|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 7744
|
الإنتساب : Aug 2007
|
المشاركات : 1,264
|
بمعدل : 0.20 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
الحلقة النقاشية حول كتاب "الحوار المذهبي في المملكة
بتاريخ : 16-04-2008 الساعة : 04:04 AM
الحلقة النقاشية حول كتاب "الحوار المذهبي في المملكة العربية السعودية"
استضاف مركز آفاق للدراسات والأبحاث مساء الأربعاء الماضي 5 سبتمبر 2007 مجموعة كتاب وباحثين للنقاش حول كتاب "الحوار المذهبي في المملكة العربية السعودية" وما يتصل بهذا العنوان من مضامين وفضاءات يحاصر بعضها الإشكال واللبس. وقد كشفت وقائع الأمسية النقاشية عن محاولات جدية للتوغل في أصل مشكلة القطيعة بين المذاهب الإسلامية في المملكة ورصد لملامح هذا الواقع وأثره في تعطيل استقرار المجتمعات وأمنها وعن رغبة جامعة ومشتركة في إزالة هذا الهم الذي ما فتأ يحط ثقيلاً على صدر الوطن وأفراده.
المشاركة الرئيسية جاءت من الباحث محمد محفوظ والأستاذ الجامعي د.محمد بن صالح العلي في الوقت الذي شهدت الأمسية ورقة قام بطرحها الباحث الاجتماعي محمد الشيوخ وأخرى للكاتب حسن آل حمادة.
الحاجة إلى الحوار
لما بدأ عريف الأمسية الأستاذ علي آل طالب بالمقدمة أشار إلى الحوار بصفته "الناظم الفعلي" للعلاقة بين المذاهب الذي لا يفرض "مغادرة الموقع الأيدولوجي والثقافي" بل هو "الخيار الوحيد لتعميق صيغة التفاهم الدينية"، وهو ما انطلق منه د.محمد ليعبّر "بأن الحوار لا بد منه لأنه سبيل التعايش وإزالة الإحتقان، ونحن في وقت ملّح للشروع في خطواته إزاء تعاظم صور الشحن الطائفي واختراقاته".
ومن المهم القول أن مناصرة الحوار بين المذاهب لا تأتي من دعوات منتزعة جذورها أو مفرغة المضمون بل هناك وعي بأن تكون الحاجة إلى "حوارات حقيقية وموضوعية ليس صورية" وهو ما أشار إليه د.محمد وأضاف "نحن بحاجة لتوسيع هذا الحوار بشكل أوسع يتجاوز النخب الثقافية فنتعرف من خلاله على بعضنا البعض. لم يعد بالإمكان لأي طائفة أن تنغلق على نفسها بعد الآن... هذا سلوك يكاد أن يكون من المستحيل" وذهب حديث لمحمد الشيوخ في اتجاه متسق بقوله أن "هذه المعرفة موجودة، السني معروف والشيعي معروف ... نحن في حاجة لحوارات إجتماعية ووطنية" تعبر عن الشراكة والالتحام وتذكّر بأن وجود كل طيف مذهبي لا يجب أن تسيطر عليه نوازع الصراع أو تثوّره أوهام الغلبة.
واقع التعدد وأهمية حمايته
واختار الأستاذ محمد محفوظ الحديث عن التنوع المذهبي وتعدد الثقافات واللغات حول العالم مدخلاً يجيب من خلاله على سؤاله "كيف يمكن أن نحافظ على وحدة المجتمع والوطن المتعدد الطوائف؟". فذكّر "أن الواقع الإنساني والبشري متعدد بطبيعته ولا يخلو أي مجتمع من حقيقة التعدد لكن تختلف كل مجموعة/مجتمع في التعامل مع هذا التعدد". واستحضر الأستاذ محفوظ التجربة العربية في التعامل مع واقع التعدد والتنوّع حينما قال " نحن غير متقدمين في إدارة والتحكم بهذه التعددية، نسقط بشكل دائم في امتحان هذا التعدد وحماية هذه التنوعات" ثم تابع قوله بالوقوف على مفهوم الحوار الذي ينشده "الحوار ليس بداية أو نهاية لشيء، بل إنضاج صيغة إدارية تضمن الخصوصيات وتدفع هذه التنوّعات لاثراء مفهوم التعدد والوحدة".
الداخل السعودي
وخصص الباحث محمد الشيوخ ورقته للحديث عن واقع المذاهب في الداخل السعودي وطرح نموذج العلاقة السنية الشيعية كنموذج قابل للتعميم على مستوى بقية المذاهب الأخرى فذكر أن " العلاقة السنية-الشيعية داخل المملكة تتسم بالنفور وفي أحسن حالاتها بالفتور مما يتيح للغير التدخل وافتعال الأزمات" وكان قد أشار إلى جملة من الأسباب أوصلت العلاقة لهذا المستوى المأزوم عبّر عنها بالعوامل التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية لكنه ركز على" غياب الدبلوماسية الفاعلة من المكونين و تدني مستويات الحوار" فوصفهما بالعاملين الرئيسين لخلق التعطيل الفادح الذي يتوشحه واقع هذه المكونات. كما أشار إلى أن "ممارسة الإقصاء والتغييب اتجاه المذاهب الإسلامية في المملكة ساهم فيه تفرد مذهب واحد، حتى طال تأثير هذا التفرد كل المكونات المذهبية الأخرى" وطرح سؤاله الرئيس "على من نراهن في إنعاش هذه العلاقة؟" وقام بدعوة "النخب من كل المذاهب والتي تستشعر خطورة المشكلة بالتحرك وطرح آليات للخروج من هذا النفق".
