بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
هل حذر الله ورسول الله (ص) من إرتداد الصحابة؟
أخبرت الأوامر الإلهية ومنها تحذير الأمة من الانقلاب والارتداد بعده صلى الله عليه وآله، وهو ما قام به (صلى الله عليه وآله) فعليا.
وهذا التفريع لا يلازم سكوت الله تعالى عن الذين سيرتدّون ويبدّلون دينه وينقلبون على أعقابهم، كيف وقد قال فيهم: ”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ“ (آل عمران: 145) وقال فيهم: ”وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ“ (النور: 48) وقال فيهم: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ“ (المائدة: 54) وقال فيهم: ”يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ“ (المائدة: 42) وقال فيهم: ”وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ“ (المائدة: 93).
أما رسولنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد حذر مرارا وتكرارا من أن كثيرا من أصحابه سينقلبون بعده، وأنهم سيأخذون بسنن اليهود والنصارى، ومعلوم أن على رأس تلك السنن اليهودية والنصرانية هو تحريف الدين السماوي.
فقال (صلى الله عليه وآله) كما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد: ”لتتبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم! قلنا: يا رسول الله؛ اليهود والنصارى؟ قال: فمن“؟! (صحيح البخاري ج8 ص151 وصحيح مسلم ج8 ص57).
وقال (صلى الله عليه وآله) كما رواه البخاري: ”أنا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك“! (صحيح البخاري ج7 ص206).
وأخرج البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى“. (المصدر نفسه).
وأخرج البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم“. (المصدر نفسه).
وعلى هذا يسقط ما توهّمتَه من أن الله تعالى قد سكت، أو أن رسوله (صلى الله عليه وآله) قد سكت، فهاهي الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة توضح بجلاء حتمية وقوع تحريف وتزييف للدين الإسلامي إلى درجة أنه ستتكون ثلاث وسبعون فرقة كلها في النار إلا واحدة! فهل بعد هذا يقول عاقل أن الدين لم يُحرَّف ويُزيَّف؟! إذا كان الأمر كذلك فما معنى نشوء كل هذه الفرق وما معنى الوعيد النبوي لها بالنار إلا واحدة؟!
ليس معنى ذلك إلا حتمية وقوع التحريف وأن فرقة واحدة فقط ستبقى على الأصل، أي على الدين السليم.
فابحث أنت عن هذه الفرقة الناجية، ولا أظنك ستجدها غير الذين شايعوا آل محمد صلوات الله عليهم! أوليس أهل البيت أدرى بما فيه؟!
الأدلة على إرتداد الصحابة من كتب ومصادر أهل السنة:
المصدر الأول:
صحيح البخاري - الرقاق - في الحوض.
- حدثنا : سعيد بن أبي مريم ، حدثنا : محمد بن مطرف ، حدثني : أبو حازم ، عن سهل بن سعد قال : قال النبي (ص) : إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم.
- قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال : هكذا سمعت من سهل فقلت : نعم فقال : أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول : إنهم مني فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً لمن غير بعدي ، وقال إبن عباس : سحقاً بعداً يقال : سحيق بعيد سحقه وأسحقه أبعده.
- وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي ، حدثنا : أبي ، عن يونس ، عن إبن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة : أنه كان يحدث أن رسول الله (ص) قال : يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلئون ، عن الحوض فأقول : يا رب أصحابي فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم إرتدوا على أدبارهم القهقرى.
المصدر الثاني:
صحيح مسلم - صفات المنافقين وأحكامهم.
- حدثنا : أبوبكر بن أبي شيبة ، حدثنا : أسود بن عامر ، حدثنا : شعبة بن الحجاج ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن قيس قال : قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيا رأيتموه أو شيئاً عهده إليكم رسول الله (ص) فقال : ما عهد إلينا رسول الله (ص) شيئاًً لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني : ، عن النبي (ص) قال : قال النبي (ص) في أصحابي إثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.
المصدر الثالث:
صحيح البخاري - في الحوض - الرقاق.
- حدثنا : إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا : محمد بن فليح ، حدثنا : أبي قال : ، حدثني : هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي (ص) قال : بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم ، خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم فقلت : أين قال : إلى النار والله قلت : وما شأنهم ، قال : إنهم إرتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم قلت أين قال : إلى النار والله قلت : ما شأنهم ، قال : إنهم إرتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم.