الدليل القاطع في أن الإمام علي رأى نفسه الأول لا الرابع
بتاريخ : 09-12-2008 الساعة : 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يفره المنع والجمود ولا يكديه الإعطاء والجود
قد ثبت لدينا - نحن معشر شيعة آل البيت - أن الإمام علي عليه السلام هو المستحق الأول للخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن من سبقوه قد ظلموه وأخذوا حقا هو له
وهذا الإعتقاد يخالفنا فيه القوم ويزعمون أن الإمام علي لم يكن يرى نفسه كذلك ولا ورد شيء منه على ذلك فكيف تثبتون له ما لم يثبته لنفسه
وفي هذا الموضوع سنثبت - إن شاء الله تعالى - أن الإمام علي عليه السلام قد أثبت لنفسه الأولوية في أكثر من موضع ومن كتب القوم بأصح الأسانيد وأقواها
فنقول
أخرج الإمام عبد الله بن أحمد بسنده
السنة لعبد الله بن أحمد - (ج 3 / ص 244)
حدثنا علي بن حكيم الأودي ، نا شريك ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، قال : « ما زال علي رضي الله عنه يذكر ما لقي حتى بكى »
وحين نسأل ما الذي لقيه الإمام علي - بأبي هو وأمي - حتى جعله يبكي ؟
نرى الجواب في ذات الكتاب :
السنة لعبد الله بن أحمد - (ج 3 / ص 245)
حدثني أبي وعبيد الله بن عمر القواريري ، وهذا لفظ حديث أبي قالا : حدثنا يحيى بن حماد أبو بكر ، نا أبو عوانة ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، أن عليا رضي الله عنه أتاهم عائدا ومعه عمار فذكر شيئا فقال عمار يا أمير المؤمنين . فقال : « اسكت فوالله لأكونن مع الله على من كان ، ثم قال : » ما لقي أحد من هذه الأمة ما لقيت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي فذكر شيئا فبايع الناس أبا بكر رضي الله عنه فبايعت وسلمت ورضيت ثم توفي أبو بكر وذكر كلمة فاستخلف عمر رضي الله عنه فذكر ذلك فبايعت وسلمت ورضيت ، ثم توفي عمر فجعل الأمر إلى هؤلاء الرهط الستة فبايع الناس عثمان رضي الله عنه فبايعت وسلمت ورضيت ، ثم هم اليوم يميلون بيني وبين معاوية «
السند :
1- عبد الرحمن بن أبي بكرة ثقة وروى له الجماعة
2- خالد الحذاء ثقة ثبت روى له الجماعة
3- أبو عوانة الحافظ ثقة ثبت روى له الجماعة
4- يحيى بن حماد ثقة عابد متأله (ختن أبي عوانة) روى له الجماعة
5- أحمد بن حنبل والقواريري غنيان عن التعريف
وجاءت من طريق أعلى عن أبي عوانة :
السنة لعبد الله بن أحمد - (ج 3 / ص 246)
حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي ، بالبصرة ، أنا أبو عوانة ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، قال : أتاني وقال مرة أخرى أتانا علي رضي الله عنه عائدا ومعه عمار فذكر كلمة فقال علي « والله لأكونن مع الله على من كان ما لقي أحد من هذه الأمة ما لقيت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر كلمة فبايع الناس أبا بكر فبايعت ورضيت ثم توفي أبو بكر فذكر كلمة فاستخلف عمر فبايعت ورضيت ثم توفي عمر فجعلها ، يعني عمر ، شورى فبويع عثمان فبايعت ورضيت ثم هم الآن يميلون بيني وبين معاوية »
والسند ذات السند سوى إبراهيم بن الحجاج شيخ عبد الله بن أحمد وهو ثقة
ويلاحظ في الروايتين أن أيدي العبث قد تلاعبت بهما وحذفت فيهما ما حذفت
وذكر شيئا
فذكر كلمة
فذكر ذلك
فما هذه الكلمة ؟
هذا ما صرح به البلاذري في أنساب الأشراف :
أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 294)
حدثني روح بن عبد المؤمن، عن أبي عوانة، عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة: أن علياً أتاهم عائداً فقال: ما لقي أحد من هذه الأمة ما لقيت، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا أحق الناس بهذا الأمر؛
فبايع الناس أبا بكر، فاستخلف عمر،
فبايعت ورضيت وسلمت،
ثم بايع الناس عثمان
فبايعت وسلمت ورضيت، وهم الآن يميلون بيني وبين معاوية.
والسند - كما هو ملاحظ - هو ذات السند سوى شيخ البلاذري وهو ثقة من رجال البخاري في الصحيح
ومن تأمل في الرواية وجد أن قول الإمام فيه من التظلم ما هو ظاهر
ومن ذلك قوله : ما لقي أحد من هذه الأمة ما لقيت
وهي كلمة دالة على عظيم ما وقع عليه وما لقيه
وإن سأل سائل عما لقيه فالجواب يجده بعد مقالته هذه
وهي قوله : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحق الناس بهذا الأمر؛ فبايع الناس أبا بكر
فبيعة الناس لغيره مع كونه أحقهم بهذا الأمر هو من ظلمهم له وصرفهم حقه عنه
وما أخفت اليد الآثمة هذه العبارة إلا لما فيها من عظيم الأثر على مذهب القوم القائم على تفضيل الثلاثة على أمير المؤمنين
نكمل :
أسد الغابة - (ج 2 / ص 300)
أنبأنا يحيى بن محمود، أنبأنا الحسن بن أحمد قراءة عليه وأنا حاضر، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي عن يحيى بن عروة المرادي قال: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرى أني أحق بهذا الأمر، فاجتمع المسلمون على أبي بكر، فسمعت وأطعت، ثم إن أبا بكر أصيب، فظننت أنه لا يعدلها عني، فجعلها في عمر، فسمعت وأطعت ثم إن عمرا أصيب، فظننت أنه لا يعدلها عني، فجعلها في ستة أنا أحدهم، فولوها عثمان، فسمعت وأطعت. ثم إن عثمان قتل، فجاءوا فبايعوني طائعين غير مكرهين، ثم خلعوا بيعتي، فوالله ما وجدت إلا السيف أو الكفر بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم.
السند :
1- يحيى بن محمود الثقفي الشيخ المسند الجليل العالم
2- الحسن بن أحمد الحداد الشيخ الإمام المجود المحدث المعمر مسند العصر
3- أبو نعيم الحافظ غني عن التعريف
4- محمد بن أحمد بن الحسن الشيخ الإمام المحدث الثقة
5- عبد الله بن محمد بن حيان ثقة
6- إبراهيم بن يوسف الصيرفي ثقة صدوق
7- يحيى بن هانئ بن عروة المرادي ثقة صالح سيد أهل الكوفة
فهذا سند صحيح
وللأمانة فهذا سند فيه سقط وقد أثبته ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده
تاريخ دمشق - (ج 42 / ص 439)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ أنا الحسين بن محمد بن صالح الصيمري نا إبراهيم بن يوسف يعني الصيرفي نا أبي عن أمي الصيرفي عن يحيى بن عروة المرادي قال سمعت علي بن أبي طالب قال قبض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأنا أرى أني أحق الناس بهذا الأمر فاجتمع الناس على أبي بكر فسمعت وأطعت ثم إن أبا بكر حضر فكنت أرى أن لا يعدلها عني فولي عمر فسمعت وأطعت ثم إن عمر أصيب فظننت أنه لا يعدلها عني فجعلها في ستة أنا احدهم فولاها عثمان فسمعت وأطعت ثم إن عثمان قتل فجاؤوني فبايعوني طائعين غير مكرهين فوالله ما وجدت إلا السيف أو الكفر بما أنزل على محمد ( صلى الله عليه وسلم )
نكمل :
البيان والتبيين - (ج 1 / ص 134)
خطبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أول خطبة خطبها علي بن أبي طالب رحمه الله أنه قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه:
أما بعد فلا يرعين مرع إلا على نفسه؛ فإن من أرعى على غير نفسه شغل عن الجنة والنار أمامه، ساع مجتهد ينجو، وطالب يرجو، ومقصر في النار، ثلاثة، واثنان: ملك طار بجناحيه، ونبي أخذ الله بيديه، ولا سادس، هلك من ادعى، وردي من اقتحم؛ فإن اليمين والشمال مضلة، والوسطى الجادة، منهج عليه باقي الكتاب والسنة، وآثار النبوة، إن الله داوى هذه الأمة بدواءين: السيف والسوط، فلا هوادة عند الإمام فيهما، استتروا ببيوتكم وأصلحوا فيما بينكم، والتوبة من ورائكم، من أبدى صفحته للحق هلك،
قد كانت لكم أمور ملتم علي فيها ميلة لم تكونوا عندي فيها بمحمودين ولامصيبين،
أما إني لو أشاء لقلت عفا الله عما سلف،
سبق الرجلان وقام الثالث، كالغراب همته بطنه،
يا ويحه، لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيرا له،
انظروا فإن أنكرتم فأنكروا، وإن عرفتم فآزروا، حق وباطل، ولكل أهل؛ ولئن أمر الباطل لقديما فعل، ولئن قل الحق لربما ولعل، ما أدبر شيء فأقبل، ولئن رجعت عليكم أموركم إنكم لسعداء، وإني لأخشى أن تكونوا في فترة، وماعلينا إلا الاجتهاد. اهـ
وأما معمر بن المثنى الذي نقل عنه الجاحظ الخطبة فيكفي فيه قول علي بن المديني :
تهذيب الكمال - (ج 28 / ص 318)
وقال يعقوب بن شيبة (4): سمعت علي بن عبدالله المديني وذكر أبا عبيدة معمر بن المثنى فأحسن ذكره وصحح روايته وقال: كان لا يحكي عن العرب إلا الشئ الصحيح
والخطبة قد أوردها ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد والعسكري في الأوائل وأخرجها الشيخ الكليني بسند صحيح في الكافي وهي في كتاب الجمل للشيخ المفيد وكتاب الشافي في الإمامة فهي بناء على ذلك من الخطب المشهورة عنه عليه السلام
ولا ننسى طبعا أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل عند القوم
صحيح البخاري - (ج 13 / ص 135)
ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا