|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الشيخ عباس محمد
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 02-04-2019 الساعة : 12:24 AM
أليس هذا ينافي العصمة؟
س1: عن عليّ بن ابراهيم في (تفسيره) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: (( لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم )) قال: نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) وبلال وعثمان بن مظعون، فأما أمير المؤمنين (عليه السلام) فحلف أن لا ينام بالليل أبدا، وأما بلال فانه حلف أن لا يفطر بالنهار أبدا، وأما عثمان بن مظعون فانه حلف أن لا ينكح أبدا.. إلى ان قال: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونادى الصلاة جامعة، وصعد المنبر، وحمد الله، واثنى عليه، ثم قال: ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات ألا إنيّ انام الليل، وأنكح، وافطر بالنهار، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي، فقام هؤلاء، فقالوا: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد حلفنا على ذلك، فأنزل الله عزّ وجلّ: (( لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم ))
السؤال:
الامام علي خالف السنة وهذا دليل على عدم العصمة, لقول الرسول صلى الله عليه وآله: (فمن رغب عن سنتي فليس مني)؟
وقد وضعها المجلسي في باب الرهبانية وقد اطلق عليها بأنها بدعة, والبدعة حرام كما تعلم
فما هو ردك ؟
س2:في صلح الحديبية قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي آمراً له ملزما: امحها يا علي، امح كلمة رسول الله. قال علي: امحها!! لا والله لا أمحوها. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : امحها يا علي.قال علي: لا والله لا أمحوها. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : امحها يا علي.قال علي: لا والله لا أمحوها. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أين موضعها؟ قال: هذا موضعها. فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يقرأ فلم يعرف موضع كلمة رسول الله ومحاها بيده.
السؤال لماذا خالف علي قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
أوليس تزعمون بان كلام علي هو كلام الرسول وكلام الرسول هو كلام الله!! اذن لماذا خالف الرسول يا رافضي؟
الجواب:
ج1 سنة رسول الله تشمل الجائز والحرام. هذه كلها نسميها سنة أي ما سنّه رسول الله وشرّعه من أحكام ولكن غلب على المستحب السنة عندنا في العرف وليس ذاك معنى السنة في لسان الشارع.
الجائز ينقسم إلى مباح ومستحب ومكروه.
تحريم المباح على النفس بالمعنى اللغوي لا التشريعي ليس منقصة وإنما هو دليل على علو الهمة وقوة النفس.
نعم يكون بدعة إذا أوجبه أحدهم على نفسه مدعيا التشريع أي ادعى أنّ هذا من الشرع وأنّ الله فرضه.
رسول الله صلى الله عليه وآله حرم على نفسه المباح تحريما لغويا لا تشريعيا فأنزل الله تعالى فيه ما ظاهره العتاب وهو قوله: ( يا أيها النبي لمَ تُحرم ما أحل الله لك)
هذا الخطاب القرآني لرسول الله ظاهره العتاب، ولكن باطنه هو تصوير عِظَم الجريمة التي أقدمت عليها عائشة وحفصة (لعنة الله عليهما) في إيذائهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى اضطر إلى أن يحرّم على نفسه ما حرّم. على أية حال فإن ما أنزله الله تعالى كان من باب الرحمة والرأفة، ورسول الله بتركه المباح لم يرتكب حراما أو مكروها حتى.
هذا الجواب هو على فرض التسليم بثبوت ذلك الحديث الذي نقلتموه من تفسير القمي، حيث نقول أنّ عليا عليه السلام ترك المباح وهو نوم الليل والتزم قضاءه في العبادة. والحال أن الحديث محل شك في الثبوت كما سيأتي إنشاء الله.
الرغبة عن الشيء عكس الرغبة فيه. الرغبة عن الشيء أي الإعراض عنه. فالسؤال: بدواً هل سلمان وعثمان وعلي امتنعوا عن المباح إعراضا منهم عن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله؟ بدواً عندما فعلوا ذلك قبل أن يخرج رسول الله فينهاهم, هل فعلوا ذلك قاصدين الاعراض عن سنة رسول الله؟ هل كانت تلك نيتهم؟ كلا, بل نيتهم القرب من الله تعالى. فإذاً عبارة (فمن أعرض عن سنتي) قالها رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن أخبرهم أنه يفعل ما يمتنعون عنه وقال (فمن) وهنا الفاء تفريعية أي بعد هذا الانذار من أعرض عن نوم الليل ونكاح الزوجات والافطار في النهار فليس مني.
وهذا التشديد من رسول الله صلى الله عليه وآله على إلزامهم بالكف عن امتناعهم عن المباح بتلك الصيغة كان رحمةً ورأفةً بهم.
هذا إن أخذنا بهذا الحديث وقبلنا به في حق أمير المؤمنين عليه السلام على ظاهره ولم نطرحه بقاعدة المخالفة لكم المنصوص عليها من قبل أئمتنا عليهم السلام حيث باعثها في الاصل الترديد والشك وبما انكم تعتبرون ظاهر مثل هذه الاحاديث من قوادح العصمة لذا نطرح هذا الحديث ونأخذ بالطائفة الأخرى.
الروايات بهذا المضمون فيها اضطراب شديد, حيث انّها تارة تخصص عثمان بن مضعون لوحده ,وتارة يكون معه علي وبلال ، وتارة أخرى لا تخصص احدا وانما تقول أن نفرا من الصحابة فعلوا كذا وكذا, وما يزيد الشك في صحة الرواية المرسلة في تفسير القمي أنها تارة أخرى تأتي مروية عن علي بن أبي طالب عليهما السلام نفسه مما يدل على أنه ليس معنيا بالحادثة.
علي بن الحسين المرتضى في رسالة ( المحكم والمتشابه ) نقلا عن ( تفسير النعماني ) بإسناده عن علي ( عليه السلام ) قال : إن جماعة من الصحابة كانوا حرموا على أنفسهم النساء والافطار بالنهار والنوم بالليل فأخبرت أم سلمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخرج إلى أصحابه فقال : أترغبون عن النساء ؟ ! إني آتي النساء وآكل بالنهار ، وأنام بالليل ، فمن رغب عن سنتي فليس منى ، وأنزل الله ( لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا انه لا يحب المعتدين * وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ) فقالوا : يا رسول الله انا قد حلفنا على ذلك ؟ فأنزل الله : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم - إلى قوله - ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم.
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 20 - ص 21
ومن جهة أخرى أصلا يمكننا طرح كل الروايات التي جاءت بهذا المضمون في مصادرنا بقاعدة التعارض حيث وردت عندنا رواية أخرى في سبب نزول هذه الآية بمضمون مختلف ولم يرد فيه ذم لأمير المؤمنين أو وصف له بأنه أعرض عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.
جاء الإمام الحسن عليه السّلام على ذكر قضية أمير المؤمنين عليه السّلام في معرض الفخار والمدح فقال في حديث له عند معاوية وأصحابه: أنشدكم بالله أتعلمون أنّ عليّا اوّل من حرم الشهوات على نفسه من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، فانزل الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم )
(الاحتجاج / احتجاجات الإمام الحسن عليه السّلام).
وبما أنّ تلك الطائفة من الروايات توافق ما جاء عندكم فنحن مأمورون بمخالفتكم,(ما خالف العامة ففيه الرشاد)
فإذا اعتبرت هذه الآية في حق علي عليه السلام ناقضة للعصمة فاعتبر قوله تعالى يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) ناقضا لعصمة رسول الله والعياذ بالله! فهل تجرؤ وتفعل؟!
