السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلٍ على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
نحن نؤمن جميعاً بإن الأنبياء والأئمة عليهم السلام معصومون
ولكن كيف نقول بإن النبي آدم عليه السلام معصوم والمعصوم عندنا الذي لا يعصي ولا يخطئ ولا ينسى
وعندما أدخل الله آدم وزوجه الجنه أمرهم الله سبحانه وتعالى بإن لا يقربا الشجرة ولا يأكلا منهاوعندما وسوس لهما الشيطان الرجيم الذي حذر الله آدم منه أكلوا من هذه الشجرة التي
أمرهم الله بإن لا يتقربوا ولايأكلوا منها
وقال تعالى في كتابه العزيز ((وعصى آدم ربه فغوى))
الا تعتبر هذه معصية ؟؟
ومامعنى المعصية في هذه الآية ؟؟
ممكن توضيح أيهاالأخوة المواليين جزاكم الله خيراً
وأمر الله -سبحانه- آدم وزوجته حواء أن يسكنا الجنة، ويأكلا من ثمارها ويبتعدا عن شجرة معينة، فلا يأكلان منها؛ امتحانًا واختبارًا لهما، فقال تعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} [البقرة:35] وحذَّر الله -سبحانه- آدم وزوجه تحذيرًا شديدًا من إبليس وعداوته لهما، فقال تعالى: {يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى . إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى. وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} طه:[117-119].
وأخذ إبليس يفكر في إغواء آدم وحواء، فوضع خطته الشيطانية؛ ليخدعهما فذهب إليهما، وقال: {يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى}
[طه:120] فَصَدَّق آدم وحواء كلام إبليس بعد أن أقسم لهما، ظنًّا منهما أنه لا يمكن لأحد أن يحلف بالله كذبًا، وذهب آدم وحواء إلى الشجرة وأكلا
منها.. وعندئذ حدثت المفاجأة؟!!
لقد فوجئ آدم وحواء بشيء عجيب وغريب، لقد أصبحا عريانين؛ بسبب عصيانهما، وأصابهما الخجل والحزن الشديد من حالهما، فأخذا يجريان نحو الأشجار، وأخذ يقطعان من أوراقها ويستران بها جسديهما، فخاطب الله
-عز وجل- آدم وحواء معاتبًا: {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين} [الأعراف: 22] فندم آدم وحواء ندمًا شديدًا على معصية الله ومخالفة أمره وتوجها إليه -سبحانه- بالتوبة والاستغفار، فقالا:
{ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}
[الأعراف: 32] وبعد الندم والاستغفار، قبل الله توبتهما ودعاءهما، وأمرهما بالهبوط إلى الأرض والعيش عليها
الان هل عصى ادم ع
كلا
ترك الاولى وليس الحرمة
هذا رد من احد مشايخنا من موقع رافد
السؤال العقائدي:
كيف نقول أن آدم معصوم من الخطأ بالرغم من أنه أكل من التفاحة وقد جاء في الآية « وعصى آدم ربه » ؟
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري :
ذكرنا في جواب سابق براءة آدم من الذنب وعصمته والوجه في مخالفته .
واكرر هنا واقول : العصيان هو المخالفة وترك النصيحة ، ولا اختصاص باستعماله لإرتكاب الذنب والخطيئة ، وعندما صدر منه الأكل من الشجرة لم يكن هناك عالم تكليف وكلفة ، كانت دار غير هذه الدنيا الدنية ، كان قبل هبوطه إلى الأرض ، وقبل جعله خليفة ، فلا أمر ولا نهي ولا وجوب ولا حرمه وليس الغرض من منعه من تلك الأكلة إلا التنبيه على آثارها الوضعية ونتيجتها الطبيعية ، وهي الخروج من الجنة ، التي فيه ترك لذيذ العيش والصفاء ومجانبة الراحة والهناء ، وبالخروج معانقة الكدر والعناء ومصاحبة التعب والشقاء .
