تأخذني الحيرة بعيدا" ومن شدتها تخنقني ولكنها لا تقتلني .. لانها تحب ان ترى نفسها داخلي ... تحب هذه الافكار الجنونية .. وتعشق هذه التنهيدة المرّة ... اما عن هاتين العينين الحزينتين فما اروع نظراتهما... التي ترحل الى افق بعيد مع كل فكرة حائرة .. هائمة .. ضائعة ..... اما عن ماذا تريد مني ... تريد كل شيئ ...
لقد كانت في مكانها هادئة .. سكينة الوجود تغمرها وانا التي طرقت بابها .. عن السلوى كنت ابحث .. عن من يأخذني بعيدا" عن الوجود .. عن الواقع .. تعلقت كثيرا" بها .. رغبت ان ترضيني كي لا اعرف المصير .. فأبقى معها دائما" ... صباحا" مع نظرات الشمس الاولى .. وظهرا" مع وطئة السماء الصافية .. ومساء" مع سهر النجوم والقمر .. حتى مع الاحلام اخذتها معي لتواسيني .. ولكن ماذا حدث ...
لقد سئمت مني .. نعم سئمت .. تريد ان تعاقبني وها قد بدأت عقابها فتخطت عقلي لتجعل قلبي موطنها فغذت بشرايين هذا القلب كل نطفة من هذا الجسد .. فخلقت فيه رعشة الاسى والالم الرحيم مع كل نبضة منه ...
انها تتلذذ .. يحق لها .. فكانت وحدها بسلام فاذا بي ارهقها بأفكاري ... وهي الان سترهقني بدورها ... ولكن هل تكون بهذا الحقد فتقتلني ؟
حقدها هو ان تبقى معي .. لقد احبت هذه الرفقة وهذا الجسد ... فهذا هو القتل بحد ذاته ....