تناقل أهل الأهواء رواية زعموا فيها أن الإمام الصادق عليه السلام يؤذي الخطاف بلهوه فينهاه جده الإمام زين العابدين عليه السلام وقال له أنهن لايؤذين شيئا وقالوا أين ذهبت العصمه والمعصوم عندكم معصوم من الولادة فكيف تصرف المعصوم هذا التصرف
وهنا الشيخ بشير النجفي ينسف هذه الشبهه ويوضح أن الإمام الصادق عليه السلام أصاب في فعله والإمام زين العابدين عليه السلام أراد أن يحفظه من شر الناس الذين لايرون في الخطاف أذيه
لحبهم له حتى لو وسخ الحرم فهم يجهلون كونه من سباع الطير وعند مالك اذا عدت سباع الطير على المحرم فخافها على نفسه فدفعها عن نفسه فقتلها لاشيء عليه
قال الشيخ بشير النجفي : "
بسمه سبحانه
اعلم يا بني أن الرواية الأولى في الكافي في كتاب الصيد باب الخطاف وليس في باب صيد الأهلة
راجع الجزء 6 من الكافي ص224 . وكذلك وردت الرواية في كتاب الحج في ( من لا يحضره الفقيه )
تحت رقم 2371 وليس في صيد الأهلة .
اعلم يا بني أن الخطاف يقتات من الحشرات الطائرة كالذباب والبعوض فعل هذا الأساس
يعتبر من سباع الطيور وقد ورد السماح بقتل السباع من الطيور ولو في مكة ففي صحيحة معاوية
بن عمار قال أتى أبو عبد الله (ع) في المسجد فقيل له إن سبعاً من سباع الطير على الكعبة
ليس يمر به شيء من حمام الحرم إلا ضربه فقال (ع) انصبوا له واقتلوه فإنه قد ألحد في الحرم
فعلى هذا الأساس يجوز قتل الطير وغيره من الحيوانات التي تعتدي على الحيوانات أو الطيور
في الحرم فكان فعل الإمام الصادق (ع) بمقتضى هذا الجواز وأما منع الإمام السجاد (ع)
إياه عن هذا العمل فالظاهر ـ والعلم عند الله ـ كان لأجل أن هذا الطير محبوب لدى الناس
كما ذكر علماء طبع الحيوان (كالديري) حتى نظم بعضهم الأبيات في مدح الخطاف :
كن زاهداً في ما حوته يد الورى تضحى إلى كل الأنام حبيبا
أوما ترى الخطاف حرم زادهم أضحى مقيماً في البيوت ربيبا
وعلل حب الناس لهذا الطير لأنهم يتهافتون على محبة الدنيا وهي جيفة منتنه وهم كلابها
فمن زاحمهم عليها أبادوه ومن زهد فيها أحبوه وعن رسول الله (ص) أنه سئل : دلني على عمل
إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس . فقال (ص) ـ إن صحت النسبة ـ ازهد في الدنيا يحبك الله
وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس , وكان هذا النوع من الطير في عصر الإمام الصادق (ع)
يوجد كثيراً منه في بيوت أهل مكة وعموم مكة فخاف الإمام السجاد (ع) من طعون الناس عليه
وعلى حفيده (ع) فمنع حفيده من ذلك , واعلم يا بني أن الأئمة (ع) قد مروا بظروف قاسية
ملئت فيها قلوب الناس بالجهل بأهل البيت (ع) وحقداً عليهم حتى كان بعضهم يتهم المعصومين (ع)
بأنهم غير ملتزمين بالصلاة والصوم , ولذلك جاء في زيارة كثير منهم (ع) ( أشهد أنك قد أقمت الصلاة
وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وتلوت الكتاب حق تلاوته ) . ولا يبعد منع الإمام
السجاد (ع) حفيده (ع) عن إيذاء هذا الطير أن المخالفين لا يعلمون أنه من سباع الطير فيجوز طردها
من الحرم عموماً ومكة خصوصاً , فربما يثير جهلهم الفتنه حول المعصومين (ع) .
والله الهادي والله العالم ." انتهى
أقول : وفي الروايه الإمام الصادق عليه السلام قال أن جده فقط رآه يفعل هذا فنهاه وهذا مثل رؤيا نبي الله يوسف عليه السلام التي رآها في المنام فقصها على والده فنهاه عن قصها على إخوته خوفا عليه لأنهم لايطيقون ذلك ، فالروايه تدل على عصمة الإمام الصادق عليه السلام ومعرفته بالأحكام الشرعيه وليس العكس
فالإمام لايلهو ولايلعب : الكافي - الكليني ج 1 ص 284
[I]محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب قال : " قلت لابي جعفر عليه السلام : ما علامة الامام الذي بعد الامام ؟ فقال : طهارة الولادة وحسن المنشأ ، ولايلهو ولايلعب " انتهى