وليس الهدف من النهي هناك إلا إعلام جاهل وتنبيه غافل ، وكإرشاد طبيب لعلاج مريض أو اشارة منه لسالم وصحيح لشربة أو أكلة وآثارها السيئة التي تذهب بالصحة وتوجب الألم والشدة وتديم العلة ، فإذا هنا وقعت المخالفة وترك النصيحة لم يكن ذنب منه ولا عقاب له سوى ما خسر من السلامة والصحة وما يقع فيه من البلاء والمشقّة ، ويدل على ما ذكرنا آيات من سورة طه بصراحة ، والغواية هي الانقياد للهوى ومتابعة الميل والرغبة في ما فيه السقوط والردى ، وهو الذي حصل لآدم بالفعل من الجوع والضمأ والتعب والعراء ، والخروج من جنة المأوى ، ولم يكن له تبعة غير هذا ، والله الهادي وهو العاصم من البلاء والحمد لله
في قصة آدم عليه السلام ورد : ( وعصى آدم ربه فغوى ) وكذلك ( فوسوس لهما الشيطان ) ..
هل عصمة الأنبياء عليهم السلام ترتبط بوجودهم في الدنيا ولا ترتبط بوجودهم في غيرها من حياة، كالحياة في الجنة البرزخية مما يمكن أن تترتب عليه المعاصي ومقدماتها كالوسوسة ثم العصيان إذ لا تكليف إلا في الحياة الدنيا· ؟
نرجو التوضيح وبيان الاشتباه إن وجد، سدد الله خطاكم وزادكم علما .
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
لا يخفى ان الامتحان والتكليف والامر والنهي الإلهي التشريعي مختص بالنشأة الدنياوية للبشر ، كما هو مفاد قوله تعالى : ( قلنا اهبطوا منها جمعياً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) فالتشريع الهادي المنجز ثوابه على طاعته وعقابه على مخالفته هو في الهبوط إلى الارض والنشأة الدنياوية، فما كان من نهي منه تعالى في الجنة قبل الدنيا لم يكن مولودياً تشريعياً بالمعنى الذي نعهده بل إرشاد وإشفاق نصيحة منه تعالى لآدم وحواء، ويطلق العصيان على مخالفة الأمر الذي من صنف الإرشاد ، مثل أن الاخ يخالف أخاه الذي ينصحه فيقول له : عصيت أمري . لا سيما إذا كان الآمر يفوق المأمور في المنزلة .
فلم يكن من آدم عليه السلام معصية حقيقية بالمعنى الذي يتبادر إلى الذهن من معنىً معهود كي يخلّ بعصمته، وهو ما عبّر عنه علماء الامامية بترك الأوْلى ، أي كون الموافقة بنحو الأولوية في حكم العقل لا اللزوم، وسرّ التعبير بذلك في الآية هو أن المقرّب يُتوقع منه ما لا يتوقع من الأباعد ومن هنا قيل : حسنات الابرار سيئات المقربين ، أي أن الفعل الذي يعدّ حسنات الابرار لو أتى به المقرّب على درجة الكيفية التي أتى بها الابرار لعدّه المولى مستهينا به، كما في مثال الملك يتوقع من وزيره من الاحترام والتعظيم والتبعية ما لا يتوقع من سائر الرعيّة، لا بمعنى أن النقصان الذي يقع في فعل الوزير معصية بالمعنى المعهود المصطلح في التكاليف العامة، بل بمعنى تركه للأولى الذي هو في شأن الوزير جفوة في مقام القرب والمقربين، فتكون غواية .
وأما وسوسة الشيطان فليس بمعنى تسلّطه على قلب النبي وعقله، فإنه قد يتسلّط على بدن النبي كما في أيوب أو على اتباعه كما في إلقاء الشيطان في أمنية الأنبياء أي الكمال في الخارج المحيطي الذي يتمنى الأنبياء صلاحه، فيكون ما يلقى الشيطان فتنة للاتباع، لكنه لا يتسلّط على مركز النبوة وهو قلب وعقل النبي اللذين يتلقيان الوحي، وكان الشيطان قد قاسمهما أي أقسم بالله تعالى أن نهيه تعالى لم يتعلق بالشجرة المخصوصة، بناءً على جعل الاستثناء في الآية منقطعاً لا متصلاً، فكان ذلك نحو من الخداع لا التسويل، لا سيما وان الدار لم تكن دار تكليف .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
نتمنى من الجميع المبادرة دائما بالسؤال عما غمض عليهم وجعلها مادة للبحث والتعلم من واجبات المذهب البحث والتفقه
شكرل لك اختي على طرح الموضوع نحن ايضا استفدنا
دمتم بخير ومحبة