(ثم لتُسئلن يومئذ عن النعيم) 8 التكاثر
لما قدم الصادقعليهالسلامالعراق نزل الحيرة فدخل عليه أبوحنيفة
وسأله عن مسائل وكانمما سأله أن
قال له : جعلت فداك ما الامر بالمعروف؟
فقالعليه السلام : المعروف يا أبا حنيفةالمعروف في أهل السماء
المعروف في أهل الارض وذاك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالبعليه السلام
. قال : جعلت فداك فما المنكر؟
قال ع: اللذان ظلماه حقه وابتزاهأمره ،وحملا الناس على كتفه.
قال : ألا ماهو أن ترى الرجل على معاصي الله فتنهاه عنها؟
فقال أبوعبدالله عليهالسلام : ليس ذاك أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إنما ذاك خير قدمه.
قال أبوحنيفة : أخبرني جعلت فداك عن قول الله عزوجل :
« ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم »؟
قال ع : فما هو عندك يا أبا حنيفة؟
قال ، الامن في السرب ، وصحة البدن ، والقوت الحاضر.
فقال ع : يا أبا حنيفة لئن وقفك الله أو اوقفك يوم القيامة حتى يسألك
عن كل أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك
قال : فما النعيم جعلت فداك؟
قال ع: النعيم نحن ، الذين أنقذالله الناس بنا من الضلالة ،
وبصرهم بنا من العمى ، وعلمهم بنا من الجهل.
قال : جعلت فداك فكيف كان القرآن جديدا أبدا؟
قال ع : لانه لم يجعل لزمان دون زمان فتخلقه الايام ، ولوكان كذلك لفنى القرآن قبل فناء العالم
(بحار الانوار ج10 ص 208)
..........................................
عيون أخبار الرضا ع : عن ابن العباس الصولي قال:
كنا يوما بين يديعلي بن موسى الرضا عليه السلام
فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقي،
فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقولالله عز وجل: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)
أما هذا النعيم في الدنيا وهوالماء البارد،
فقال لهالرضا عليه السلاموعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب،
فقال طائفة: هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هوالنومالطيب،
ولقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد الله عليه السلام أن أقوالكم هذهذكرت عنده
في قول الله عز وجل: (لتسألن يومئذ عن النعيم) فغضب عليهالسلام وقال:
إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به، ولا يمنبذلك عليهم،
والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين،
فكيف يضاف إلى الخالقعز وجل مالا يرضى المخلوقين به؟
ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا،
يسأل الله عز وجل عنه بعد التوحيد والنبوة،
لان العبد إذا وفا بذلكأداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول،
ولقد حدثني بذلك أبي عن أبيه عن محمدابن علي عن أبيهعلي بن الحسينعن أبيه
الحسين بن عليعن أبيهعلي عليه السلامأنه قال:
قالرسول الله صلى الله عليه وآله:
يا علي إن أول ما يسأل عنه العبد بعدموتهشهادةأن لا إله إلا الله،
وأن محمدا رسول الله، وأنك ولي المؤمنين بما جعلهالله وجعلته لك،
فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له.
(بحار الانوار ج 24 ص 50)