كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب "الشرق الأوسط" - تكثف السلطات الالمانية البحث عن 10 مشتبه فيهم اخرين يعتقد انهم ساعدوا الثلاثة المقبوض عليهم بتهمة الاعداد لهجمات كبيرة. وصرح سكرتير الدولة للشؤون الداخلية اوغست هانينغ لشبكة التلفزة «ايه ار دي» صباح امس، ان الشرطة الالمانية تطارد داخل المانيا وخارجها عشرة اشخاص يقفون وراء مخططات الاعتداءات التي احبطت في المانيا.
وقال هانينغ ان «تنفيذ اعتداءات ارهابية يتطلب اعدادا ونحن نحاول التعرف على جميع الاشخاص الموجودين في الكواليس»، مشيرا الى ان الملاحقات تستهدف «عشرة محرضين».
واوضح «انهم ألمان وأتراك، وهناك آخرون من جنسيات اخرى. إنها الشبكة التي نعرفها في الوقت الحاضر»، موضحا انه بالرغم من كشف الخلية التي كانت تخطط لتنفيذ الاعتداءات «فان التهديد ما زال قائما» و«ذلك يقلقنا».
وشدد على اهمية الانترنت في الشبكة الارهابية المطاردة. وقال هانينغ في هذا الخصوص «في هذه الحالة بالتحديد اجرى الارهابيون اتصالاتهم عبر الانترنت»، موضحا «عبر الانترنت يتم نشر العقيدة والتجنيد وتبادل المعلومات». وقد اعلنت السلطات الالمانية اول من امس اعتقال ثلاثة مشتبه في انتمائهم الى مجموعة مقربة من تنظيم «القاعدة» كانت تخطط لتنفيذ اعتداءات بالسيارة المفخخة على اهداف اميركية بشكل خاص توازي قوتها وعنفها اعتداءات لندن ومدريد.
واغتنم وزير الداخلية الالمانية ولفغانغ شويبله هذه المناسبة اول من امس للدعوة مجددا الى تعزيز صلاحيات مراقبة الشرطة في المجال المعلوماتي. وهذه المسألة تثير حاليا جدلا حادا في المانيا حيث ما زالت الدولة البوليسية المهيمنة في ظل النظام النازي ماثلة في الاذهان الى الان. وترغب وزارة الداخلية بشكل خاص في التجسس على حواسيب الارهابيين المفترضين من خلال ارسال فيروسات معلوماتية باسم «احصنة طروادة» تسمح بكشف المعطيات المخزنة في كمبيوتراتهم.
وقالت المدعية الاتحادية مونيكا هارمز اول من امس، ان الثلاثة تدربوا في معسكرات في باكستان. وحصلوا على نحو 700 كيلوغرام من الكيماويات لعمل متفجرات. واضافت ان المشتبه فيهم سعوا لاستهداف منشآت يؤمها الاميركيون مثل النوادي الليلية والبارات والمطارات. وقالت هارمز انهم خططوا لاستخدام سيارات مليئة بالمتفجرات لقتل واصابة عدد كبير من الاشخاص. واضافت، ان إلقاء القبض عليهم حال دون وقوع «هجمات كبيرة». ووصفت المشتبه فيهم، الذين تبلغ اعمارهم 22 و28 و29 عاما، بانهم ينتمون للخلية الألمانية من مجموعة تسمى «اتحاد الجهاد الاسلامي». وقالت ان المجموعة المرتبطة بالقاعدة كونت الخلية العام الماضي. واثنان من المقبوض عليهم من الالمان الذين تحولوا الى الاسلام، اما الثالث فهو تركي الجنسية. جرت عملية القبض عليهم مساء الثلاثاء في غارة للشرطة على شقة سكنية في نورث راين ويستفاليا. ورأى محللون ان الاتصالات بين الارهابيين المفترضين الذين اوقفوا في المانيا والدنمارك والمنطقة الحدودية الباكستانية الافغانية تدل على ان هذه المناطق هي فعلا من مراكز الثقل «للارهاب الاسلامي الجديد». وكما كانت الحال بالنسبة لمنفذي الاعتداءات ومحاولات الاعتداء في قطار الانفاق في لندن في يوليو (تموز) 2005 فان المشبوهين الثلاثة الذين اعتقلوا الثلاثاء في ألمانيا كانت لهم روابط مع باكستان.
وحذر شويبله من خطرالألمان الذين تحولوا إلى التيار الاصولي في السنوات الأخيرة. وقال شويبله لصحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار «المعتقد هو أن من يولد في مجتمعنا ويتمتع بالحريات هنا يصبح منيعا على الإرهاب، إلا أن بعضهم يتقبل هذا الإرهاب».
من ناحيته، دعا وزير داخلية بافاريا المتشدد جونتر بيكشتاين إلى مراقبة معتنقي الدين الإسلامي من الألمان. وعبر بيكشتاين عن أسفه لعدم وجود «سجل» باسماء المتحولين إلى الإسلام، إلا أنه طالب السلطات بمراقبة معتنقي الإسلام الجدد وفرزهم بين أنصار الإسلامي الليبرالي المعتدل وأنصار الإسلام المتشدد