قال المرجع الكبير المرحوم آية الله العظمى الميرزا حسين النائيني قدس سره: رأيت مرة السيد محمد الفشاركي في المنام، وكنت أعلم أنه كان ميتاً فأمسكت بإبهامه ، وطلبت منه أن يحدثني عن كيفية عالم البرزخ ، فامتنع السيد بشدة وسحب إصبعه من يدي ، فأمسكت به ثانية ، فقال : لا تكرهني على الإجابة ، لأننا لسنا مأمورين بشرح حالات البرزخ ، ثم قال بعد ذلك :
أنا كنت أخشى الموت لسببين : الأول : أني كنت مديوناً لبعض الناس ..
والثاني : أني كنت أخشى على وضع أطفالي ، ومَن يعولهم بعدي ، فسمعت صوتاً ، إلا أني لم أر قائله يقول لي : إن هاتين المشكلتين ستحلان بأيدي أربعة عشر شخصاً .. وعند ذلك استسهلت الموت ، وعندما رفعوا جنازتي مروا في الطريق أمام محل مبيعات لشخصين كنت مطلوباً للأول منهما خمسون ( مجيدياً ) ، - اسم عُمْلة – وللثاني عشرون أو ثلاثون ( مجيدياً ) ، وكل منهما عندما رأى جنازتي أبرأني من ديْنه ، إلا أن ذلك لم يتضح لأحد .
يقول آية الله النائيني : عندما استيقظت من النوم ذهبت إلى هذين الشخصين وسألتهما : هل تطلبان فلاناً مالاً ؟ .. فأجابا : نعم ، إلا أننا أبرأناه من ذلك ، فسألتهما : متى أبرأتماه ؟.. فقال كل منهما : عندما مرت جنازته أمام دكاني .
نقلاً عن كتاب ( الأموات يتكلمون معنا ) ص28 – تأليف السيد محمد الرضوي مع تصرف في الألفاظ
يُفهم من هذا أن الميت يعي بروحه ما يدور حول جنازته ، وهذا ما تؤكده الأحاديث والقصص المعتبرة .