هناك سؤال يتبادر الى اذهان البعض ولا اعرف كيف يكون الرد على مثل هذه الشبهة وهو كيف ان الائمة عليهم السلام وعلى راسهم رسول الله صلى الله عليه واله يوصونا بان نختار المراة الصالحة ومع هذا نرى ان قسما منهم عليهم السلام اذتهم نساءهم،اريد جوابا جزاكم الله خير جزاء المحسنين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم عباس غانم
قبل البدء بالجواب اود ان اقول:
ان هذه الاسئلة لا نحاسب عليها يوم القيامة الذي نحاسب عليه هو كيف نؤدي الواجبات وننتهي عن المحرمات هذا اهم شيء وهذه الاسئلة وغيرها يستغلها البعض لبث الشك في نفوس الذين قلّ إيمانهم بالمعصومين (عليهم السلام) لذا علينا أن نكون يقضين وحذرين من هذه الاسئلة وشاكر لك طيب تقبلك لهذه الكلمات
والجواب هو
أولاً: الانبياء معصومون من الخطأ ولايجوز علينا ان نفكر أنهم أخطأوا في يوم من الايام , ونحن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) نعتقد أن الأئمة من الامام امير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) معصومون من الخطأ أيضا ولايجوز علينا ان نعتقد انهم اخطأوا في يوم من الايام
اذا علمنا هذا وعلمنا ان القرآن قال في سورة التحريم آيـــ 10 ـــة ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امراة نوح وامراة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين )
وليست الخيانة هنا هي الخيانة الزوجية والعياذ بالله بل وكما قال الشيخ الطبرسي صاحب تفسير البيان في تفسير القرآن عند تعرضه لهذه الآية قال نقلا عن حبر الأمة أبن عباس
{كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس أنه مجنون و إذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به و كانت امرأة لوط تدل على أضيافه فكان ذلك خيانتهما و ما بغت امرأة نبي قط و إنما كانت خيانتهما في الدين}
لان الاعتقاد بان الخيانة هي الخيانة الزوجية لايجوزلانه يسبب الى طعن في النبي وأي طعن لا يجوز بالانبياء عليهم السلام)
فالقران يقول صراحة ان زوجتا نبيين إثنين (عليهما السلام) كانتا تخوناهما في الدين وهذا ان دل على شيء انما يدل على أمر خفي لا نعلم به نحن واذا علمنا به قد يكون مشوبا بشيء من اللبس وعدم الوضوح وذلك لفهمنا القاصر عن حكمة الله تعالى لان الانبياء مسددون من السماء وافعالهم موافقة لقوانين السماء ونحن لسنا مؤهلين ولا مكلفين للبحث عن علة هذه الامور
ونفس الجواب يكون للرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة الطاهرين (عليهم السلام) حول زوجاتهم
ثانياً : من يقرأ التاريخ الذي يروي لنا الفترة التي عاشها الانبياء (عليهم السلام) تنكشف له الكثير من الامور حول هذا السؤال ولكي لا أطيل أكثر في الاجابة سانقل لكم وباختصار زواج الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من زوجته حفصة بنت عمر والتي كانت متزوجه وأراد زوجها طلاقها فحصل توتر قوي بين زوج حفصة وعمر أدى الى تهديد أو شيء من هذا القبيل من قبل عمر الى زوج حفصه هنا تدخل الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال لعمر اتركه وسيتزوجها من هو خير منه وتزوجها الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا اختصار لما موجود في كتب التاريخ
وهذا الزواج ليس فقط من اجل تجنب المشاكل بين شخصين اثنين بل هناك أمر ما لا نعلمه
واخيرا اشكر الاخ عباس غانم على هذا السؤال
وفقك الله لكل خير
واعتذر عن التقصير والاطالة
بارك الله فيك مولاي الغالي والفاظل نجف الخير
على الاجابه الرائعه والمختصرة والمرتبه والمقنعه
الله يعطيك العافيه ويسدد خطاطا بحق الزهراء عليها السلام
موفق لكل خير