بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
يحذرنا عزوجل من
عاقبة الظلم والإنجرار اليه
والإعانه عليه والرضا به وعذر
أهله فهو ظلمات يوم القيامة :
روي عن الإمام الصادق
عليه السلام قوله ( من عذر ظالمآ بظلمه سلط الله
عليه من يظلمه ، فإن دعا لم يستجب له ، ولم يأجره الله على ظلامته )
وقال
عليه السلام لأصحابه : ( إياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو عليكم ، فيستجاب له فيكم ، فإن أبانا رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم كان يقول : إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة )
وقال
عليه السلام ايضآ : ( العامل بالظلم والمعين له ، والراضي به ، شركاء ثلاثتهم) (1)
بل
ومداهنة أهل العصيان وعدم الغضب لله عزوجل مما يقترفوه وعدم البراءه منهم يؤدي الى التعذيب بعذابهم :
قال الإمام الباقر
عليه السلام : « أوحى الله إلى شعيب النبي أنّي معذّب من قومك مائة ألف ، أربعين ألفاً من شرارهم وستّين ألفاً من خيارهم ، فقال : ياربّ هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟! فأوحى الله إليه : داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي ) (2)
وهذه
عاقبة كل ظالم يمتد ظلمه من نفسه الى غيره فيسلط الله
عليه الشيطان ويضل الناس بإبتداعه وإتباعه فلايتوب الله جل وعلا
عليه إلا عندما يردهم لماكانوا
عليه فمالحيله لمن مات ولم يستطع أن يرده لما كان
عليه ! :
عن الصادق
عليه السلام قال : ( كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها فأتاه الشيطان فقال له: يا هذا إنك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها، فطلبتها من حرام فلم تقدر عليها، أفلا أدلك على شئ تكثر به دنياك وتكثر به تبعك؟ فقال: بلى قال: تبتدع دينا وتدعو إليه الناس ففعل فاستجاب له الناس فأطاعوه فأصاب من الدنيا ثم إنه فكر فقال: ما صنعت، ابتدعت دينا ودعوت الناس إليه وما أرى لي توبة إلا أن آتي من دعوته فأرده عنه فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه فيقول: إن الذي دعوتكم إليه باطل وإنما ابتدعته، فجعلوا يقولون:كذبت هو الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه، فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه وقال: لا احلها حتى يتوب الله علي، فأوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء قل لفلان: وعزتي وجلالي لو دعوتني حتى تنقطع أو صالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه ) (3)
اللهم اجعلنا ممن تحلى بالعدل في رعيتك وابتعد عن مسالك الظالمين بمنك وكرمك
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وسائل الشيعة ج11 ص344 ح/1 وح /3
(2) الكافي : 5/56 ، كتاب الجهاد ، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ح1.
(3) من لايحضره الفقيه ج3