بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علی اشرف المرسلین ایو القاسم محمد و آل بیته الطیبین الطاهرین واصحابه المنتجبین
موضوع الصحابة هو من الموضوعات الشائكة بين السنة والشيعة والتى سببت اشكاليات كثيرة وفى رأى اهم هذه الاشكاليات هو تعر يف اهل السنة للصحابة
وفى رأيهم ان الصحابى هو من رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولو لمرة واحدة ومات مسلما
واليك بعض هذه التعريفات
يقول الحافظ ابن حجر في تعريف الصحابي : وأصح ما وقفت عليه من ذلك : أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام
يظهر أن التعريف الأصح عند الحافظ ابن حجر ، ليس فيه فرق مع المعنى اللغوي إلا في قيد الإسلام ، إنه من لقي النبي مؤمنا به ومات على الإسلام .
في هذا التعريف الذي هو أصح ، يكون المنافق من الصحابة ، إذن ، يكون المنافق صحابيا ، ويؤيدون هذا التعريف بما يروونه عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أنه قال في حق عبد الله بن أبي المنافق المعروف : فلعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا ، فيكون هذا المنافق صحابيا ، وهذا موجود في الطبقات لابن سعد وغيره من الكتب
فإذن ، يكون التعريف الأصح عاما ، يعم المنافق والمؤمن بالمعنى الأخص ، يعم البر والفاجر ، يعم من روى عن رسول الله ومن لم يرو عن رسول الله ، يعم من عاشر رسول الله ولازمه ومن لم يعاشره ولم يلازمه ، لأن المراد والمقصود
والمطلوب هو مجرد الالتقاء برسول الله ، ولذا يقولون بأن مجرد رؤية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) محققة للصحبة ، مجرد الرؤية ! يقول الحافظ ابن حجر : وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين ، كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل
ومن هنا المشكلة الكبرى حيث ان مجرد الرؤية وهذا مايجعل الشيعة يقولون الصحابة المنتجبين اى الذين كانوا نجباء فى ملازمتهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتضحياتهم وعدم الخروج وعصيان اوامر سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وهناك ممن كان يطلق عليهم صحابيا ووقد اهدر سيدنا رسول الله دمه مثل
اولا
عبد الله بن ابى السرح
فقد اهدر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم دمه بسبب تهكمه على الوحى وارتداده عن الاسلام لذلك اهدر سيدنا رسول الله دمه
نعم رجع للاسلام يوم فتح مكة وتشفع فيه عند رسول الله عثمان بن عفان تلاث مرات وفى الثالثة لم يرده سيدنا رسول الله
لكنه -اى عبد الله بن ابى السرح- قد ظهر منه النفاق والكفر والارتداد عن الاسلام فى نفس الوقت الذى كان يطلق عليه صحابيا
ثانيا
ماحدث من حاطب بن بلتعة من افشاء بعض اسرار النبى الى كفار مكة لكنه اعتذر للنبى وقبل النبى عذره واليك مختصر ماحدث
اتت سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز لفتح مكة فقال لها: "أمسلمة جئت؟"
قالت: لا
قال: "فما جاء بك؟"
قالت: أنتم كنتم الأهل والعشيرة والموالي، وقد احتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني،
قال لها: "فأين أنت من شباب أهل مكة"،
وكانت مغنية، قالت: ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فكسوها وحملوها وأعطوها،
" فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة، وكتب في الكتاب: من حاطب إلى أهل مكة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فخذوا حذركم، فخرجت سارة ونـزل جبريل عليه السلام، فأخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم بما فعل حاطب، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّ وعمار والزبير وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد وكانوا كلهم فرسانًا،
وقال لهم: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن فيها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين، فخذوه منها وخلوا سبيلها، فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها"،
فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان، فقالوا لها: أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب، ففتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابًا، فهموا بالرجوع، فقال عليّ: والله ما كَذبنا ولا كُذبنا، وسلّ سيفه، وقال: أخرجي الكتاب وإلا والله لأجردنَّكَ ولأضربنَّ عنقك، فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها وكانت قد خبأته في شعرها، فخلوا سبيلها ورجعوا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأرسـل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فأتاه،
فقال له: "هل تعرف الكتاب؟
" قال: نعم، قال: "فما حملك على ما صنعت؟" فقال: يا رسول الله، والله ما كفرت منذ أسلمت، ولا غششتك منذ نصحتك، ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته، وكنت غريبًا فيهم وكان أهلي بين ظهرانيهم، فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يدا وقد علمت أن الله ينـزل بهم بأسه وأن كتابي لا يغني عنهم شيئًا. فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره، فنـزلت هذه السورة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ فقام عمر بن الخطاب فقال: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
هذه احوال من رجعوا للاسلام لكن هناك من لم يرجعوا مثلوفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار . وقال المهاجري : يا للمهاجرين . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال دعوى الجاهلية ؟ قالوا : يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال : دعوها فإنها منتنة ، فسمعها عبد الله بن أُبيّ فقال : قد فعلوها ! والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل . قال عمر : دعني أضرب عنق هذا المنافق ! فقال : دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه .
واليك بعض اسماء للمنافقين
عبد الله بن أُبي بن سلول
- الجدّ بن قيس
- معتّب بن قُشير
- خذام بن خالد
- ثعلبة بن حاطب
- أبو حبيبة بن الأزعر
- عبّاد بن حنيف
- حارثة بن عامر
- مجمّع بن حارثة بن عامر ( وقد تاب)
- زيد بن حارثة بن عامر ( وقد تاب)
- نبتل بن الحارث
- بجاد بن عمران
- وديعة بن ثابت
- الجلاس بن سويد ( وقد تاب)
واليك مثال اخر من المنافقين
وهو الجد بن قيس
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو في جهازه ذلك للجد بن قيس أحد بني سلمة : يا جد ، هل لك العام في جلاد بني الأصفر ؟ " فقال يا رسول الله أوتأذن لي ولا تفتني ؟ فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل بأشد عجبا بالنساء مني ، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " قد أذنت لك ففي الجد بن قيس نزلت هذه الآية ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين [ التوبة 49 ] . أي إن كان إنما خشي الفتنة من نساء بني الأصفر وليس ذلك به فما سقط فيه من الفتنة أكبر بتخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والرغبة بنفسه عن نفسه ويقول وإن جهنم لمن ورائه
مثال اخر منافق وجرم وسفاح ممن تنطبق عليهم تعريف الصحابى
وهو بسر بن ارطأة
تلك الشخصية الدموية التي لم ترحم شيخا ولا امرأة ولا طفلا وارتكبت من الفظائع والمنكرات ما تقشعر له الأبدان . .
تروي كتب التاريخ أن معاوية أرسل بسر بن أبي أرطأة ليستخلص الحجاز واليمن من الإمام علي . ولما دخل المدينة صعد منبرها وقال : أين شيخي الذي عهدته هنا بالأمس ( يعني عثمان ) ثم قال يا أهل المدينة عليكم ببيعة معاوية وأرسل إلى بني
سلمة فقال ما لكم عندي أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله وكان من شيعة الإمام ثم قام بهدم دورا بالمدينة . وانطلق إلى مكة ففر منه أبو موسى الأشعري فقيل ذلك لبسر . فقال ما كنت لأقتله وقد خلع عليا . وأتى إلى اليمن فقتل
عاملها وابنه ثم قتل ابنان صغيران لعبيد الله بن عباس
- ص 132 -
الذي كان قد فر من وجهه إلى الكوفة . وقد صاحت في وجه بسر امرأة من بني كنانة قائلة في غضب : يا هذا قتلت الرجال فعلام تقتل هذين والله ما كانوا يقتلون في الجاهلية والإسلام . والله يا ابن أبي أرطأة إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير والشيخ . الكبير ونزع الرحمة وعقوق الأرحام لسلطان سوء . . ( 28 )
ولم تقف جرائم بسر عند هذا الحد بل تجاوزه . . إلى ارتكاب جريمة لم يسبقه إليها أحد في تاريخ الإسلام وهي سبي نساء المسلمين . .
يروي ابن عبد البر : أغار بسر بن أرطأة على همدان . وكانت في يد علي - وسبى نساءهم فكن أول مسلمات سبين في الإسلام . وقتل أحياء من بني سعد . . ( 29 )
ويروى أن بسر بن أرطأة كان من الأبطال الطغاة وبارز عليا يوم صفين فطعنه علي فصرعه فانكشف له - أي كشف عورته له - فكف عنه كما عرض له مع عمرو بن العاص . . ( 30 )
ويروى بخصوص بسر وعمرو : إنما كان انصراف علي عنهما وعن أمثالها من مصروع أو منهزم لأنه كان لا يرى في قتلا الباغين عليه من المسلمين أن يتبع مدبر ولا يجهز على جريح ولا يقتل أسير وتلك كانت سيرته في حروبه في الإسلام ( 31 )
وبسر هذا الذي ارتكب هذه الفظائع من أجل معاوية يعده القوم من الصحابة لأنه ولد في حياة الرسول ورآه وعلى هذا يدخل بسر في دائرة العدالة حسب قاعدة عدالة الصحابة وبالتالي تتحول جرائمه إلى اجتهادات فعلها متأولا ويثاب عليها .
وجميع من تحالف مع معاوية هو من نموذج ابن أرطأة من الصحابة المختلقين الذين تحص بهم معاوية وجاء أهل السنة فأضفوا عليهم المشروعية . .
