|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
المشكلات والإنحرافات
بتاريخ : 01-09-2017 الساعة : 05:13 PM
المشكلات والإنحرافات
مع بروز الغريزة الجنسية ، تتولد لدى الشخص ميول ودوافع جديدة تسبب له مشاكل وصعوبات عديدة في التكيف معها في ظل الأعراف والقيم الإجتماعية والأخلاقية التي تحول دون إشباع رغباته الطافحة كيف ما شاء . وبعبارة أخرى ، تنطوي هذه المرحلة من العمر على صعوبات ومتاعب عديدة للفتيات ولأولياء الأمور معا ، وذلك لأن الفتيات يجدن صعوبة في ملاءمة أنفسهن مع الحالة الجديدة من جهة ، ويعيش أولياء الأمور قلقا دائما ومشروعا على فتياتهم ويتوجب عليهم التعامل مع الحالة بحساسية متزايدة لئلا تلحق ضررا ببناتهم من من جهة أخرى.
مرحلة متأزمة
إن مرحلة البلوغ الجنسي هي مرحلة متأزمة في حياة الفتاة حيث تبرز فيها مختلف الميول والرغبات والإنفعالات العاطفية والنفسية الحادة التي تبحث لها عن متنفس الأمر الذي قد يدفعها الى الجنوح والإنحراف عن جادة الصواب ، والتسبب بالتالي بمشاكل عويصة لها ولأسرتها.
وقد لاحظنا فيما مر من البحث ، كيف تتغير أحوال الفتاة في مرحلة البلوغ الجنسي ، وتستولي على كيانها مختلف الأفكار الخيالية والدوافع العاطفية التي تفقدها توازنها النفسي . وتنعكس آثارها بوضوح على مزاجها وسلوكها في السرة والمجتمع . ونعود ونؤكد هنا أيضا ضرورة أن يهتم اولياء الأمور والمربين برعاية وإرشاد ومساعدة الفتاة خلال هذه الفترة بشكل خاص . وذلك من أجل أن تتمكن من إجتياز الحالة بنجاح وبأقل ما يمكن من الأضرار.
أزمة الغريزة
قلنا إن الدوافع الغريزية تتجلى في مرحلة البلوغ الجنسي بشكل أوضح ، فقد تبلغ من الشدة حدا تؤزم أحوال الفتاة وتقع فريسة لمشاعر عاطفية حادة لا تدري كيف ترضيها . وإن أخطر ما يواجه الفتاة في هذا المجال هو ما يتصل بكيفية إرضاء الدوافع الجنسية الطافحة لديها ، فهي تميل ميلا شديدا للزواج والإتصال بالجنس الآخر ، لكنها لا تجد سبيلا لذلك ، وتراودها أفكار في الإستجابة لميولها بالطرق غير الشرعية لكن حياؤها وعفافها يحولان بينها وبين الإندفاع بهذا الإتجاه . ولعل من أسباب حث الإمام الباقر عليه السلام على ضرورة تزويج الفتاة مبكرا بقوله «من سعادة المرء أن لا تطمث إبنته في بيته»(1)هو الوقاية من أضرار فوران الغريزة الجنسية.
الإنحراف الغريزي
من الممكن أن تساهم الدوافع الشهوية لدى الفتيات في سني البلوغ على إعداد الأرضية لبعض الإنحرافات الجنسية . وقد يلجأ أعضاء هذه الفئة أو بعضهم الى ممارسة العادة السرية من أجل التخفيف من حدة إنفعالات الغريزة .
وبطبيعة الحال ، فإن نسبة هذه الحالة لدى الأناث أقل بكثير قياسا مع الذكور . وبحسب التحقيقات التي أجراها كينز ، يباغ هذا النوع من الإنحراف أعلى درجاته في سن 13 ـ 15 ، ويخف أو يزول في السنوات اللاحقة في حال العمل على ضبطه ومكافحته.
وتعود أسباب هذا النوع من الإنحراف الى عوامل نفسية تنعكس آثارها على الجسم في المراحل اللاحقة ، وتنطوي على أضرار وأخطاء كثيرة على
(1) مكارم الخلاق ، الجزء الثاني.
سلوك وشخصية الفرد . وقد لوحظ في بعض الحالات أن الفتاة تركت هذه الحالة وإنصرفت عن تكرارها لمدة طويلة بعد أول تجربة لها معها . وذلك لشعورها بالذنب وخوفها مما قد يترتب عليها من عواقب وخيمة .
ومن حسن الطالع ، فإن الكثير من الفتيات، ولعوامل عديدةيجنبن الإنجراف وراء هذا النوع من الأنحراف ، وإن الرقم النسبي لهذه الحالة في أوساط فئة الأناث لدى أولئك اللاتي يعانين من الإضطراب ويتسمن بالإنطوائية والخجل والإنزوائية في المجتمع.
لقد جاء في بعض الروايات الإسلامية إن الشهوة الجنسية لدى النساء اشد مما لدى الرجال بأضعاف مضاعفة ، ومنها ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : «إن الله تبارك وتعالى جعل الشهوة عشرة أجزاء تسعة منها في النساء وواحدة في الرجال ولولا ما جعل الله عز وجل فيهن من الحياء على قدر أجزاء الشهوة لكان لكل رجل تسع نسوة متعلقات به»(1). ويعود سبب قلة ظهور هذه الحالة لدى النساء ، كما تشير الرواية المذكورة ، نسبتا الى الرجال لعامل الخجل والحياء المضاعف لديهن.
الميل الى الجنس المماثل
من الممكن أن تصطبغ علاقات الفتيات العاطفية بزميلاتهن وقريناتهن في السن بصبغة جنسية في مرحلة البلوغ الجنسي ، بمعنى أن يبدين ميلا من نوع آخر تجاه الجنس المماثل لهن ويحاولن بناء علاقات عاطفية مشوبة بدوافع جنسية مع أعضائه خصوصا تجاه أولئك اللاتي يتميزن بنوع من الجذابية
(1) كتاب الخصال ، ج 2 ، ص 438 .
والجمال العضوي أو يتسمن من الناحية العاطفية والأخلاقية ، بالتفاعل الإيجابي مع مثل هذه المشاعر العاطفية تجاههن.
وبطبيعة الحال ، فإن مثل هذا الميل العاطفي لدى الفتاة في هذه السن ينطلق في بداية الأمر من دوافع برئة خالية من أي شائبة أو إثارة جنسية ، ويتسم بالرومانسية والخلوص والمثالية العالية ، لكنه في مراحل لاحقة يكتسب صبغة جنسية بشكل لا إرادي وفي غفلة عن الفتاة.
خطر العلاقات المنحرفة
من شأن حدة وشدة الغريزة الجنسية في مرحلة البلوغ أن تدفع الفتيات ، في عبض الحالات ، غلى أإنجرار وراء رغباتهن وميولهن العاطفية في علاقاتهن بشكل متطرف ودون التفكير بعواقب الأمور ، وبالتالي تعريض أنفسهن لمخاطر ومتاعب غير قليلة ، الأمر الذي يتطلب من أولياء الأمور التعامل معه بحساسية متزايدة من أجل الحؤول دون ما يمكن أن يترتب عليه ن علاقات منحرفة ذات عواقب غير سارة.
إن الغريزة الجنسية لدى الفتاة هي كالنار تحت الرماد ، يزول الرماد المتراكم فوقها في مرحلة البلوغ الجنسي ، فتفقد ويتصاعد منها اللهب وتمتد السنته بكل الإتجاهات . وعندما تهيج حرارتها المشاعر والميول الغريزية الجنسية ، تضعف معامل العقل والمنطق أمام طغيانها ، وتتراجع طاقة المقاومة أمام نوازعها العاصفة .
ومن هنا ، فإن السبيل الأمثل لضبط نوازع العواطف الجنسية والحؤول دون إنفلاتها من عقال السيطرة والمنطق هو الإبتعاد وقدر الإمكان عن أجواء الإثارة والإيحاءات المهيجة ، ومبادرة أولياء الأمور الى مساعدة الفتاة على
تجاوز أخطارها ومضارها من خلال توجيهها وغشعالها بمختلف الفعاليات الفكرية والنشاطات المهنية والرياضية.
مشكلات الفتيات
تواجه الفتيات في هذه السن مشكلات وصعوبات عديدة ، يتطلب التعامل مع كل منها وعلاجها إبداء المزيد منالإهتمام والتأمل الفكري تجاهها . ولما كان المجال لا يتسع هنا لتناول كل هذه المسائل بالتفصيل ، فإننا سنكتفي بإشارات مختصرة لأهمها كما يلي :
1 ـ المشكلات العضوية ، كحب الشباب ، ونشاز الهئة ، وقصر القامة أو طولها كثيرا ، وتأخر البلوغ أو تقدمه عن موعده المعتاد ، والأرق والسهاد أو الإضطراب في النوم ،والشعور بقباحة الشكل ، والشعور بالتعب والإجهاد دون ما سبب ، والأمراض الخاصة بهذه السن و ...
2 ـ المشكلات العاطفية ، كالخجل ، والتعلق بشخص ما والعجز عن التصريح بذلك ، والخوف والإضطراب ، والهيجانات الحادة ، والإختلالات العاطفية ، والنرجسية ، والغضب المفرط ، والحب الغامض و ...
3 ـ المشكلات النفسية ، كالشعور بالحقارة ، والشعور بالتفاهة وفقدان الكفاءة ، والحقد والضيق بظروف الحياة السائدة ، والإختلالات النفسية ، والأمراض النفسية في بعض الحالات ، وتضارب الميل والرغبة بين حياة الطفولة أو الكبار و ...
4 ـ المشكلات الإجتماعية ، كالبطالة ، وصعوبة التعامل مع المتطلبات الإجتماعية ، وعدم الإنسجام مع الأسرة ، والعجز عن إنتخاب الصداقات والزمالات ، وتصعب الإنسجام والتالف مع الآخرين و ...
5 ـ المشكلات السلوكية ، كالتصرفات الساذجة ، وعدم الإنسجام مع
الوسط المحيط ، والميل الى إستعراض الذات والخجل من ذلك والعجز عن ضبط السلوك والتصرفات ، والإندفاع الى التجرء على الكبار في بعض الحالات والشعور بالندم وتأنيب الضمير فيما بعد .
6 ـ المشكلات الشخصية ، كالميل الى الإستقلال والحرية ، والرغبة بالإختلاء بالنفس وتعذر ذلك ، والشعور بالضياع وبتفاهة الحياة ، وحتى شعور الفتاة بالنقمة والإنزعاج من كونها أنثى في بعض الحالات.
7 ـ المشكلات الدينية ، كالشك والشبهة حول المسائل الإعتقادية والعجز عن فهم قضايا نم قبيل الجبر والتفويض ، والقضاء والقدر ، والمعاد ، والعقاب والثواب ، والخوف من الموت و ...
8 ـ ,اخيرا المشكلات الإقتصادية ، والثقافية ، والسياسية ، والتفكير بالمستقبل الشخصي ، وبمستقبل الأهل والأقارب والأعزاء و ...
إن أغلب المشاكل التي تتعرض لها الفتيات في هذه السن تنشأ عن تأثيرات القاءات البيئة الإجتماعية التي يعشن فيها ولطبيعة الأجواء السائدة في الأسرة دور هام في هذا المجال . ويمكن الإشارة الى حالات التساهل أو التشدد المفرط مع الفتيات في المسائل التربوية بإعتبارها أساليب خاطئة تساهم في خلق مختلف أنواع المشاكل لأعضاء هذه الفئة .
فمثلما يمكن أن يكون رد فعل الفتاة على أساليب القهر والتشدد ن قبل أولياء الأمور هو العمل بأوامرهم بشكل الي وفقدان الإعتماد على الذات في تسيير شؤونها الى الأبد أو التمرد والعصيان والتصرف كما يحلو لها وعدم الإكتراث لتوجيهات الأبوين ، فإن من شأن التساهل معها وتدليلها بشكل مفرط أن يدفعها كذلك الى التسبب الكامل وإستسهال كل أنواع الجنوح والإنحراف ، وبالتالي التسبب في مشاكل ومتاعب ذات عواقب وخيمة لنفسها وللأسرة معا.
|
|
|
|
|