تثير عمامة الشيخ حسن نصر الله سؤال البحث عن العلاقة بينها وبين القيادة الطليعية للمعارك المصيرية هل هناك تناسب بين مايلبسه الشيخ الجليل وبين فهمه العسكري والاستراتيجي والحربي والسياسي والأمني والاقتصادي والمالي وغيره إضافة إلى موقعه الديني وعمق تفكيره وقدرته الخطابية وحسن إنصاته للسايكولوجيا الإنسانية في لحظات تعبيرها.
لعله فات الزمن الذي كان فيه عالم الدين مجرد واعظ وحافظ للقرآن الكريم وجليس في منزله يحتسي الشاي والقهوة وينتظر زواره ليردد على مسامعهم جملا يومية مكررة ومع أنه كثير من علماء الدين الذين احتفظوا بلباسهم الديني أثناء خوض معاركهم الوطنية والاستقلالية وفي طليعتهم ذلك الجليل عز الدين القسام، فإن نصرالله يبدو اليوم من صنف آخر من هؤلاء إن لم يكن الرائد فيما بينهم من حيث تمكنه من إدارة المعارك كما في إدارة الشأن السياسي وفي إدارة الأمن كما في إدارة وقائع الإعلام الحربي وفي الفهم العسكري بتفاصيله ومنها أنواع السلاح إلى القراءة الاقتصادية المتأنية التي تهتم بشتى حلقاتها، مع مايعنيه ذلك من انغماس كامل في التعاطي الديني وتنفيذ شروطه ولو كان ذلك في لب المعركة الدائرة.
لانعرف يوميات نصرالله ولا حيث يوجد او يتواجد كي نسأله عن ذلك التنسيق العالي بين كل هذه الأهداف التي يمارسها، لكن الذي نراه من نتائج ميدانية حتى الآن يغري فينا البحث عن إمكانياته المتعددة في لحظة هي من أدق لحظات حزبه وحياته الشخصية ومعه قيادته ومستقبل مقاتليه ووضعه الشخصي المستقبلي على خارطة الواقع الذي يفترض أن يطل بعد كل هذا الجنون الذي تمارسه الدولة العدوانية.
من إطلالات نصرالله المتعددة يمكن لنا ان نلم بانه يمسك باللعبة الدائرة في شتى تفاصيلها ومواقعها فمن منهجيته السياسية المبسطة التي يتقصد بها إفهام جميع أبناء الشعب مرورا بالساسة وصولا إلى إيصال الرسائل إلى الإسرائيليين، إلى مفاجآته التي اعتاد إطلاقها وخاصة العسكرية منها، يظهر حجم إمساكه بتلك التفاصيل ويعطي الدليل على مدى التماسك القيادي في وقت تكون فيه نقطة الحسم لرأيه النهائي في أدق المسائل والذين يعرفون التسلسل الذي مر به نصرالله منذ أكثر من عشرين عاما والتغيير الجذري الذي أحدثه في حزب الله ونوعية الاستعداد الذي مارسه من أجل معركة فاصلة كما يحصل اليوم، إضافة إلى تقديره العسكري لحاجات المعركة مع دولة قوية متغطرسة كالدولة العبرية، يمكننا أن نفهم مدى العلاقة بين عمامته والصاروخ، ليس في تقنياته فقط، بل في إخضاعه إلى منطق التطورات العسكرية والحاجة السياسية بتوقيتها الدقيق .
سيظل نصرالله علامة فارقة في هذا الزمن العربي والإسلامي أن صوره المرفوعة في عواصم العالم لا تفرض رجل المرحلة والتغيير بل تؤسس لمدرسة جديدة لمعنى عالم الدين في دوره الوطني والقومي، وربما في المساهمة بتغيير الأحداث وإعطائها من نبضه قوة الإيمان وقوة القوة في الميدان .
فإن نصرالله يبدو اليوم من صنف آخر من هؤلاء إن لم يكن الرائد فيما بينهم من حيث تمكنه من إدارة المعارك كما في إدارة الشأن السياسي وفي إدارة الأمن كما في إدارة وقائع الإعلام الحربي وفي الفهم العسكري بتفاصيله ومنها أنواع السلاح إلى القراءة الاقتصادية المتأنية التي تهتم بشتى حلقاتها، مع مايعنيه ذلك من انغماس كامل في التعاطي الديني وتنفيذ شروطه ولو كان ذلك في لب المعركة الدائرة.
السلام عليكم
مقال روعة
وكثير من التحليلات التي اعطت القادة العلمائيين اصحاب العمائم وكيف ارتباط الدين بالحياة وحاجة كرسي القيادة الى نبوغ العقل والحكمة
والسيد حسن نصر الله ورفسنجاني والسيد القائد وغيرهم كثيرون
الحمد لله على نعمة وجودهم
الشكر الجزيل لكم اخي امير الرافدين على حسن اختياركم