واليك ماقاله اهل السنة نفسهم فيه
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 3 ص 409
بسر بن أرطاة ( د ، ت ، س ) الامير أبو عبد الرحمن القرشي العامري الصحابي نزيل دمشق . له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث : " لا تقطع الايدي في الغزو " ، وحديث : " اللهم أحسن عاقبتناه " .
روى عنه : جنادة بن أبي أمية ، وأيوب بن ميسرة ، وأبو راشد الحبراني .
قال الواقدي : توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا ثمان سنين .
وقال ابن يونس : صحابي شهد فتح مصر ، وله بها دار وحمام ، ولي الحجاز واليمن ، لمعاوية ، ففعل قبائح ، ووسوس في آخر عمره .
قلت : كان فارسا شجاعا ، فاتكا من أفراد الابطال . وفي صحبته تردد .
قال أحمد وابن معين : لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم . وقد سبى مسلمات باليمن ، فأقمن للبيع .
وقال ابن إسحاق : قتل قثم وعبد الرحمن ابني عبيد الله بن العباس صغيرين باليمن ، فتولهت أمهما عليهما . وقيل : قتل جماعة من أصحاب علي ، وهدم بيوتهم بالمدينة . وخطب ، فصاح : يا دينار ! يا رزيق ! شيخ سمح عهدته ها هنا بالامس ما فعل ؟ يعني عثمان - لولا عهد معاوية ، ما تركت بها محتلما إلا قتلته .
ولكن كان له نكاية في الروم ، دخل وحده إلى كنيستهم ، فقتل جماعة ، وجرح جراحات ، ثم تلاحق أجناده ، فأدركوه وهو يذب عن نفسه بسيفه ، فقتلوا من بقي ، واحتملوه ، وفي الآخر جعل له في القراب سيف من خشب لئلا يبطش بأحد .
وبقي إلى حدود سنة سبعين رحمه الله .
انتهى
وقال عنه أبن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة ج 1 ص 180
وشهد صفين مع معاوية وكان شديدا على علي وأصحابه ، قال أبو عمر كان يحيى بن معين يقول لا تصح له صحبة ، وكان يقول هو رجل سوء ، وذلك لما ركبه في الاسلام من الامور العظام منها ما نقله أهل الاخبار وأهل الحديث أيضا من ذبحه عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما صغيران بين يدى أمهما وكان معاوية سيره إلى الحجاز واليمن ليقتل شيعة على ويأخذ البيعة له فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالا شنيعة ، وسار إلى اليمن وكان الامير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملا لعلي بن أبى طالب رضى الله عنه فهرب عبيد الله فنزلها بسر ففعل فيها هذا وقيل انه قتلهما بالمدينة والاول أكثر .
قال وقال الدار قطني بسر بن ارطاة له صحبة ولم تكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولما قتل ابني عبيد الله أصاب أمهما عائشة بنت عبد المدان من ذلك حزن عظيم فأنشأت تقول:
ها من أحس بنيى اللذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف
الابيات وهى مشهورة
ثم وسوست فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر ثم تهيم على وجهها ذكر هذا ابن الانباري والمبرد والطبري وابن الكلبى وغيرهم .
ودخل المدينة فهرب منه كثير من أهلها منهم جابر بن عبد الله وأبو أيوب الانصاري وغيرهما وقتل فيها كثيرا .
وأغار على همدان باليمن وسبى نساءهم فكن أول مسلمات سبين في الاسلام .
وهدم بالمدينة دورا وقد ذكرت الحادثة في التواريخ فلا حاجة إلى الاطالة بذكرها .
قيل توفى بسر بالمدينة أيام معاوية وقيل توفى بالشأم أيام عبد الملك بن مروان وكان قد خرف آخر عمره أخرجه الثلاثة .
انتهى
قلت والأبيات هي كما يلي:
ها من أحس بنيي اللذين هما * كالدرتين تجلا عنهما الصدف
ها من أحس بابني اللذين هما * سمعي وقلبي فقلبي اليوم مختطف
ها من أحس بابني اللذين هما * مخ العظام فمخي اليوم مزدهف
حدثت بسرا وما صدقت ما زعموا * من قولهم ومن الإفك الذي وصفوا
أنحى على روحي ابني مرهفة * مشحوذة وكذاك الإثم يعترف
من ذا لوالهة حرى مفجعة * على صبيين ضلا إذ غدا السلف
لذلك يقول الشيعة الصحابة المنتجبين لوجود مثل هذه الامثلة وذلك مصداقا لسيدنا رسول الله عندما قال ان هناك منافقين فخاف عمر بن الخطاب ان يكون منهم وسأل عن ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن وقال الحبيب لن اذكر احد اخر .