الامام السجاد عليه السلام لقبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بسيد العابدين وقد روي الحديث في كتب الإخوه السنه أيضآ لكن أسقطوا الحديث لوجود الغلابي الذي وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات فهو يعتبر حديثه اذا روى عن ثقه
وهنا يتعرض الشيخ الكوراني لمحاولاتهم الغير موفقه لإسقاط الحديث :
حسد المخالفين للقب سيد العابدين وسيد الساجدين !
قال ابن حجر في الصواعق:2/586: (وكفاه شرفاً أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير: رسول الله يسلم عليك ! فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت جالساً عنده والحسين في حجره وهو يداعبه فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين ، فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمد فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام ).انتهى.
وروى هذا الحديث الناصبي ابن كثير في النهاية:9/124، واستغربه ، لكنه لم يضعفه لما ستعرف ! قال : وقال أبو بكر بن محمد بن يحيى الصولي: ثنا العلاء ثنا إبراهيم بن بشار ، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير قال: كنا عند جابر بن عبد الله فدخل عليه علي بن الحسين فقال: كنت عند رسول الله (ص) فدخل عليه الحسين بن علي فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه، ثم قال: يولد لابني هذا ابنٌ يقال له عليٌّ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: ليقم سيد العابدين فيقوم هو ! هذا حديث غريب جداً ، أورده ابن عساكر).
ورواه ابن الصباغ في الفصول المهمة:2/894 ،وفيه: (وإن لاقيته فاعلم أن بقاءك بعد رؤيته يسير . فلم يعش جابر بعد ذلك إلا قليلاً ).
ورووا أن الزهري وابن المسيب كانا يسميان الإمام سيد العابدين، وهو يدل على أن الحديث النبوي كان معروفاً للتابعين .
قال ابن الصباغ في الفصول المهمة:2/862: (وجلس إلى سعيد بن المسيب فتى من قريش فطلع علي بن الحسين فقال القرشي لابن المسيب: من هذا يا أبا محمد؟ فقال هذا سيد العابدين علي بن الحسين) ! وشرح الأخبار:3/273 .
وفي تاريخ دمشق:41/404 ، عن الزهري قال: (سمعت علي بن الحسين سيد العابدين يحتسب نفسه ويناجي ربه ويقول: يا نفس حتامَ إلى الدنيا غرورك..).
وقال ابن حبان في الثقات:5/160: (وكان يقال بالمدينة إن علي بن الحسين سيد العابدين في ذلك الزمان) ! انتهى.
أما عندنا فقد صحت روايته واستفاضت،ففي الكافي:1/528 ، في حديث اللوح القدسي الذي جاء به حبرئيل : (فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين). والفضائل لابن شاذان/113).
كما وصفه بذلك الإمام الرضا في حديث سلسلة الذهب المشهور، الذي حدث به العلماء والحفاظ في نيشابور، قال : حدثني أبي العدل الصالح موسى بن جعفر قال موسى حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد حدثني أبي أبو جعفر باقر العلم ، علم الأنبياء قال أبو جعفر حدثني أبي علي بن الحسين سيد العابدين حدثني أبي سيد أهل الجنة الحسين حدثني أبي سيد العرب علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم قال سألت رسول الله ’ ما الإيمان قال..). (ذكر إصبهان:1/138 ، وقال: وقال أبو علي قال لي أحمد بن حنبل: إن قرأت هذا الإسناد على مجنون برئ من جنونه. وما عيب هذا الحديث إلا جودة إسناده).راجع قصة الحديث وعظمة سنده ، واستشفاء بعضهم به ، نفحات الأزهار للسيد الميلاني:10/68 . لكن مع كل ذلك ، وجد أتباع الخلافة هذا الحديث مذنباً ، لأنه يفضل أحد أئمة أهل البيت على الصحابة ، فصار واجبهم مهاجمته ! فمن طرق الهجوم عندهم أنهم تعمدوا التدليس، فأخذوا طريقاً للحديث فيه راو ضعيف عندهم فهاجموه بسببه ، وأخفوا بقية الطرق كأنها لا وجود لها !
قال الذهبي في ميزان الإعتدال:3/550 ، وابن حجر في لسان الميزان:5/168: (محمد بن زكريا الغلابي البصري الأخباري أبو جعفر، عن عبد الله بن رجاء الغداني وأبي الوليد والطبقة . وعنه أبو القاسم الطبراني وطائفة . وهو ضعيف وقد ذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة . وقال ابن مندة: تكلم فيه . وقال الدارقطني: يضع الحديث .
الصولي، حدثنا الغلابي، حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان عن أبي الزبير قال: كنا عند جابر فدخل علي بن الحسين فقال جابر: دخل الحسين فضمه النبي..الحديث، ثم قال الذهبي: فهذا كذب من الغلابي)! انتهى.
هكذا شهد الذهبي رجماً بالغيب أن محمد بن زكريا الغلابي وضعه ، لأن الدارقطني اتهمه بالوضع ، مع أن ابن معين وهو إمام عندهم ، وثقه !
قال المناوي في فيض القدير:1/654: (أورده الذهبي في الضعفاء أيضاً وقال: وثقه ابن معين ، وقال أحمد ليس بقوي، والنسائي والطبراني والدارقطني: ضعيف ، وأبو الجوزاء: قال البخاري فيه نظر ).