عموما فإن ما ورد في هذا النوع من الأحاديث والروايات على فرض التسليم به لا يقدح في عصمة أمير المؤمنين عليه السلام، كما لا تقدح آيات الكتاب العزيز التي ظاهرها عتاب الله لأنبيائه (عليهم السلام) في عصمتهم، حيث إنه جرت الحكمة الإلهية على أن يتعمّد الأنبياء والأوصياء أعمالا أو تروكا تقتضي نزول الأحكام أو تفهيم العوام، حيث لا سبيل إلى استقرار هذه الأحكام والمفاهيم في نفوس الناس جيلا بعد جيل إلا بأن يتعمد الأنبياء والأوصياء تلك الأفعال أو التروك مما يوفر الداعي للبيان الإلهي أو النبوي أو المعصومي، وليس معنى ذلك أن المعصوم قد خالف أمرا شرعيا والعياذ بالله، وإنما معناه أنه وفّر الداعي للبيان.
ج2 يريد أبناء الطائفة البكرية بحماقتهم تصويره على أنه "مثلبة" هو في الواقع "منقبة " لأمير المؤمنين عليه السلام كما سيتبين لكم..
أيضا بعبارة أخرى نضيف إلى ما سبق بيانه بتفصيل أكثر القول بأنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن عاصياً والعياذ بالله في هذا الموقف, فإنه كان يحرم عليه مسح صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله), والأمر الصادر من النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن مولوياً وإنما "تصويرياً" فحسب ـ وهذا ما تبينه الرواية لو أتمها المخالفون ـ , فلو كان ما وقع من الأمير (عليه السلام) معصية لكان النبي (صلى الله عليه وآله) أشار إشارة إلى ذلك ولم يحصل, كما حصل مع عمر والذين خالفوا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أعرض بوجهه عنهم وطردهم في رزية الخميس مثلا.
دونكم الفقرة الواردة فى كتب أهل البدعة وكتب الرافضة:
عندما رفض المشركون كتابة "محمد رسول الله" , فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله؛ لو كنت رسولاً لم نقاتلك. فقال لعلي: "إمحه". فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه. فمحاه رسول الله بيده)
(فتح الباري 5/303)
إلتفت لكلمة أمير المؤمنين عليه السلام وهي: "ما أنا بالذي امحاه". معنى قوله عليه السلام هو حاشا أن أفعله أنا يا رسول الله بل تفعله انت
أمير المؤمنين علي عليه السلام لم "يمنع" رسول الله من مسح الإسم ولم يعترض على أصل "قضية" مسح الاسم كما في "قضية" صلح الحديبية التي ابدى عمر لعنه الله الرفض لها جملة وتفصيلا!
أمير المؤمنين ليه السلام لم يرفض "أصل" الفعل وإنما ترجم إجلاله لرسول الله ومعرفتة بحرمة رسول الله بقول عبارة تعني حاشا أن اصنع ذلك يا رسول الله فإن كان كلا ولا بد فأنت يا رسول الله من يفعل ذلك , ولو أعادها عليه رسول الله ثانية بصيغة "الامر" لفعل ذلك علي عليه السلام..
نضرب مثالا على ذلك : عندما تكون بصحبة رجل وقور خطيب بارع مثلا فيقول له ذلك الخطيب تفضل اصعد المنبر. فإنك وإن كنت انت ايضا قادرا على الخطابة وتتمكن من اعتلاء المنبر وممارسة الخطابة إلا انك إجلال وإكبارا له تقول : كلا لا أصعد ولا أفعل ذلك بمحضرك ولا أتقدم عليك.
إذاً أمير المؤمنين عليه السلام لم يمكن اعتراضه على "أصل" الفعل وأصل "قضية محو الاسم", كلا والدليل أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد مسح اسمه بيده الشريفة و لم يعترض عليه علي عليه السلام ولم يمنعه بينما عمر لعنه الله قد اعترض على "قضية" كتابة الكتاب من "رأس" ومانع كتابته وحال دون وقوعها. فشتان بين الموقفين والموضوعين!
أبناء الطائفة البكرية في الحقيقية يحتاجون دروسا مكثفة في علم المنطق فليست لديهم قدرة فطرية ذاتية على التفكير المنطقي.
في كتبنا نحن الرافضة جاء مثل ما نقلناه من مصادر أهل البدعة.
( امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أمحو اسمك من النبوة أبداً فمحاه رسول الله بيده).
