|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 90
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 192
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
مقومات شخصية المرأةالمرشدة والمبلغة !!
بتاريخ : 06-08-2006 الساعة : 09:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للمرأة دور كبير في النهوض برسالة السماء كما للرجل وكل له استعداده
في سبيل ذلك وقبل الخوض في غمار الاستعداد والتصدي لهذه المهمة ينبغي
معرفة مقومات شخصية المرشدة والمبلغة لذلك ارتأيت ان اطرح هذه المقومات لأهميتها في سبيل الارتقاء بمستويات تناسب هذه المهمة العظيمة كما ذكرها
سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي فتابعوا ماكتب هنا مع تمنياتي لكم بالمتعة والفائدة ولاتنسوني من الدعاء000
مقومات شخصية المرشدة والمبلغة
النقطة الاولى : وأول نقطة يجب التحدث عنها هي مقومات شخصية المرشدة التي تتصدى لنشر الوعي الديني إذ يجب أن تشمل التربية الإسلامية لشخصيتها على ثلاثة اتجاهات متوازية وتسير في عرض واحد, وأي تقدم في أحدها على حساب الأخر يؤدى إلى خلل في توازن الشخصية وتقصير في السعي لتحقيق الهدف المنشود الذي هو رضا الله تعالى والعمل على نشر شريعة سيد المرسلين ((صلى الله عليه وآله)) والمساعدة على هداية المجتمع وصلاحه, وأية غفلة عن الهدف أو عدم الوضوح فيه يعنى الانحراف والابتعاد عن الحق, فلا بد من ملاحظة الهدف دائماً وهو المعبر عنه بذكر الله تعالى على كل حال ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا))
والاتجاهات الثلاثة هي :
الاتجاه الأول : العلمي, ونعني به التزود من العلوم والمعارف الإسلامية وعدم الاقتصار على بعض الكتب والقصائد وأقل ما يشترط في المرشدة والمبلغة إكمال دورة فقهية كمنهاج الصالحين في العبادات والمعاملات, ولا أقصد بالمعاملات كل فصولها التي لا تحتاجها المرأة وليست هي محل ابتلائها, بل مثل كتاب النكاح والطلاق والبيع حتى تساعد المرأة الرجل على التفقه فيما يتعلق بكسبه وعمله.
الاتجاه الثاني : الأخلاقي, فلا بد أن تهتم المرشدة الدينية بتربية نفسها وتهذيبها وتطهيرها من الرذائل وتوطيد الصلة بالله تعالى ومراقبته في كل صغيرة وكبيرة, ويكون ذلك قبل التصدي لأية مسؤولية اجتماعية لان المنصب والجاه والامتيازات الأخرى التي تتمتع بها من أقوى فخوخ الشيطان واصعب شراكه وان النفس الأمارة بالسوء قد تكون كامنة وخامدة فإذا حصل ما يثيرها هاجت وأودت بصاحبها إلى المهالك, وإنها كالأخطبوط الذي كلما انقطع منه ذراع تولد له أكثر من ذراع إلا من عصمها الله فانه لا قيمة لأي عمل مهما كان عظيماً في نفسه إذا لم يكن مخلصاً لله سبحانه ومقبولاً, ولنا في رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) أسوة حسنة وهو أكمل الخلق فقد جاهد نفسه وتعبد لله سبحانه ردحاً طويلا برعاية الله سبحانه حتى بعث بالنبوة, ففي الحديث عن الصادق ((عليه السلام)) :
((إن الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال :
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده فقال عز وجل : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا00، وان رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) كان مسدداً موفقاً مؤيداً بروح القدس لا يزلّ ولا يخطيء في شيء مما يسوس به الخلق))
