بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أكذوبة وتناقض حديث العشرة المبشرين بالجنة ؟
الزعم بأن المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بشّر أبا بكر وعمر بالجنة هو زعم باطل لأنه:
1- لم يروَ ذلك عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهم الأئمة الشرعيين الذي يجب أخذ الدين عنهم، وإنما رواه أهل البدعة في كتبهم.
2- إن ما يسمى بحديث العشرة المبشرة يشهد بنفسه على وضعه واختلاقه، لأنه رواه سعيد بن زيد الذي زعم أنه أحدهم، وتزكية المرء لنفسه مردودة فكذا ما انضم إليها من تزكيته لغيره. قال تعالى: «فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ».
3- لو كان الحديث صحيحاً لما غضبت سيدة نساء العالمين (صلوات الله عليها) على أبي بكر وعمر واستشهدت وهي غاضبة عليهما، إذ كيف تغضب على مشهود لهم بالجنة وهي التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟! إذاً لا بد أن يكون الذين غضبت عليهم فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أهل النار لا من أهل الجنة.
4- لو كان الحديث صحيحاً لما قاتل هؤلاء العشرة بعضهم بعضاً إذ كيف يعلم أحدهم أن الآخر من أهل الجنة ويقاتله؟! فقد قاتل طلحة والزبير (لعنهما الله) أمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة الجمل وأبيا بيعته، وكذا قاتلهما أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى قُتلا.
5- لو كان الحديث صحيحاً لما شهد بعض هؤلاء العشرة على بعضهم الآخر بالكذب والإثم والغدر والخيانة والفجور والظلم، ففي حديث مسلم عن مالك بن أوس شهادة عمر بن الخطاب أن عليا (عليه السلام) والعباس كانا يعتبرانه ويعتبران أبا بكر بن أبي قحافة «كاذبين آثمين غادريْن خائنين»! (راجع صحيح مسلم ج5 ص151) وفي رواية الصنعاني وابن حبان أنهما «ظالمان فاجران»! (راجع مصنف الصناني ج5 ص470 وصحيح ابن حبان ج14 ص577) فكيف يتهم علي (عليه السلام) أبا بكر وعمر بذلك مع علمه بأنهما وهو جميعاً من أهل الجنة؟! إذاً لا بد أن يكون ذلك الحديث مختلقاً وإلا فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) أورع وأتقى لله من أن يشهد على مشهود له بالجنة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنه كاذب آثم غادر خائن فاجر ظالم.
6- لو كان الحديث صحيحاً لما ثار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله - وفيهم الأتقياء البررة - على الطاغية عثمان بن عفان حتى قتلوه، إذ كيف يثورون على رجل مشهود له بالجنة ويقتلونه؟!
7- لو كان الحديث صحيحاً لما جزع الطاغية عمر بن الخطاب عند الموت خوفاً من وروده النار، إذ كيف يجزع ويفزع ويخاف النار وقد ضمن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) الجنة؟! روى البخاري عن ابن عباس: «دخلتُ على عمر لما طُعن فرأيته جزعاً فزعاً! فقلتُ: لا بأس عليك يا أمير المؤمنين، فقال: يابن عباس؛ لو أن لي طلاع الارض ذهباً لافتديتُ به من عذاب الله قبل أن أراه»! (راجع صحيح البخاري ج2 ص194).