|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 852
|
بمعدل : 0.25 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صدى المهدي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 08-06-2023 الساعة : 10:14 AM
النقطة الثانية: عنوان المشروع والمادّة المعتمدة فيه
يمكننا تقديم هذا المشروع المقترح على مستوى التنظير في جهتين:
الجهة الأُولى: عنوان المشروع
أ ـ العناوين المقترحة
بما أنّ هذا المشروع يعتمد في طرحه بالدرجة الأساس على البيانات والخطابات المرتبطة في النهضة الحسينية، فيمكننا عنوَنة هذا البرنامج بأحد العناوين التالية:
في رحاب الإمام الحسين(عليه السلام)
الخطاب الحسيني
النداء الحسيني
صدى الحسين
الإصلاح الحسيني، وغير ذلك من العناوين التي نأمل أن يقدّمها الأساتذة الكرام.
ب ـ المادّة المعتمدة في المشروع
لا يختلف اثنان من أصحاب الشأن والإخوة المهتمّين بالقضية الحسينية في وفرة الثراء الفكري ـ في جميع المجالات المعرفية ـ الذي تتضمّنه البيانات والنصوص المرتبطة بالنهضة الحسينية، والتي صدرت عن الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، بل وجميع ما يمتّ إلى النهضة الحسينية المباركة بصلة. فمن الضروري جدّاً أن نرسِّخ هذه البيانات ومداليلها ونتائجها في أذهان الزائرين الوافدين إلى الإمام الحسين(عليه السلام)؛ لأنّ العمل على ذلك يُسهم في معالجة كثير من مشاكلنا الاجتماعية ويرفع من وعي الجمهور، ويمكننا العمل في هذا المشروع وفق الآلية التالية:
العمل على تهيئة النصوص والأحاديث وجميع المعلومات المروية عن الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه الشهداء؛ لغرض توظيفها والاستفادة منها ضمن هذا المشروع، وقد قامت مؤسّسة وارث الأنبياء، وفي جميع مشاريعها بإحصاء كمٍّ هائل من النصوص ضمن المشاريع التالية: (الموسوعة العلميّة من كلمات الإمام الحسين(عليه السلام))، و(دائرة المعارف الحسينية)، و(موسوعة المقاتل الحسينية)، و(مجلّة الإصلاح الحسيني)، و(الرصد والإحصاء الحسيني)، فضلاً عن بقية المشاريع الأُخرى التي عملت على هذا الجانب بشكل واسع ضمن مؤلّفات وبحوث رصينة، الأمر الذي يختصر لنا كثيراً من الوقت في هذه النقطة.
اختيار النصوص الواردة في حقِّ الإمام الحسين(عليه السلام) ونهضته المباركة عن النبي(صلى الله عليه واله) والأئمّة(عليهم السلام)، بل وسائر العلماء ومشاهير الفكر والمعرفة من المسلمين وغيرهم، وهي كثيرة جدّاً، سواء أكانت شعراً أم نثراً، ويطول المقام بذكرها هنا.
اختيار عناوين عامّة للمواد التي يراد طرحها في هذا المشروع، لتكون أكثر تأثيراً؛ كأن نختار للمعلومة القرآنية عنواناً عامّاً (الحسين والقرآن).وللأدعية (المناجاة الحسينية) وهكذا، لكي يتعرّف الزائر على نوع المعلومة التي يتلقّاها في البرنامج، وهل هي من أُصول الدين أو فروعه أو من المسائل الأخلاقية؟
العمل على إجراء لقاءات مع شخصيات علميّة، يتمّ من خلالها تناول المسائل المهمّة والمؤثرة في الساحة الفكريّة؛ ليتمّ بثّ ذلك في أوقات متفرِّقة أيام مواسم الزيارات.
اعتماد آلية ذكر المعلومات الحسينية ضمن نشرة أخبار منتظمة.
اختيار الأناشيد والقصائد الحسينية الهادفة التي تُراعى فيها الموازين الشرعية والسلامة الفكرية، ليتمّ بثّها في الفواصل بين معلومة وأُخرى.
