|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 7251
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 5,502
|
بمعدل : 0.87 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
سنة الطبعة
بتاريخ : 02-06-2008 الساعة : 07:02 PM
نسمع من أجدادنا و من كبار السن كلمة ( الطبعة ) أو (سنة الطبعة ) .... و
فلان ولد سنة الطبعة أو قبل سنة الطبعة .... أو فلان مات سنة الطبعة. وموقعة كذا قبل سنة الطبعة و هلم جرا...
فسنة الطبعة أو عام الطبعة تذكار محفور في قلوب أهل البحر وأهليهم وتاريخ مميز لا يمكن نسيانه ...
في عام 1344 هـ و بالتحديد على الساحل الشرقي للجزيرة العربية أبان موسم الغوص وبينما كانت سفن الغوص متواجدة على المغاصات للشروع في عملية الغوص صباحا ، و كانت أكثر السفن على مغاصيقال له ' الديبل ' بينما بقية السفن الغوص متفرقة على المغاصات الأخرى كمغاص داس – حاولول - أبا الحنين – جنة – حولي – اشتيه ...و غيرهن .
ففي منتصف الليل هبت رياح نشطة تصاحبها أمطار غزيرة، فثار البحر و زمجر، و تعالت
أمواجه و تلاطمت جوانبه و دفعت الرياح والأمطار السفن مع كل الاتجاهات، فتلاطمت مع بعضها و تعالت أصوات خلق الله بترديد التضرع و التوسل إلى الله و الالتجاء إلى رحمته، و هم يصارعون هول هذه الليلة الليلاء الحالكة الظلمة و يسمعون النداءات و الاستغاته في كل الاتجاهات يتعالى مع صرير الألواح و تمزق الأشرعة و تلاطم الأمواج ببعضها و غرق أكثر السفن و المراكب بما فيها إلا من كتب الله له النجاة .
و بعد انتهاء العاصفة و سكون البحر هرعت سفن الإنقاذ من الموانىء القريبةحاملة الطعام و الشراب و الإسعافات الأولية و بعد البحث و التقصي نتج ما يلي:
· قدرت السفن و المراكب التي غرقت في البحر 80% من السفن و المراكب الموجودة في عرض البحر أبان الحادثة
· مات و فقد عديد كبير من الرجال على جميعمستويات ( قيل مات 5000 نفس )
· فقدت أموال طائلة، فقد كان البحارة يحملون أموالهم معهم أثناء ركوبهم في البحر حفاظا عليها
· السفن التي نجت حدث بها تلفيات كبيرة
من قصص الطبعة :
يروي احد الناجين من هذا الإعصار المدمر بقوله : أنهبعد منتصف الليل تغير علينا الجو فجأة وهبت عاصفة شديدة يصاحبها مطر غزير، فتلاطمت الأمواج و هرع كل واحد منا يغطي رأسه أو يختبئ في ظهر السفينة، و ما هي إلا لحظات حتى تبدد كل شي و طار كل غطاء و تدافعت كل السفن على بعضها و تعالت الأصوات و صياح خلق الله يرددون عبارة ' يا سلام سلم ' و عندما غطى الماء السفينة اقتلعت لوحا ً و سقطت به في البحر و تمكنت من القبض عليه بشدة و اشعر أنني بين الأمواج الهائلة مرة اعلوا و مرة يعلوني، و لكن الله كتب لي النجاة، فعند الفجر شاهدت البر و كأنني مولود هذه اللحظة، و حمد الله و صليت الصبح، و إذا أنا على ساحل رأس تنورة.
و يروي صاحب كتاب ' من كارم الأخلاق ' قصة رجلين ركبا لوح فصار يسبح بهما فتعلوا بهم الأمواج و تهبطفي عرض البحر لا يرون سوى السماء من فوقهم و الماء من تحتهم و قد اشرفا على الهلاك لما حل بهما من الكرب و الشدة فكان احدهما يلهج لسانه بذكر الله و يردد ' يا كريم يا كريم'
أما الآخر فقد استفزه الشيطان و أغواه بسوء الظن بربه فقال لرفيقه : تقول يا كريمو البحر و هوامه تحتك، و بعد لحظات بدا بهذا الرجل التعب والضعف حتى فلتت يداه من هذا اللوح و هوى إلى البحر و غرق... أما رفيقة الذي يلهج بذكر الله و يقول : يا كريم يا كريم ' فقد نجا و رمى به الموج على ساحل البحر فتلقاه أناس و أنقذوه بماء و طعام، و هذا من لطف الله بعباده و حسن الظن به .
============== ( الجزءالثاني ) ==============
تحدث أحد أبناء مجموعة من أهالي ' مرات ' كانوا على ظهر السفينة في احد المغاصات مع احد النواخذ من البحرين و كانوا على مغاص يقال له ( جنه ). يروي ذلك عن أبيه الذي قال :
بعدما بدأت العاصفة و نزول الأمطار كنا نرى السفن تتلاطم مع بعضها و كنا نرى أنفسنا ندور في نفس المكان حتى قد أكثرنا وعيه و طارت الأمواج بمركبنا بعيدا, وعندما هدأت العاصفــة تفقدنا بعضنا و كنا _ أهل مرات خمسة بحارة _ من ضمن الناجين و مركبنا تتساقط منه الحطام و نحن في ذعر شديد ولا ندري في أي مكان نحن لا نرى إلا السمــاء و الماء فاتجهنا بالدعاء و الاستغاثة بالله و قراءة القران ... و بعد عدة أيام من ضياعنا وعند الفجر شاهدنا على بعد أناس في مركب صغير فاتجهنا لهم فعرفوا إننا ضائعين و أنقذونا بالماء و الطعام و بدأت فينا الحياة و تعجبوا من حالتنا و حالة مركبنا و اخبرونا إننا عند الشواطئ العمانية ففرحنا و بقينا في عُمان عدة أيام لإصلاح مركبنا ثم عدنا مع النوخذه و بحارته إلى البحرين إلى أن منَّ الله علينا بالنجاة و كانت خاتمة البحر و توديعة ..
و أورد صاحب كتاب الدلم قصة الشاعرراشد بن عبدالله بن حركان من أهالي الدلم قال :
توجه الشاعر إلى الخليج العربي يبحث عن اللؤلؤ و الرزق كغيره من النجديين الذين امتهنوا مهنة الغوص في البحر، و لما كان مع صاحبيه في ليلة من الليالي على ظهر مركب بحري هبت عليهم ريح عاصفــة فماجت بهم الأمواج و أصبح مركبهم في عداد الغرقى مع أنه لا يزال على وجه البحر فصاروا يتلفتون يمينا و يسارا بحثا عن منقذ و وزعوا المهام بينهم فكان بعضهم يحافظ على رفع الناف (الساريه) التي جعلوا فوقها نارا عل من يراها من بعيد يتجه إليهم لينقذهم، أما صاحبنا الشاعر مهمته غرف المياه التي صارت تتدفق في وسط السفينة يغرف الماء حتى لاتغرق فكتب لهم النجاة ... و في هذه الأثناء أبحر خياله فتذكر نجد وأهلها و أحبته و تذكر الطموحات و الآمال التي جاءت به من الدلم إلى البحر فانشــد :
يا جظ قلبي يـــــــــــــــوم ارفع النــاف
يشــــــــــــــــــــوفه إلي من بعيـد يجينا
و احذف لها حبــال يمين و مجـــــداف
عنها يســـــــــــار و واحـــــد من يمينا
و يا ليت منهو ما تعــــــرف بالأسياف
