كشف تسجيل مصور لقيام أحد عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة المنورة بتصوير النساء الشيعة عند سور البقيع زيف الرواية الرسمية التي اتهمت المواطنين الشيعة بإثارة الشغب.
التصوير الذي التقطته إحدى الزائرات كشف عن قيام عنصر الهيئة بالتلصص على النساء الشيعة وتصويرهن من مكان مرتفع.
كما يكشف التصوير المنشور عبر الشبكة العالمية (*******) على مدى دقيقتين عنصر الهيئة وبيده كاميرا فيديو صوبها باتجاه النساء اللاتي قابلنه بالاعتراض وصيحات الاستهجان دون أي اكتراث منه.
وكان العديد من شهود العيان أكدوا لشبكة راصد الاخبارية أن تصوير عناصر الهيئة للنساء الشيعة هو الذي قدح شرارة اعتصام حاشد أمام مقر الهيئة شارك فيه أكثر من 2000 مواطن شيعي الجمعة الماضية.
وطالب المعتصمون في باحة المسجد النبوي الشريف مسئولي الهيئة بإتلاف التسجيل المصور وهو ما قابله الأخيرون باعتقال خمسة من المعتصمين.
جانب من اعتصام البقيع وعرف من بين المحتجزين عبد الله المطرود من مدينة سيهات، عبد الله الدرويش "القطيف"، مرتضى الأربش (25 سنة) من الدمام، عبد الله المؤمن (15 سنة) من الدمام.
وأفادت أنباء صحفية الأحد أن السلطات أحالت المواطنين الخمسة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.
ورأى مراقبون بأن التسجيل المصور يثبت كذب الرواية الرسمية للشرطة التي سارعت خلال ساعات قليلة لاتهام المعتصمين بإثارة الفوضى رغبة منهم في فتح أبواب البقيع في غير الأوقات الرسمية.
وكان المتحدث الرسمي لشرطة المدينة عبد المحسن الردادي اتهم المعتصمين الشيعة بـ"إثارة الفوضى" في تصريحات نشرتها الصحف السعودية السبت.
كما يسدد التصوير ضربة لمصداقية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أنكرت صلتها بالأحداث.
وكان المتحدث الرسمي للهيئة بالمدينة ماجد المطرفي أكد في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية الأحد أن " الهيئة لم تكن طرفا على الإطلاق في المواجهة التي وقعت بين المتجمهرين والأجهزة الأمنية"، موضحا أن تواجد عناصر الهيئة في الموقع لحظة الأحداث سببه وجود أحد مقراتهم هناك.
ويشير متابعون إلى أن التسجيلات الكثيرة التي التقطها معتصمون عبر هواتفهم الجوالة لجوانب من الاعتصام أثبتت سلمية الاعتصام الذي شارك فيه إلى جانب الرجال، المئات من النساء.
وكانت الصحف السعودية اتجهت إلى تبني الرواية الرسمية للأحداث نقلا عن شرطة المدينة والهيئة والتي تضمنت إدانة صريحة للمعتصمين وتحميلهم مسئولية الأحداث كاملة.
وخلى البيان الرسمي للشرطة من أي إشارة لدور عناصر الهيئة في إثارة الأحداث وسط اتهامات لعناصر الهيئة بإطلاق ألفاظ جنسية بذيئة طعنت في شرف وإسلام النساء الشيعة حين أبدين اعتراضهن على ممارسات الهيئة.