وعلى المرشدة أن تتخذ من النساء الصالحات أمثال فاطمة الزهراء وزينب وخديجة الكبرى ومريم العذراء وآسيا بنت مزاحم ((عليهن السلام)) قدوة حسنة, وعليها ألا تخرج إلى المجتمع حتى تتأكد من تحصيل السيطرة على النفس الأمارة بالسوء والأخذ بعنانها والابتعاد عن مزالقها المهلكة من حب الجاه والتعالي على الأخريات والعجب والرياء والكبر والحسد والمكر, وان لم تفعل نقول لها ما قاله الله في أمثالها :قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا00 وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ00، وان تكميل النفوس وتحليتها بالفضائل الأخلاقية وتنزيهها عن الرذائل جانب مهم في شخصية المرأة المسلمة قال تعالى : قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَاوالمرشدة والمبلغة أولى من غيرها بهذه التربية لأنها متصدية لتغيير المجتمع وقائمة على إصلاحه فيجب أن تكون على مستوى من الإخلاص للهدف الإلهي الذي تتصدى له بحيث لو إن خطيبة أخرى جاءت إلى مجلسها ورغبت مشاركتها في مهمتها لفرحت واستبشرت لأنها تعينها على أداء مسؤوليتها قال تعالى :وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
لا أن تشوه صورتها وتظهر عيوبها وترفض وجودها بل تتفق معها على منهج مشترك ليكون المجلس أكثر نجاحاً, فعليها الابتعاد عن الخلاف والتحاسد والتباغض والنظرة إلى الأمور نظرة مادية وليست أخلاقية ودينية, فلا شك أن دورها كدور الأنبياء في نشر تعاليم الدين والنصح والإرشاد فلو إن جميع الأنبياء وهم مائة وأربعة وعشرون ألف نبي جمعوا في مكان واحد وزمان واحد ماذا سوف تكون العلاقة بينهم, هل هي الشجار والخلاف كما يحصل بين بعضهم ممن يدعون الشعور بالمسؤولية؟ فيكون الجواب كلا . . . لأنهم مخلصون لله ومتآخون في الله ويجمـعهم هـدف واحد وغاية واحـدة . . . وان كل مرشدة ومبلغة تستطيع الاستفادة بالرجوع إلى الكتب القيمة التي تملأ المكتبات والتي تعب العلماء والحكماء في إيصالها لنا بأمانة, مثل : كتاب مكارم الأخلاق وقصص الأنبياء وسيرة أهل البيت وسيرة بنات الرسالة والعقيدة, والاهتمام بأحاديث المعصومين ((عليهم السلام)) وكلماتهم حيث تعد الكلمة ذات السطر الواحد دستور حياة, فعليها مراجعة كتب نهج البلاغة وتحف العقول وأدعية المعصومين ((عليهم السلام)) كالصحيفة السجادية ودعاء أبي حمزة الثمالي ودعاء الإمام الحسين ((عليه السلام)) يوم عرفة وملحقه ودعاء الصباح والمناجاة الشعبانية.
أما اذا كانت المبلغة تتصف بالانحراف وحب الدنيا والفساد فستكون الطامة الكبرى حيث ينعدم الإخلاص, فيجب نبذ مثل هؤلاء النسوة وعزلهن عن مسؤولياتهن, وقد قيل : إذا فسدت النساء فسد العالم فهن نصف المجتمع وقاعدته الأساسية والمسؤولات عن تربية الأجيال, لذلك حث القرآن الكريم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث قال : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ 00وان ترك هذه الفريضة يعد من الذنوب التي تديل الأعداء وتمنع من استجابة الدعاء, حيث ورد في الحديث:
((إذا تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سلطتُ عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم)) . . إذن فلنبدأ بإحياء القلوب بالمواعظ وتلاوة القرآن قال تعالى : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
الأتجاه الثالث : الوعي الاجتماعي, فلابد من اتصاف المرشدة بالوعي والحس المرهف لما يجري حولها, والبصيرة فيما يدور في المجتمع من مشاكل وفتن وشبهات تعصف بها وتبلبل أفكارها تحت شتى العناوين, وان تكون عارفة بأسلوب مواجهتها وتحصين النساء من الوقوع فيها وتنبيههن إلى الأخطار المحدقة بهن التي تريد أن تسلب اعز ما عندهن وهو دينهن وكرامتهن وعزتهن ومبادئهن, فيجب عليهن أن يبدأن غيرهن بالوعظ والإرشاد وان لم يكن هناك سؤال أو طلب, وبلغة مفهومة وبأسلوب مبسط لتبيين التعاليم الإسلامية التي جاءت تعالج مشاكل المجتمع ومنها مشاكل المرأة لتكون أكثر سعادة بعيداً عن الأفكار المضللة بغطاء الحرية المزعومة التي تريد من المرأة أن تكون سلعة رخيصة تباع وتشترى أو دمية يلعب بها من يشاء.
من كتاب الخطابة النسائية بين الطموح والواقع 000
لسماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي
|
|
|
|
|