و لا مشى في ديـــــــــــــــرة المشكلينا
و لا ركب ما شوة بينهــــــــــــــا ساف
موج البحر قام يتلاطـــــــــــــــــم علينا
و يا ليت منهو ما غـــرف له بمغراف
في طول ليله و المـــــــــــــــلا نايمينا
في غــبة و النو جـــــــــــــا له ترزاف
غربيــــــــــــــــــــــــة هبت علينا بحينا
تمت و صلى الله على سيــد الأشراف
عداد من زار الحــــــــــــــــــرم حاجينا
روى أحدهم قصة عن رجل من أعمامه من البادية يقول :
إنه في
ليلة كان على ظهر سفينة غوص مع مجموعة من الغواصين فهبت علينا ريح شديدة و أظلمت السماء و أمطرت و تعالت الأمواج حول السفينة تدور بها الرياح بشدة في وسط البحر حتى امتلأت بالماء و تقاذفنا منها يمينا و يسارا في البحر بدون شعــور فهيأ الله لي لوحا يطفوا على الماء فأمسكت به و ركبت عليه و كان على إزار مربوط به حزام من سكين ( خنجر ) فبينما أنا ممسك باللوح اقترب مني سباح و حاول أن يأخذ اللوح مني فعمدت إلى السكين و وخزته بها طعنا فابتعد عني و أنا لا أكاد أراه من شدة الظلام و لا اعلم ما حل به و هل مات أو نجا .
فبقيت على هذا اللوح و أنا في حاله يرثى لها و قد انهارت قواي و امتلأ بطني بالمياه و لا اعلم في أي اتجاه أسير و فقدت الشعور، و إذا أنا بالقرب من البر في وقت الضحى فانتشلني سفن الإنقاذ الى الساحل فبادروني برفع أرجلي إلى أعلى و راسي إلى أسفل حتى خرج الماء من بطني و لم أفق إلا بعد يومين و بقيت شهرا كاملا مريضا إلى أن شفاني الله و كتب لي حياة جديدة .
============== ( الجزءالثالث ) ==============
الشاعر ناصر بن عبدالله بن كليب الكثيري من نجد من الحريق و كان ممن يعملون بالبحر و له تجربة طويلة فيه، و كان قلبه بحار شجاع و ممن يستحبون ركوب المخاطر ... و في يوم كان يعمل بالبحر لاستخراج الصيد فإذا البحر يُغير من هدوئه و يتحول إلى حالة من الغضب والهيجان، و كان البحارة قد نزلوا للصيد و تعمقوا فيه و هو هادئ الأمواج، و حدث أن انقلبت القوارب فهبط إلى القاع من هبط، و نجا بإرادة الله من علم بأسرار البحر و استطاع أن يُروض أمواجه و يجعلها سلسة القيادة و كان من بين الذين تمرسوا على أساليب ترويض البحر الشاعر ناصر الكثيري فاستطاع بقدرة الله أن ينجوا بعد عناء و مشقة، فأرسل إلى أخيه عبدالرحمن أبياتا من الشعر يصف فيه حال البحر و صلابة رجاله الذين يعملون فيه و قدرتهم على مواجهة الصعاب .. يقول :
يا راكبٍ من فـــــــــــــــوق بنت العماني
مامونة تقطع افجــــــــــــــــوج الاخبــة
ما ساقها العمــــــــال بين الســـــــواني
ولا صدرت بالغرب ماهــــــــــــا تصبــة
الصبح تسرح من ديــــــــــــار ابن ثاني
وفي يوم ثالث صلب جـــــــــــــــدي تنبه
تنصا عضيدي واخبــــــــره وش جـــاني
غطا على الموج في وســـــــــــــط غبة
الطبعـــة الخطـــــــــــرة خطرها غطاني
مـــــــــــــــــوج البحر في غبته مطلحبة
عمري إذا ميـــــــــــــــر الله اللي وقاني
كله ســــــــــــــــــــوال الي ضناها تحبه
|
|
|
|
|