|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 34951
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 671
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادمة الكرار
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 30-04-2009 الساعة : 11:01 PM
من وحي الثورة الحسينية...انثر لكم عبيرا أيها الاحبه
لقد كان محمد بن الحنفيةشقيق الحسين في طليعة أولئك الذين حاولوا مع الحسين (ع) إن لا يستجيب لأهل العراقوأن يبقى بعيداً عنهم وقد ذكره مع من ذكروه بمواقفهم مع أبيه وأخيه وكان قد أشارعليه إن يذهب إلى اليمن أو بعض نواحي البر ولا يذهب إلى الكوفة فوعده الحسين (ع) إنينظر في الأمر وفي مطلع الفجر من تلك الليلة اخبر ابن الحنفية إن الحسين (ع) قدتهيأ للخروج مع أخوته وبني عمومته ونسائه إلى العراق فأقبل عليه وقد اشرف موكبه علىالتحرك فأخذ بزمام ناقته وهو يبكي واقل له : ألم تعدني النظر فيما سألتك فما حداكعلى الخروج عاجلا ؟ فرد عليه الحسين قائلا : لقد جاءني رسول الله بعد ما فارقتكوقال لي : لقد شاء الله ان يراك قتيلاً فاسترجع ابن الحنفية وقال : إذا كان الأمركما تقول ، فما معنى حملك للنساء وأنت تخرج لهذه الغاية ، فقال له : لقد شاء اللهان يراهن سبايا .
بهذا الجواب القصير وبهاتين الكلمتين بما لهما من المدلولالواسع وبدون مواربة او تمويه اجاب الحسين اخاه محمد بن الحنفية وعيناه تنهمربالدموع والالم يحز في قلبه ونفسه ، وكما قال ابو عبدالله (ع) لقد شاء الله انيراهن سبايا كما شاء ان يراه قتيلا موزع الاشلاء هو ومن معه من اسرته وأصحابه علىثرى الطف ، لان سبيهن بعده من بلد إلى بلد لم يكن أقل اثرا على تلك الدولة الجائرةوعلى تلك الاسرة التي تكيد للإسلام من شهادته ان لم يكن أشد وقعاً على نفوسالمسلمين من استشهاده .
لقد كان لسبي النساء والاطفال والطواف بهن من بلدإلى بلد اثراً من اسوأ الآثار على الأمويين ودولتهم وكان الجزء المتمم للغاية التيارادها الحسين من نهضته فلقد أثار الاحزان والأشجان في نفوس المسلمين وكشف اسرارالامويين وواقعهم السيىء للقاصي والداني وأظهر قبائحهم ومخازيهم للعالم والجاهلوأوضح للمسلمين في كل مكان وزمان ان الأمويين من ألد اعداء الاسلام يبطنون الكفروالالحاد ويتظاهرون بالإسلام رياء ودجلا ونفاقاً . وفي الوقت ذاته فلقد كان سبيهممن جملة الوسائل لنشر الدعوة الى العلويين ومبدأ التشيع لأهل البيت ولعن من شايعوتابع وبايع على قتل الحسين ، وقد أشارت إلى ذلك العقيلة الكبرى في قولها ليزيد بنميسون في مجلسه بقصر الخضراء : فوالله ما فريت إلا جلدك وما حززت إلا لحمك .
لقد حملهم معه وهو على يقين بأن الأمويين سيطوفون بهم في البلدان إلى انيصلوا بهن إلى عاصمتهم الشام وسيراهم كل انسان مكشفات الوجوه وفي أيديهم الاغلالوالسلاسل وأكثر الناس سيقابلون ذلك بالنقمة على الأمويين والأسف والحزن لآل بيتنبيهم الذي بعث رحمة للعالمين .
وجاء في كتاب المنتخب ان عبيد الله بن زياددعا شمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج وضم اليهم الف فارس وأمرهمبايصال السبايا والرؤوس إلى الشام .
ويدعي ابو مخنف انهم مروا بهم بمدينةتكريت وكان اغلب اهلها من النصارى فلما اقتربوا منها وأرادوا دخولها اجتمع القسيسونوالرهبان في الكنائس وضربوا النواقيس حزنا على الحسين وقالوا : انا نبرأ من قومقتلوا ابن بنت نبيهم فلم يجرأوا على دخول البلدة وباتوا ليلتهم خارجها في البرية .
وهكذا كانوا يقابلون بالجفاء والاعراض والتوبيخ كلما مروا بدير من الاديرةاو بلد من بلاد النصارى ، وحينما دخلوا مدينة لينيما وكانت عامرة يومذاك تظاهراهلها رجالاً ونساء وشيباً وشبانا وهتفوا بالصلاة والسلام على الحسين وجده وأبيهولعن الأمويين وأشياعهم وأتباعهم وأخرجوهم من المدينة وتعالى الصراخ من كل جانب ،وأرادوا الدخول إلى جهينة من بلاد سورياً فتجمع اهلها لقتالهم فعدلوا عنهاواستقبلتهم معرة النعمان بالترحاب بلدة المعري الذي يقول :
أليس قريشكمقتلت حسيناً * وصار على خـــلافتكم يزيد
وقال : وعلى الافق من دماء الشهيدينعلي ونجله شاهدان .
وحينما اشرفوا على مدينة كفرطاب أغلق أهلها الأبواب فيوجوههم فطلبوا منهم الماء ليشربوا فقالوا لهم : والله لا نسقيكم قطرة من الماء بعدان منعتم الحسين وأصحابه منه ، واشتبكوا مع أهالي حمص وكان أهلها يهتفون قائلين : اكفرا بعد ايمان وضلالا بعد هدي ، ورشقوهم بالحجارة فقتلوا منهم 26 فارساً ولمتستقبلهم سوى مدينة بعلبك كما جاء في الدمعة الساكبة فدقت الطبول وقدموا لهم الطعاموالشراب .
وجاء عن سبط بن الجوزي عن جده انه كان يقول : ليس العجب ان يقتلابن زياد حسينا وانما العجب كل العجب ان يضرب يزيد ثناياه بالقضيب ويحمل نساءهسبايا على أعقاب الجمال .
قد رأى الناس في السبايا من الفجيعة اكثر ممارأوه في قتل الحسين وهذا ما اراده الحسين (ع) من الخروج بالنساء والصبيان ، ولو لميخرج بهن لما حصل السبي الذي ساهم مساهمة فعالة في الهدف الذي أراده الحسين مننهضته وهو انهيار تلك الدولة الجائرة .
ولو افترضنا ان السيدة الكبرى زينببنت علي وفاطمة بقيت في المدينة وقتل اخوها في كربلاء فما عساها تصنع وأي عملتستطيعه غير البكاء والنحيب واقامة العزاء ؟ وهل كان يتسنى لها الدخول على ابن زيادلتقول له بحضور حشد من الناس : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد وطهرنا من الرجستطهيراً انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ثكلتك امك يا ابن مرجانة ، وهلكان بامكانها ان تدخل مجلس يزيد في قصر الخضراء وهو مزهو بملكه وسلطانه وتلقى تلكالخطب التي اعلنت فيها فسقه وفجوره ولعنت فيها آبائه وأجداده وقالت له فيما قالت : أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك اماءك وحرائرك وسوقك بنات رسول الله من بلد إلىبلد ، ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك وأستعظم تقريعك ، إلى غيرذلك من كلماتها التي كانت تنهال عليه كالصواعق وغيرت اتجاه الرأي العام نحوه ونحوبيته مما اضطره لان يتنصل من تلك الجريمة ويلعن ابن زياد ويحاول ان يحمله مسؤوليتهابعد ان بلغته آثار تلك المأساة في المدن والقرى التي مر بها موكب