(الإرشاد 1/ 121 , إعلام الورى 97 , تفسير القمي 2/313 , بحار الأنوار20/333 ).
فسلام الله على مولانا امير المؤمنين سيد الوصيين عليه السلام ولنعم العارف بحق وقدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإذاً كما ترون كان ذلك الموقف مشهدا "تصويريا" أراد به رسول الله أن يبين للناس مدى معرفة علي عليه السلام بحق رسول الله وإجلاله له ليعرفوا حق علي عليه السلام فلا يتقدموه.
بالنتيجة فإنّ ما أراده رسول الله وقع ولم يحل علي عليه السلام بين رسول الله وما أراد أو يمنعه!
نحن نتعجب ونتساءل في الواقع عن نوعية العقول التي يمتلكها البكريون؟!
أخيرا فلنقرأ رواية المجلسي لتستبين لنا حقيقة تلك الواقعة بجلاء
ورد في (بحارالأنوار - ج 20 ص 359 ) , قال سهيل : إكتب اسمه يمضي الشرط ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك يا سهيل كف عن عنادك ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : " إمحها يا علي " : فقال يا رسول الله إن يدي "لا تنطلق" بمحو اسمك من النبوة ، قال له : " فضع يدي عليها " , "فمحاها" رسول الله صلى الله عليه وآله بيده.
فداك أرواحنا يا ابا الحسن والحسين يدك يا أمير المؤمنين لا تنطلق بمحو اسم رسول الله بينما غيرك يجسر على أن يقول في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله " إنّ الرجل ليهجر" ويتمرد على أمر رسول الله ويمنعه من كتابة وصيته.
سلام الله عليك يا مولانا وسيدنا وإمامنا يا أميرالمؤمنين وسيد الوصيين . يد رسول الله على يدك يا أمير المؤمنين فداكما أرواح العالمين.
ـ القول بأنّ رسول الله أمي لا يعرف موقع الكلمة بناء على فهمهم الأعوج لهذه الروية هو من سماجة عقول البكريين وانحدار مستوى إدراكهم الذي جمعوا إليه خبث سرائرهم.
دقق في رواية المجلسي لتعرف خوار عقول القوم.
لقد قصد رسول الله صلى الله عليه وآله وتعمد فعل ذلك في إشارة إلى مدى التلاحم بين النبوة والإمامة. فلو أنّ الامر كما زعموا لكان رسول الله قال لعلي عليه السلام "أشر" الى موضع اسمي من الكتاب لكي أمحوه. وقام بمحو اسمه بيده هو وحده أو لكان علي عليه السلام هو الذي يضع يده على يد رسول الله وليس العكس!
يريدون الطعن في هذه المنقبة لعلي عليه السلام وإسقاطها بأي شكل وحينما لم يجدوا الى ذلك سبيلا قالوا لابد أن ندفعهم لتسقيطها وإنكارها من جهة القول بأنها تنسب لرسول الله الأمية والشيعة ينفون الأمية عن رسول الله لذا يجب عليهم رد هذه الرواية!
السؤال: موقفه (عليه السلام) من محو إسم رسول الله (صلى الله عليه و آله) في صلح الحديبية
هل خالف الامام علي عليه السلام امر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، عندما قال لا والله لا امحوها عندما امره النبي بمحو اسمه من الرسالة ؟
الجواب:
قد أجاب السيد المرتضى (قده) على سؤال مماثل، وها نحن ننقل لكم جوابه من الكتاب المعروف برسائل الشريف المرتضى 1: 442، قال: (إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أمر أمير المؤمنين(عليه السلام) بمحو اسمه المضاف إلى الرسالة، وإثباته خالياً عن هذه الإضافة، على ما أقترحه سهيل بن عمرو، الذي كانت الهدنة معه نفر من ذلك واستكبره واستعظمه وجوز أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما قال أفعل ذلك مرضياً لسهيل، وإن كان لا يؤثره ولا يريد فعله، بل يؤثر التوقف عنه. فتوقف حتى يظهر من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يدل على أنه لذلك مؤثر، وأنه أمر في الحقيقة محو ما كتب، فصبر أمير المؤمنين(عليه السلام) على ذلك على مضض شديد.. وقد يثقل على الطباع ما فيه مصلحة من العبادات، كالصوم في الحر، والغسل بالماء في الزمهرير، وقد روي عن عمر أنه قال: ما شككت منذ أسلمت إلا يوم صالح رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أهل مكة، فإني قلت له: كذا وكذا، وساق الحديث)). أنتهى.
ونقول أيضاً: إن هذا الطلب من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) لم يكن على نحو الإلزام والوجوب وإلاّ لكان محلاً لزجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وردعه عن تخلف الإمتثال مع أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يصدر منه ذلك ولو كان لبان والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يتأخر في ردع الباطل ولا يمنعه من قول الحق لومة لائم.. وهذا بخلاف الموقف من عمر في نفس تلك الواقعة التي كان عمر فيها محلاً لزجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونهره فتدبر.
السؤال: عدم محوه (عليه السلام) لكلمة (رسول الله)
يذكر في المصادر التاريخية أن رسول الله ص أمر عليا ع في الحديبية أن يمحو مصطلح (رسول الله) لعدم موافقة مبعوث قريش, فرد عليه علي ع بقوله: لا أمحوها أبدا.
فهل عصى علي ع رسول الله ص؟ فإذا كان لا فما هو الدليل و إذا كان الجواب نعم فهذا يبرر معاصي عمر المتكررة لأوامر الرسول ص.
الجواب:
الروايات مختلفة في ممن صدر طلب محو عبارة (رسول الله)! فبعض الروايات تذكر ان الذي أمر بالمحو واعترض عليه الإمام علي (عليه السلام) هو سهيل بن عمرو، وبعض الروايات تذكر ان الذي أمر بالمحو هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبعض الروايات لم تحدد من هو الآمر بل استخدمت الضمير ويحتمل رجوعه على كلا الطرفين. ولا يمكن القطع والجزم بأن الامر كان صادراً من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع وجود هذه الروايات المتعارضة, ولو سلمنا بصدوره فلابد من فهمه على انه ليس أمراً الزامياً، ولو كان الزامياً لما قبل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من علي (عليه السلام) اعتذاره بعدم قدرته على حذفه، ولأنبّه على مخالفته، لكن نرى على خلاف ذلك يقدم هو بنفسه على محو اسمه ويشبهه بنفسه في موقف مماثل يمر به.
وهذا الذي صدر من علي (عليه السلام) هو قمة الاحترام والإكرام والاعتقاد بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وان عدم الفعل هو الأرجح من الفعل وإن أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير الزامي كان فيه اظهار لمزية من مزايا الإمام (عليه السلام)، فمن البعيد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير عالم بعدم قدرة علي (عليه السلام) على محو اسمه ولكن قال ذلك لاظهار تلك المزية . والحصيلة ان ما فعله علي (عليه السلام) يستحق المدح لا الذم. ولم يكن مخالفة لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قطعاً.
وهذا بخلاف مخالفات عمر للكتاب والسنّة! فانها تكشف عن تحد جرئ وتصريح واضح بالمخالفة، ومن ثم يتلوها ندم عريض _ كما في بعض الوقائع _ الأمر الذي يكشف عن فظاعة الأفعال وشناعتها. وقد جمع السيد شرف الدين في كتابه (النص والاجتهاد) جملة من هذه الوقائع في مخالفات عمر للكتاب والسنّة مع بقية الصحابة الذين صدرت منهم هذه الحالات, فشتان بين الموقفين, أي بين موقف أمير المؤمنين (عليه السلام) في صلح الحديبية وموقف عمر في مخالفاته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنها في صلح الحديبية ذاتها حين واجه النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بتشكيكه بنبوته وعدم رضاه بفعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصلح! فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا عمر اني رضيت وتأبى). وقال الحلبي في سيرته وغيره أن عمر كان يقول بعد ذلك: ((ما زلت أصوم وأتصدق وأصلى مخافة كلامي الذي تكلمت به
|
|
|
|
|