وقال ابن الجوزي في الموضوعات:2/44: (هذا حديث موضوع بلا شك ، والمتهم به الغلابي . قال الدارقطني: كان يضع الحديث) .
أقول: إنما ضعفوه واتهموه بالوضع ، لأنه من وجوه علماء الشيعة في البصرة (معالم العلماء/152، ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي:17/94) ، وطبيعي أن تكون بعض أحاديثه ثقيلة عليهم كهذا الحديث ! لكنهم اتقائيون في التضعيف والتصحيح ، فلو أرادوا تصحيح حديث الغلابي لاحتجَّوا بتوثيق إمامهم ابن معين وغيره له .
على أن الذهبي ارتكب ما هو أسوأ فدلَّس وصوَّر كأن الحديث محصور بطريق الغلابي، وتبعه غيره ! وهنا تعرف لماذا لم يجرؤ ابن كثير على تضعيفه فقد رواه عن ابن عساكر بطريق آخر ليس فيه الغلابي ! وطريقه هو: (الصولي: ثنا العلاء ، ثنا إبراهيم بن بشار ، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير). والعلاء هذا هو العلاء بن عبد الله بن الضحاك ، أو محمد بن العلاء السجزي ، اللذين يروي عنهما الصولي.(بدائع البداية لابن ظافر/26، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري/434). ولهم محاولة أخرى لتخريب الحديث وتسمية النبي ’حفيده بسيد الساجدين: أنهم وجدوا صوفياً فارسياً يتمنى أن يعيش في سرداب ،عاش بعد الإمام سيد العابدين بنصف قرن وأكثر ، فزعموا أن رابعة العدوية الصوفية سمته (سيد العابدين) ! ففرحوا بذلك وشكروا لله تعالى ، ورووه في مدحه ! قال كبير حفاظهم أبو نعيم في حلية الأولياء:6/245: (قيل لعبد العزيز الراسبي وكانت رابعة تسميه سيد العابدين: ما بقي مما تلذ به؟ قال: سرداب أخلو به فيه). ومثله تماماً الذهبي في تاريخه:11/247، وكرره في:15/268، وصفة الصفوة:3/379 ،والمنتظم:8/126، وتاريخ دمشق:36/334، والزهد للبيهقي/102 , والنجوم الزاهرة:2/15، وغيرها..! ولهم محاولة ثالثة لتخريب الحديث ، بطلها السخاوي ! قال في التحفة اللطيفة:2/276: (من أفاضل بني هاشم وفقهاء أهل المدينة وعبادهم ، بل كان يقال بالمدينة إنه في ذلك الزمان سيد العابدين ). انتهى.
فقد تبرع بحصر اللقب في ذلك العصر لئلا يشمل ما قبله وما بعده . مع أن الحديث النبوي نص على أنه لقب تكريم من الله تعالى، ونداء للإمام علي بن الحسين يوم القيامة ،وكأن السخاوي رأى أن هذا التكريم كثير فقلل منه !
ولهم محاولة رابعة لتخريب الحديث ، بطلها ابن تيمية !
فقد أفرط كعادته وكذَّب أصل وجود الحديث النبوي ! قال في منهاجه:4/50:رداً على قول العلامة الحلي : (وسماه رسول الله سيد العابدين)،فقال: (ما ذكر من تسمية رسول الله(ص) له سيد العابدين ، هو شئ لا أصل له ، ولم يروه أحد من أهل العلم والدين) !
ورد عليه آية الله الميلاني في شرح منهاج الكرامة:1/147، فقال:(وأما تسمية الرسول ’ إياه سيد العابدين فذاك مروي عن رسول الله ’ في كتب الفريقين ، وممن رواه من العامة الحافظ سبط ابن الجوزي عن المدائني عن جابر بن عبد الله…وذكر الحديث ثم قال: وقال ابن حجر المكي بترجمة ولده الإمام الباقر عليه السلام: وكفاه شرفاً…الخ. ورواه أبو عمر الزاهد في كتابه اليواقيت عن الزهري…ولقد جاء وصفه بسيد العابدين أو زين العابدين في سائر الكتب المذكورة فيها أحواله وترجمته مثل: وفيات الأعيان:2/429 ، حلية الأولياء:3/133 ، طبقات ابن سعد:5/156 ، تذكرة الحفاظ:1/74 ، تهذيب التهذيب:7/304 ، طبقات الحفاظ:1/37 ، طبقات القراء:1/534 . فهل يكفي هذا القدر لبيان كذب الرجل) ! انتهى.
ولهم محاولات دون ذلك كما فعل الشاطبي !فوصف أويس القرني بأنه سيد العابدين بعد الصحابة ! قال في الإعتصام:1/30: (نُقل عن سيد العابدين بعد الصحابة أويس القرني أنه قال: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدعا للمؤمن صديقاً ، نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ! ويجدون على ذلك أعواناً من الفاسقين)!انتهى.
فقد وصف الشاطبي أويس القرني بأنه سيد العابدين بعد الصحابة ، لكن فاته أن هؤلاء الحكام وأعوانهم الفسقة الذين كان يشكو منهم أويس ، ولايتحملون النهي عن المنكر ؟! إنما هم نفس الصحابة الذين قال إن أويساً سيد العابدين بعدهم ! (1) انتهى
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
ــــــــــــــــــ
(1) راجع كتاب جواهر التاريخ للشيخ الكوراني الفصل 1