ج ـ نماذج المادّة العلمية للمشروع
إذا أردنا أن نعطي صورة تطبيقية لهذا المشروع فيمكننا أن نذكر بعض النماذج والأمثلة التي يمكن تقديمها ضمن البرنامج المقترح، وهذه النماذج هي:
1ـ الثقة بالله والتوكّل عليه
إذا أردنا الحديث عن التوحيد في الربوبية والذي يتجلّى في بعض جوانبه بمفردة: (الثقة بالله) أو: (التوكّل على الله)، فإنّنا نجد أمامنا نصوصاً كثيرة عن الإمام الحسين(عليه السلام) وبقية شهداء الطفّ، كما في قوله(عليه السلام) لعياله عند الوداع: «... واعلمو أنّ الله تعالى حاميكم وحافظكم، وسينجيكم من شرّ الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذب عدوكم بأنواع العذاب، ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما يُنقص من قدركم»[15]، فمع كونه(عليه السلام) في أحلك الظروف ومع علمه بعدم مراعاة الأعداء للقيم الإنسانية، إلّا أنّ ذلك لم يزعزع ثقته بالله(عز وجل)؛ فمن خلال توظيف هذا النصّ وأمثاله يمكننا أن نجعله مادّة نافعة لترسيخ هذا المبدأ في نفوس الناس، وبطرق وآليات مختلفة.
2ـ مراقبة النفس والورع والتقوى
وهكذا فيما لو اخترنا الحديث عن مفردة أخلاقية مهمّة في حياة الفرد والمجتمع، وهي مفردة: (مراقبة النفس)، أو مفردة (وأما تقوى الله)، فيمثُل أمامنا قوله(عليه السلام): «إِيّاكَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَخافُ عَلىَ الْعِبادِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ، وَيَأْمَنُ الْعُقُوبَةَ مِنْ ذَنْبِهِ، فَإِنَّ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى لا يُخْدَعُ عَنْ جَنَّتِهِ وَلا يُنالُ ما عِنْدَهُ إِلّا بِطاعَتِهِ إِنْ شاءَ اللهُ»[16]. أو قوله(عليه السلام): «أُوصيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ ضَمِنَ لِمَنْ اتَّقاهُ أَنْ يُحَوِّلَهُ عَمّا يَكْرَهُ إِلى ما يُحِبّ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ»[17].
3ـ إقامة الصلاة والمحافظة عليها
ولو أردنا أن نتحدّث عن موضوع من الموضوعات المرتبطة بالفروع الدينية وأخذنا مفردة الصلاة وأهمّيتها في حياة الفرد المسلم ـ كنموذجٍ على ذلك ـ لوجدنا المساحة الكبيرة التي تشغلها هذه المفردة في حياة الإمام الحسين(عليه السلام)؛ إذ يَمْثُل أمامنا قوله(عليه السلام) لأخيه أبي الفضل العباس(عليه السلام): «ارجع إليهم، فإن استطعت أن تؤخرهم إلى الغدوة وتدفعهم عنّا العشية، لعلّنا نصلِّي لربِّنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أنّي قد أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه والدعاء والاستغفار»[18]. ليتمّ الحديث عنه كعيِّنة لمواظبته على الصلاة وحفظها، أو قول أبي ثمامة الصائدي: «يا أبا عبد الله، نفسي لك الفداء إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله، لا تُقتل حتّى أُقتل دونك إن شاء الله، وأحبّ أن ألقى ربِّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها. قال: فرفع الحسين رأسه، ثمّ قال: ذكرتَ الصلاة! جعلك الله من المصلِّين الذاكرين، نعم هذا أوّل وقتها. ثمّ قال: سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلِّي»[19]. كما أنّ بالإمكان الاستعانة بنصوص الزيارات الواردة في حقِّه لبيان معنى إقامة الصلاة وحقيقتها، كما في قوله(عليه السلام): «أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة...»[20]، والتي وردت في كثير من النصوص التي خاطبت الإمام الحسين(عليه السلام) أثناء الزيارة.
4ـ دور الزيارة في الإثراء المعرفي لدى الزائرين
ولكي نتمكّن من تشجيع الفرد المسلم على زيارة سيد الشهداء ومواصلته في إحياء هذه المراسيم المهمّة، كي يبقى المؤمن سائراً على هذا النهج، منتهلاً من النبع الصافي في رحاب أبي عبد الله(عليه السلام).. فلا يسعنا الاستغناء عن النصوص الحسينية التي تبيِّن الأثر الذي تتركه هذه الرحلة العبادية في روحية الزائر، كما في الروايات التي تتحدّث عن الأبعاد المعنوية والجوانب الغيبيّة في زيارته(عليه السلام)[21]، فضلاً عن الأبعاد المعرفية والحقائق الإلهية التي يتلو مضامينها ويرتِّل مفرداتها في نصوص الزيارات، كما في قول الزائر عند قبر الإمام الحسين(عليه السلام): «اللّهم إنّ هذا مقام أكرمتني به وشرفتني به، اللّهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك وبرسلك... سبحان الذي سبّح له الملك والملكوت، وقدّست بأسمائه جميع خلقه، وسبحان الملك القدوس ربّ الملائكة والروح، اللّهم اكتبني في وفدك إلى خير بقاعك...»[22].
5ـ نشر علوم أهل البيت(عليهم السلام)
كما أنّنا لو أردنا الحديث عن أهمّية العلم ونشره فأحد النصوص التي يمكننا توظيفها هي قوله(عليه السلام): «مَن كفل لنا يتيماً قطعتهُ عنّا محنتنا باستتارنا، فواساهُ من علومنا التي سقطتْ إليه حتّى أرشدهُ وهداهُ، قالَ اللهُ(عز وجل) له: يا أيّها العبد الكريم المواسي لأخيه، إنّي أوْلى بالكرم منك، اجعلوا له ـ يا ملائكتي في الجنان ـ بعدد كلّ حرف علّمه ألفَ ألفَ قصر، وضمّوا إليها ما يليق بها من سائر النعم»[23].
6ـ التكافل الاجتماعي وقضاء حوائج الناس
وفيما يخص قضاء حوائج الإخوان، فعلى سبيل المثال: يمكننا توظيف قوله(عليه السلام): «مَن نفّس كربة مؤمن فرَّج الله عنه كَرْبَ الدنيا والآخرة، ومَن أحسن أحسن الله إليهِ، والله يحبّ المحسنين»[24].
الجهة الثانية: تقسيم المعلومة وتحديد الأوقات اللازمة لها
يفترض أن يتمّ العمل المسبق من قِبَل الإخوة القائمين على المشروع لغرض اختيار المعلومات المهمّة والنافعة والمؤثرة كذلك في نفوس الزائرين، ويراعى في ذلك الأُمور التالية:
أن يكون البرنامج عبارة عن ستّ ساعات في كلّ يوم، الثلاثة الأُولى في الساعات الصباحية، والثلاثة الأُخرى في الساعات المسائية.
أن تكون المعلومات قصيرة جدّاً، بأن لا تتجاوز المعلومة الواحدة أكثر من دقيقة أو دقيقتين. مع إمكان أن يتمّ بعد كلّ معلومة ـ مباشرة ـ طرح بعض المعلومات الأُخرى، سواء أكانت تحت عنوانها أو عنوان آخر مختلف عن المعلومة السابقة عليها.
اعتماد الفواصل الزمنية التي تتخلل بين معلومة وأُخرى.
الاستفادة من هذه الفواصل لبثِّ القصائد الحسينية الهادفة والأشعار المؤثرة في تشجيع الزائرين على مواصلة هذه المسيرة؛ إذ لهذا الجانب دور كبير في حفظ الجذوة الإيمانية والارتباط الروحي بالإمام الحسين(عليه السلام) في نفوس المؤمنين.
أُمور مهمة
وفي نهاية هذه الجهة ننوه إلى أُمور مهمة:
يتمّ العمل على اختيار لجنة علمية مختصّة لجمع النصوص والبيانات التي يُراد طرحها في هذا المشروع، وتصنيفها إلى أصناف متنوعة تحت عناوين دينية وأخلاقيّة وفكريّة... لكي يتمّ اعتمادها في هذا البرنامج.
السعي إلى صياغة نصوص المادّة المطروحة بأُسلوب يتماشى مع المتطلبات الإعلامية الحديثة، وقد يتطّلب منّا هذا الأمر الاستعانة بكوادر متخصصة في هذا المجال أو إشراكهم في هذا المشروع.
الحرص على أن يكون الأداء والإلقاء بطريقة تتناسب مع المناسبة وأجوائها الحزينة لضمان تأثيرها في نفوس الزائرين.
في حال تمّ التنسيق مع أصحاب المواكب لبثّ هذا المشروع بشكل منتظم ـ كما سوف يأتي في الآليات المقترحة لتنفيذ المشروع ـ فلا بدّ من فسح المجال في بعض الأوقات المحددة لتكون باختيار أصحاب المواكب الحسينية؛ كي لا يشعروا بتقييد حرياتهم في المواد التي يُراد بثّها في أماكنهم الخاصّة.
إعداد ورقة استبيان تتضمّن أهمّ الجوانب الرئيسة في هذا المشروع للتعرّف على وجهات النظر المتعددة، فيطلب من خلالها إبداء الرأي بالمشروع وعنوانه والمعلومة التي يُراد نشرها من خلاله، وآليات العمل التي رُسمت من قِبَل القائمين عليه، ويتمّ توزيع هذه الورقة قبل البدء بالمشروع على النخب والمختصين، كما يتمّ توزيعها على الزائرين أيام المسيرة الحسينية.
النقطة الثالثة: الآليات المقترحة لتنفيذ المشروع
هناك عدّة طروحات ومقترحات لتنفيذ هذا المشروع خلال فترة الزيارات الدينية عموماً، وفي زيارة الأربعين على وجه التحديد ، وهي:
الطرح الأول: تبنِّي العتبة الحسينية المقدّسة لهذا المشروع بشكل مستقل
لعلّ الأضمن لنجاح هذا المشروع أن تقوم العتبة الحسينية بتولّي هذه المهمّة وتبنّي هذا المشروع على نحو الاستقلال، وهو ليس بالأمر الصعب؛ إذ لا يتطلّب صرفيات كثيرة من جهة، ومن جهة أُخرى فإنّ كوادرها العلميّة والفنّية والإعلامية المتواجدة في أقسام العتبة المقدّسة قادرة على إنجاحه، ومن دون الحاجة إلى الاستعانة بكوادر جديدة. فيستمرّ العمل بهذا المشروع بشكل مستقلّ إلى أن يأخذ أصداءه بشكل تلقائي وعفوي بين أصحاب المواكب والحسينيّات، ويتمّ اعتماده ولو بنسبة ما من قِبَلِهم، كما هو الحال في الأُمور التي تمّت الإشارة إليها فيما سبق ـ أي: قراءة القرآن الكريم والتوجيهات الدينية والأذان الذي يتمّ بثّه في العتبات المقدّسة ـ وهذا الطرح يتطلّب مراعاة الأُمور التالية:
اعتماد البثّ المباشر أو التسجيل المسبق من خلال إذاعة الروضة الحسينية، أو تخصيص غرفة عمليات، يتمّ من خلالها إدارة بثّ المشروع.
تخصيص مبلغ ليس بالكثير لشراء أجهزة المكبرات الصوتية ونصبها على الأعمدة الكائنة في طريق الزائرين. أو في مدينة كربلاء المقدّسة فضلاً عن الأماكن التابعة للعتبة الحسينية المقدّسة في خارج المدينة، على أن يتمّ توزيعها بشكل مدروس ومنتظم.
الاستعانة بكادر فني متخصص في مجال الهندسة الصوتية؛ لغرض دراسة الأُمور اللازمة لتنصيب الأجهزة الصوتية التي نحتاجها في المشروع.
الحرص على عدم تشويش الصوتيات المخصّصة للمشروع على الصوتيات المنصوبة في المواكب والحسينيات.
الطرح الثاني: العمل المشترك بين العتبة الحسينية المقدّسة والمواكب الحسينية
مضافاً إلى ما ذُكر في النقطة الأُولى والطرح السابق ـ أي: البثّ عن طريق إذاعة الروضة الحسينية، أو تخصيص غرفة عمليات لهذا الغرض ـ فيمكننا أن نعتمد التنسيق المسبق مع أصحاب المواكب والحسينيّات الكائنة في طريق الزائرين ليتمّ اعتماد البرنامج آنف الذكر في مكبراتهم الصوتية، مع الأخذ بنظر الاعتبار العمل على الأُمور التالية:
إقامة ملتقيات تثقيفيّة متعددة لأصحاب المواكب والحسينيّات، وعرض المشروع عليهم، وبيان أهدافه والنتائج المتوخاة منه؛ ليكون محلّ اهتمامهم، فيجعل من ذلك حافزاً لاعتماد المشروع وبثّه من خلال المكبرات الصوتية في حسينياتهم عن طريق (fm) .
العمل على كتابة وثيقة عمل بين الجهات المشرِفة على المواكب الحسينية وبين العتبة الحسينية المقدّسة لغرض الاستفادة من هذا المشروع وعدم التسبب فيما يكون عائقاً أمام تنفيذه في مواسم الزيارات.
تأمين الأُمور اللازمة لهذا المشروع، كالترويج المسبق له والإعلان عنه، وعقد اجتماعات متكررة بين الجهات المعنية بهذا الشأن، وغير ذلك من الأُمور.
النقطة الرابعة: الجهات التنفيذية للمشروع
من الواضح أنّ نجاح هذا المشروع في مرحلة التنفيذ ليس بالأمر السهل اليسير؛ إذ يحتاج في هذه المرحلة إلى تضافر جهود استثنائية وجدّية فائقة من قِبَل المتبنّين له، وأنا شخصياً أقترح أن تتبنّى تنفيذ محتوى هذه الورقة الجهات التالية:
الجهة الأُولى: مؤسّسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصيّة في النهضة الحسينية
إذ يمكننا الاعتماد على هذه المؤسّسة بشكل أساسي في تهيئة المعلومة وإعدادها؛ لكي يتمّ العمل على نشرها وترويجها في مواسم الزيارات.. ويُناط العمل بهذه المؤسّسة من حيث وفرة المعلومة الحسينية فيها، ووجود الكادر الكفوء لاختيار الشيء المناسب من بين الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لديهم، والذي ينسجم مع الأجواء والمتلقي بشكل خاص.
الجهة الثانية: إذاعة الروضة الحسينية المقدّسة
فهذه الإذاعة المباركة هي المعنية بالدرجة الأُولى بتنفيذ هذا المشروع؛ لما لها من أصداء ومعروفية تساهم في الوثوق بالمشروع من قِبَل أكبر عدد ممكن من الزائرين، كما أنّ لديها الكادر الكفوء الذي تُناط بهم الأُمور الفنّية والبرمجية بشكل أساس.
الجهة الثالثة: قسم المواكب والهيئات الحسينية
فإنّ التنسيق مع أصحاب المواكب الحسينية وتعريفهم بالمشروع ـ بل وإشراكهم في نشره وتسويقه ـ من الأُمور المهمة جدّاً؛ سواء أكانت المواكب متواجدة في مدينة كربلاء المقدّسة أو في خارجها؛ ولا يقتصر هذا التنسيق على الفترة التي تكون قُبيل أو أثناء الزيارة فقط، بل تبدأ هذه المهمّة من فترة زمنية مبكرة، يتمّ من خلالها دعوة أصحاب المواكب والهيئات الحسينية لعقد ملتقيات مسبقة.
ملاحظات مهمة
وفي ختام هذه الورقة المتواضعة نذكر جملة من الملاحظات:
لا بدّ لنا من عرض هذه الورقة على سماحة المتولي الشرعي (دام عِزّه)، والأمين العام للعتبة الحسينية المقدّسة (دامت توفيقاته)، وسائر أعضاء مجلس الإدارة الموقرة للحصول على مباركتهم وتأييدهم لهذا المشروع الاستراتيجي.
قد يواجه هذا المشروع في بداياته أو في مواسمه الأُولى بعض الصعوبات، وقد لا يلقى رواجاً لأوّل وهلة، إلّا أنّ المتوقّع ومع مرور الزمن أن تصل أصداؤه لجميع أنحاء العالم، وسوف يُعتمد عليه في جميع مفاصل الزيارات الحسينية، وهذا رهين بحسن تدبير القائمين عليه وكيفيّة تسويقه إلى الزائرين.
أكرر للأساتذة القرّاء الكرام أنّ هذه الورقة قابلة للتطوير من خلال المقترحات البناءة التي يتمّ تقديمها، ولهذا الغرض تمّ طرحها في ملتقى (آفاق النهضة الحسينية)، ونشرها في مجلة الإصلاح الحسيني، والمرجو من الجميع أن يتفضلوا علينا بما تجود به قرائحهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
{ الشيخ صباح عبّاس الساعدي - رئيس تحرير مجلّة الإصلاح الحسيني }
​
|
|
|
|
|