السبايا واللعناتالتي كانت تنهال عليه وعلى اهل بيته ، وبعد ان رأى الوجوه تغيرت عليه حين وقفت فيمجلسه ذلك الموقف التاريخي الذي لا يزال حديث الاجيال بعد ان رأى ذلك وسمع ما احدثهموكب السبايا في نفوس الناس وقلوبهم وبخاصة بعد ان عرف الناس في عاصمته وخارجها انهذا الموكب لآل الرسول وبناته جعل يتنصل من تلك الجريمة ويحمل أوزارها لابن زيادومعاونيه . لقد كان باستطاعة يزيد ومعاونيه لو لم يتعرض لأسر النساء والاطفالوسبيهن من بلد إلى بلد ان يموه على الناس ويقول لهم لقد نازعني الحسين ملكي وقاتلنيفقتلته ، ولكنه بعد ان صنع مع النساء والاطفال ما صنع من الاسر والسبي والامتهانضاقت عليه الحجج والذرائع ولم يعد امامه إلا ان يتنصل منها ويضع مسؤوليتها على غيرهحيث لا يجديه التنصل ولا تستره الاعذار وقد أيقن بعدها الكثير من الناس بأنه كان فيعمله هذا مسيرا لامويته الحاقدة على بيت محمد ورسالته ، ولو انه ترك النساءوالاطفال بعد تلك المجزرة وشأنهم ولم يعاملهم بتلك المعاملة التي لم يعامل المسلمونبها اسرى المشركين ونسائهم لم يكن لجريمته كل ذلك الصدى الذي هز العالم الإسلاميبكل فئاته وطبقاته .
لقد كان الحسين يرى من وراء الغيب بأن شهادته وحدها لاتعطي النتائج المطلوبة ولا تحقق له جميع اهدافه ما لم تقترن بسبي النساء والاطفالوالطواف بهن من بلد إلى بلد ليتاح لشقيقته العقيلة ان تؤدي دورها ورسالتها فقاللاخيه ابن الحنفية وهو يتململ بين يديه باكياً حزيناً : لقد شاء الله ان يرانيقتيلاً وأن يرى نسائي وأطفالي سبايا وكان على أمية وحفيدها يزيد بن ميسون لو كانتتملك ذرة من الوفاء والشرف ان تعود إلى الوراء قليلاً لترى ما فعله جد زينب والحسينوبقية العلويين والعلويات مع ابي سفيان وزوجته هند بنت عتبة التي مثلت بعمه الحمزةوأكلت من كبده وكيف عاملهما بالعفو والصفح وجعل لهما ما لم يجعله لاحد من مشركي مكةوطواغيتها ، ورحم الله بعض الشعراء الذي ذهب يعاتب الامويين بقوله :
وعـــــليك خــــــزي يـا أميـة دائـم * يـــــبقى كـمـا فـي النـار دامبقـاك
فلقـد حملت مـن الآثام جــــــهالـة * مـا عـــنه ضـاق لمن دعاكدعاك
هلا صفحت عن الحسين ورهطه * صفـح الــوصـي ابـــيـه عـــنأباك
وعــفــفت يـوم الطف عفـة جـــده * المبعـوث يـــوم الفتـح عـنطلقاك
أفهل يــــــد سلبـت امـاءك مثــلما * سلبت كـريمـــــات الطـفـوفيـداك
ام هـل بــــــرزن بفتح مكة حسرا * كنسائـه يــــــوم الطـــفـوفنسـاك
ورحم الله القائل في وصف السبايا :
وزاكـية لـم تلق في النوحمسعـدا * سـوى انهــا بالسوط يزجرها زجر
ومـذعـــورة اضحت وخفـاق قلبها * تكـاد شظـاياه يــــطيـر بهـا الذعــر
ومذهولة من دهشة الخيل ابرزت * عــشيـة لا كـهـــف لـديها ولا خدر
تجـــاذبها أيــــــدي العـدو خمارهـا * فـــتستـر بالأيـدي إذا أعـوز الستر
سرت تتراماهـا العــداة سـوافرات * يـــروح بها مصر ويغـدو بها مصر
تطــوف بها الاعداء فـي كل مهمة * فيـــجـذبهـا قـــفــــــر ويقـذفهـا قفـر
اخوكم رياحين الولايه نور
|
|
|
|
|