شيعة السعودية وارتباطهم الإقليمي بإيران
و وجّه د.محمد العلي دفة النقاش إلى علاقة شيعة السعودية بإيران بقوله "أريد أن أتحدث معكم بصراحة عن هاجس أهل السنة حول العلاقة الإقليمية الخارجية بين الشيعة وإيران وهو يتجاوز في كثير من الأحيان مرحلة الهواجس لدرجة أنه تم وضع الكثير من الدراسات لتأكيد هذه المؤشرات وتدعيمها بالأدلة. وهو ليس بالأمر المقصور على الشعوب بل هو موجود ومطروق لدى الساسة ولا تختص به المملكة بل هو أيضاً لدى دول الخليج" ورأى د.محمد نفسه أن "واجبنا جميعاً أن ننفي هذا الهاجس ونبدأ بتفكير وجهد جماعي لإزالته وخلق الثقة بيننا" في مواصلة واستتباع منه للالتفاف حول الوطن بدل الانكفاء وإشاعة التمزّق في النسيج الوطني. في نفس السياق جاءت مداخلة من الأستاذ محمد محفوظ معلقاً " إن العلاقة بين شيعة السعودية بالخصوص وإيران هي علاقة ثقافية دينية وليست سياسية. كل ما نريده هو الإنصات للصوت الشيعي السعودي". ثم ألمح إلى الامتداد التاريخي لواقع المذهب الشيعي في المملكة مقارناً إياه بحاله في جمهورية إيران بالقول "التشيع دخل إيران قبل 200 سنة بينما الشيعة في الأحساء والقطيف لهم امتدادهم التاريخي في المنطقة مايزيد على 1000 سنة. بل إن بعض رجال الدين من أمثال الشيخ ابراهيم القطيفي رحمه الله لهم الفضل في نقل التشيع من منطقتنا إلى إيران. نحن الشيعة خيارنا المملكة العربية السعودية، هو الوطن الأساسي والبديهي لأننا لسنا طابوراً خامساً ولسنا امتداد لأحد بل نحن جزء أصيل من هذا الوطن". وأضاف " الإنتماء لا يساوي الموالاة، أغلب البشر لم يختاروا مذاهبهم وأديانهم ولكن الولاء مرتبط بقرار واعي وحضاري وسياسي".
نقد الطائفية
وقد نال الحديث عن التمييز الطائفي نصيبه فقد قدم الأستاذ محمد مجموعة إشارات انطلق منها للقول أن "كل انتماء له مبرراته العقدية والتاريخية والثقافية ولكن بمقدار ما نحترم هذا الإنتماء ونعترف به، يجب علينا بذات المقدار أن نقف جميعاً ضد كل ممارسة تقسيمية وإقصائية". واستعاد الأستاذ أبعاد العلاقة بين المسلمين لما ذكّر بأن " العلاقة بين المسلمين هي مساواة مع حق الإختلاف" ولم يغادر هذه الفكرة دون التطرق إلى التصادمات التاريخية وأثرها في طبع لحظتنا المعاصرة فأوضح " إننا لا نستطيع ولا ينبغي أن ننسى التاريخ وما رافقه من أحداث، لكننا نستطيع أن نخلق وعياً جديداً يؤسس لنظرة جديدة لتلك الأحداث". ويقول الأستاذ محمد حول تفكيك الطائفية "كلما اقتربنا للبعد المدني والإنساني وجوداً ورأياً وثقافة في فهم الإسلام كلما كنا أكثر قدرة على تفكيك الطائفية المقيتة، فالمجتمعات الطائفية يعاني فيها البعد الإنساني من التصحر" ثم أعقب حديثه ذلك باقتراح لثلاث عناوين فيما يخص بغلق الأبواب أمام الطائفية كممارسة:
"1) سن القوانين المجرّمة لكل مواطن يمارس التمييز الطائفي، فلا يمكن أن يُترك هذا الأمر إلى المناقبية الأخلاقية فقط، 2) تنقية المناهج التعليمية والمنابر الإعلامية من أشكال الإستهداف والإقصاء الطائفي، 3) الإعتراف القانوني بالمذاهب الإسلامية المتواجدة في مجتمعاتنا فينبغي أن تأخذ كل الهياكل السياسية والقانونية والإدارية بعين الإعتبار خصوصية كل مذهب".
كتاب" الحوار المذهبي في المملكة العربية السعودية"
في الورقة التي قدمها الأستاذ آل حمادة، ذكر " أننا مازلنا نعيش ونمارس القطيعة كأننا في جزر منغلقة ومتباعدة لا كأننا في وطن واحد". لكنه استدرك رثاء الواقع بروحية الأمل عندما وصف كتاب (الحوار المذهبي في المملكة العربية السعودية) بأنه " تجاوز الواقع النظري بين طياته وانتقل إلى صياغة حركة عملية، قائمة على ترشيد الفوراق وليس إزالتها. فالمشاركات تعددت والهدف واحد". ووصف من إيجابيات الكتاب:" أنها جمعت المؤتلف والمختلف، وأن كل الكتاّب توحدت مواقفهم المدينة للتمييز الطائفي، وفي الكتاب إشاعة الإقرار بوجود الآخر، وما جمع الكتاب أكثر مما فرقهم". وربما حاول الأستاذ حسن آل حمادة تكثيف الإنتباه إلى أكثر المحركات تأثيراً في الأوساط الإجتماعية عندما وضع " التعليم والإعلام على رأس قائمة الإصلاح الجاد" منوهاً بالقول أن "الإختلاف بين الشيعة والسنة تم تضخيمه".
الكتاب: الحوار المذهبي في المملكة العربية السعودية
• المؤلف: عدد من الباحثين
• المحرر: محمد محفوظ
|
|
|
|
|