قال تعالى {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }المائدة114 وقال تعالى {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }الحج58 وقال تعالى {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }المؤمنون72 وقال تعالى {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }سبأ39 وقال تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }الجمعة11 . اذا قلنا أن باستطاعة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه أن يخلق ويرزق ويحيي ويميت هل نكون قد كفرنا بالله تعالى ؟ اننا نؤمن أن الله تعالى هو الخالق الرزاق الكريم المحيي المميت لكن هل نكون كفارا لو قلنا أن بإستطاعة الإمام عليه السلام أن يخلق بأمر وقوة ومدد من الله تعالى وأن يرزق بمدد من الله تعالى ؟ هل تنقص خزائن الله التي لا تعد ولا تحصى اذا قلنا بذلك ؟ لقد أعطى الله سبحانه وتعالى للجن قدرة على التشكل ببعض الأشكال والقيام ببعض المهمات كالذي قال لسليمان عليه السلام أنه سوف يأتي بعرش بلقيس قبل أن يقوم من مقامه لكن الذي عنده علم من الكتاب و (من) للتبعيض استطاع أن يأتي به قبل أن يرتد لسليمان طرفه وقد كان هذا الذي عنده علم من الكتاب وصي لسليمان عليه السلام فهو بشر فهل نستغرب ونتعجب من إستطاعة الذي عنده علم الكتاب ذلك ؟ نلاحظ أن الآيات التي ذكرناها كلها جاءت بصيغة جمع (الرازقين) وهذا ما يجب علينا بحثه ودراسته وفي مصادر أهل الخلاف نجد أن للأبدال دور للرزق ففي تهذيب ابن عساكر : ج 1 ص 63 - مرسلا ، عن قتادة " لن تخلو الأرض من الأربعين بهم يغاث الناس ، وبهم ينصرون ، وبهم يرزقون ، كلما مات منهم واحد أبدل مكانه غيره , وفي رواياتنا عن أبي جعفر عليه السلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال :ضاقت الأرض بسبعة ، بهم ترزقون ، وبهم تنصرون ، وبهم تمطرون ، منهم : سلمان الفارسي والمقداد ، وأبو ذر وعمار ، وحذيفة . وكان علي عليه السلام يقول : وأنا إمامهم ، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها السلام . » كما في ترجمة سلمان المحمدي في أكثر من مصدر فكيف بالإمام المعصوم عليه السلام ؟ فأدعيتنا تشير الى أنهم السبب المتصل بين الأرض والسماء وأن الإمام القائم عليه السلام بيمينه رزق الورى , وفي حديث الكساء المبارك الذي يقرأه أكثر الناس للتبرك دون التمعن في معاني فقراته الشريفه : فَقالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يا مَلائِكَتي وَيا سُكَّانَ سَماواتي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً وَلا أرضاً مَدحيَّةً وَلا قَمَراً مُنيراً وَلا شَمساً مُضيِئةً وَلا فَلَكاً يَدُورُ وَلا بَحراً يَجري وَلا فُلكاً يَسري إِلاّفي مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساء ِ ، فَقالَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ : يا رَبِّ وَمَنْ تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ : هُم أَهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ هُم فاطِمَةُ وَأَبُوها وَبَعلُها وَبَنوها ، فَقالَ جِبرائِيلُ : يا رَبِّ أَتَأذَنُ لي أَن أَهبِطَ إلىَ الأَرضِ لأِكُونَ مَعَهُم سادِساً ؟ فهل يكون غريبا أن من كان جبريل بقدراته تاني أعطاها الله له يتمنى أن يكون معهم لهم القدرة على الرزق وقد خلقت كل هذه الأشياء لهم وصارت تحت تصرفهم ؟ وفي خطبة الإفتخار المروية في كتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام للحافظ رجب البرسي (أنقله كقرينة وليس دليلا رئيسيا لأن النقاش في الكتاب وصاحبه وفي الخطبة وصحتها والخ من أمور لها مورد خاص لا تنفع في مقالنا ) يقول أمير المؤمنين ع فيها : أنا المعطي ، أنا المبذل , ويقول أيضا عليه السلام فيها : أنا صاحب القطر والمطر , وفي الخطبة الطتنجية التي رواها البرسي أيضا وشرحها السيد كاظم الرشتي (بغض النظر عن النقاش في الشخصيات والكتب والخطب والأسانيد والخ فالنقاش فيها يحتاج وقتا طويلا وموردا آخر) قال عليه السلام : أنا صانع الأقاليم بأمر العليم الحكيم ، أنا الكلمة التي بها تمت الأمور ودهرت الدهور وفي خطبة له عليه السلام تبدأ بقوله أنا عندي مفاتيح الغيب يذكرها الحافظ البرسي أيضا يقول عليه السلام : أنا مورق الأشجار ، أنا مونع الثمار ، أنا مفجر العيون ، أنا مجري الأنهار ، أنا خازن العلم , وفيها أيضا : أنا أرسيت الجبال الشامخات ، وفجرت العيون الجاريات ، أنا غارس الأشجار ، ومخرج الألوان والثمار ، أنا مقدر الأقوات ، أنا ناشر الأموات ، أنا منزل القطر . و كما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة ( بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَخْتِمُ وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ بِكُمْ يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) فهم عليهم السلام مصدر الفيوضات لأنهم النعمة التي أنعم الله بها علينا فان كانوا هم النعم الكبرى فما الغرائبة في كونهم عليهم السلام الواسطة في الرزق بمدد وتفويض من الله عز وجل لا باستقلالية عنه فمن قال بالإستقلالية فانه كافر مغال زنديق أما من قال بأنهم يرزقون ويخلقون ويحيون ويميتون بأمر من الله تعالى فلا يكون كافرا ولا مشركا , فبهم عليهم السلام تمطر السماء وينزل الغيث وتثمر الأشجار فما الغريب أن الرزق يكون بأيديهم عليهم السلام ؟ فعلينا أن نكون أقوياء في عقيدتنا ولا نخاف من اتهامنا بالكفر والمغالاة ان كان عندنا أدلة علمية قوية نضرب بها وجه كل شاك ضعيف العقيدة والإيمان فيجب أن نفتخر بآل محمد صلوات ربي وسلامه عليه وأن لا نخاف أحدا في طرح عقيدتنا وأن نطرح عقيدتنا على وسائل التواصل الإجتماعي والمنتديات لنساهم في نشر الوعي الثقافي الشيعي وتصحيح بعض المعتقدات التي فرضت علينا من خلال وسائل الإعلام المخالفة والمناهج المخالفة ومن بعض المنابر التي تقتصر على ذكر الأمور الأخلاقية والحوادث التاريخية والقضايا الفقهية دون الخوض في العقائد , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
بقلم
أحمد مصطفى يعقوب
كاتب كويتي
الكويت في 7 مارس 2012
...................................
ولا تحرمونا الدعاء بحق ضلعها المكسور صلوات ربي وسلامه عليها
التعديل الأخير تم بواسطة ام حسين ; 08-03-2012 الساعة 12:56 AM.