي للحركة التي يقوم بها المصلي وجدت أنها حركة رياضية مفيدة للجسم بالإضافة إلى ما تضيفه الصلاة من قوة إيمان وشفافية عظيمة أعظم ألف مرة من أي تدريب لليوجا ) . أما السجود وحده فله فوائد عديدة لصحة الرئتين فهو يساعد على خروج المفرزات من الرئتين وبالأخص الفص السفلى ، ويذكر أنه في حالة وجود خراجات بالفص السفلي بالرئتين ينصح المريض تعمل وضع السجود للاستفادة من هذه الخاصية في تسهيل خروج الصديد من الرئة .
والصلاة أيضا تساعد على تحقيق التوازن النفسي والعاطفي للمصلي فهي تجعله قريبا من الله عز وجل حتى وجد المختصون أن نسبة الأمراض النفسية والاكتئاب عند المؤمنين أقل كثيرا من وجودهما عند غير المؤمنين . والصلاة تساعد المرأة الحامل لأن حركتها تنشط الدورة الدموية ولا تعرضها لمرض دوالي الساقين الذي يحدث لبعض السيدات الحوامل ، والركوع والسجود يفيدان في تقوية جدار البطن ويساعدان المعدة على التقلص وأداء عملها على أكمل وجه .
إن الصلاة بحق رياضة ربانية لا يجاري فوائدها أي نظام رياضي على الإطلاق وإن لكل صلاة وقتا ينبغي أن تقام في حينه ، وهذه حكمة إلهية عظيمة سبقت ما أدركه علماء اليوم من ميزة الممارسات الرياضية .