كانت لي خطبه في أحدى المدن وكان موضوعها خاصا بأهمية أقامة مجالس أهل البيت عليهم السلام وبعد أنتهاء المجلس نقل لنا أحد معتمدي المدينة وشخصياتها قصة عجيبة تغير لها حالنا ،
قال : كنا قد أشترينا بيتا جدبدا ولم يمر وقت طويل على أقامتنا فيه وكان في البيت سرداب يتناسب شأنه وأقامة مجالس العزاء فقررنا عقد مجلس لعدة أيام فقالت زوجتي : لقد جئنا الى المدينة حديثا و لا يعرفنا فيها أحد ولا أتوقع حضور المزيد من الناس لمجلسنا .
فقلت : (( نحن لا نقرأ العزاء لأحد .... ويكفينا فخرا ان يحضر صاحب المجلس )) .
ووجهنا الدعوة الى أحد خطباء المدينة وكلفت شخصا بأمر أعداد الشاى وهيأنا المجلس وجاء الخطيب ..... الا أن أحدا لم يحضلاه فتناول الخطيب وجبة الأفطار وقال : (( حيث لم يحضر اليوم أحد فأنني سأعاود المجيء غدا )) ثم ودعنا وذهب ... ومن ناحيتنا قمنا بتشغيل جهاز التسجيل بعد ان وضعنا فيه أحد أشرطة الخطيب المعروف وعاشق أمام الزمان عجل الله ظهوره الشيخ أحمد الكافي رحمه الله ورحنا نبكي نحن الثلاثة أنا وزوجتي ومسؤول أعداد الشاي .
وتكررت القضية في اليوم التالي فأكتفينا بالأستماع لمحاضرة مسجلة للكافي أيضا ...
وفي اليوم الثالث ، جاء الخطيب فلم ير أحدا سواي وزجتي ومسؤول أعداد الشاي فضحك وقال ( لن يأتي أخد الى بيتك فأقرأ المصاب ولتبك زوجتك ومسؤول أعداد الشاي ...... قال ذلك وأرتقى سلم السرداب وهم بمغادرة المكان ...... ولكننا رأيناه يسقط على الأرض مغمي عليه !
فأسرعنا اليه فرأينا الدم يجري من ساقه فنقلناه الى المستشفى على الفور فقام الطبيب المعالج بتضميد رجله وخياطة الجرح.....
وحل الليل وفي منتصفه رأيت زوجتي تبكي كالمجنونه ..... وبصورة غريبه وبحرقة بالغة ركضت الى الأسفل ودخلت السرداب محل أقامة مجلس عزاء الأمام الحسين عليه السلام ..... فسألتها عما حدث ؟ ولكنها كانت تبكي فقط ، وتناولت المكنسة وبدأت تكنس مكان المجلس وساحة البيت وتجهش بالبكاء ثم فتحت الباب المطلة على ساحة البيت وواصلت عملية التنظيف واشتدت في بكائها وهي تهمس بالقول ( مرحبا يا سيدتي ! )).
ومهما كنت أسألها كانت تجيبني ببكائها فقط حتى أصبح الصباح فرأيتها تتناول أحدى السجادات وتفرشها عند عتبة الباب وتجلس هي على الأرض وتبكي ......
قلت ( يا أمرأة ! أقسم عليك بجدتك الزهراء عليها السلام الا ما أوضحت ما حدث ؟ ))
قالت ( ليلة أمس رأيت أمي الزهراء عليها السلام في المنام وكانت مستاءة للغاية وتبكي وتقول ( لا بأس عليك ولا تحزني لعدم مجيء أحد الى منزلك ، وقولي لذلك الشيخ الخطيب ( لولا سابقتك وخدمتك لولدي الحسين عليه السلام لما تركتك حيا تخرج من البيت ..... ولماذا أهنت مجلس ولدي الحسين عليه السلام .... أنك لا تستطيع أن ترى الأنبياء و الملائكة جالسين في هذا المجلس وأن البيت قد أمتلاء بالحاضرين , حتى لم يتبق لي مكان أجلس أنا فيه فوقفت في الزقاق استقبل المشاركين في مجلس العزاء !!
وفي ذلك اليوم استمعنا الى حديث المرحوم الكافي عبر الشريط جهاز التسجيل وجلسنا نبكي نحن الثلاثة ولكننا كنا على يقين أننا لسنا لوحدنا في حقيقة الأمر أن سيدة النساء عليها السلام وهي صاحبة المجلس حاضرة معنا .
السلام عليك يا مولاتي يا سيدة نساء العالمين وعلى أبنك سيد الشهداء رزقنا الله زيارتكم في الدنيا زشفاعتكم في الآخرة