الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أنار وجه الكائنات بظهور السبب في وجود الممكنات أبي محمد الحسن بن علي الزكي نور الأرض والسماوات
لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت وعلوّ مقامهم العلمي والروحي وانطوائهم على مجموعة الكمالات التي أراد الله للإنسانية أن تتحلّى بها .
والإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) هو أحد أهل البيت المطهّرين من الرجس بلا ريب ، بل هو ابن رسول الله بنصِّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى نجران، وقد خلّد القرآن الكريم هذا الحدث في سورة آل عمران في الآية 61 قوله تعالى :
( فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين)
وهنــا وقفة مع كريم يغدق علينا بعطائه ويخط لنا منهاجا عظيما وشريعة سمحـاء
1ـ عن عاصم بن ضمرة قال : كنت أسير مع الحسن بن عليّ على شاطئ الفرات وذلك بعد العصر ونحن صيام وماء الفرات يجري على رضراض[رضراض : ما صغر من الحصى]والماء صاف ونحن عطاش، فقال الحسن بن علي (عليهما السلام) : «لو كان معي مئزر لدخلت الماء» قلت : إزاري اُعطيكه ، قال : «فما تلبس أنت ؟» قلت : أدخل كما أنا، قال : «فذاك الذي أكره ، إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : إنّ للماء عوامر من الملائكة كعوامر البيوت استحيوهم وهابوهم وأكرموهم إذا دخلتم عليهم الماء فلا تدخلوا إلاّ بمئزر»[رجال إصبهان : 1 / 331 .] .
2 ـ وقال : «أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في العيدين أن نلبس أجود ما نجد وأن نتطيّب بأجود ما نجد، وأن نضحّي بأسمن ما نجد ، البقرة عن سبعة والجزور عن عشرة ، وأن نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار»[مستدرك الحاكم : 4 / 230 ] .
3 ـ وقال : «علّمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) قنوت الوتر : ربّ اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولّني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، إنّك تقضي ولا يُقضى عليك، إنّه لا يذل من واليت ( تباركت ربّنا وتعاليت)»[ التهذيب لابن عساكر : 4 / 199] .
4 ـ وقال (عليه السلام) : «إذا أضرّت النوافل بالفريضة فاتركوها»[ حياة الإمام الحسن : 1 / 368 ] .
5 ـ وقال (عليه السلام) : «لا طلاق إلاّ من بعد نكاح»[سنن البيهقي : 7 / 320 ]
لقد كانت سيرة الإمام الحسن(عليه السلام) مثالاً حياً للحكمة وتجسيداً للصبر وتحمل البلاء في سبيل النهوض بالمسؤولية الشرعية، كما كانت ظلامته الصارخة في حياته ومابعد استشهاده نموذجاً لظلامة آل البيت(عليهم السلام) ومؤشراً على تقصير الأمة في رعاية حقهم وحفظ حرمتهم على النقيض من تأكيد الكتاب العزيز ووصايا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بهم، وذلك يدعو شيعته إلى تحمّل مسؤولياتهم في ابراز هذه الظلامات وتذكير الأجيال المتعاقبة بها، لتكون صرخةً في ضمير الأمة تهزّها وتحذّرها من اقتفاء نهج الخط المناوى لآل البيت(عليهم السلام).
((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مَن بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَىَ وَيَتَّبِع غَيرَ سَبِيِل المُؤمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصلِهِ جَهَنَّمَ وسَآءَت مَصِيراً)) .
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم