|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
البلوغ الشرعي
بتاريخ : 23-08-2015 الساعة : 08:56 PM
مع حلول مرحلةالمراهقة ، يدخل الطفل في طور جديد من الحياة تحصل لديه فيه تغييرات نفسية عديدة . وهذه المسالة ليست خاصة بسن معين ، وإنما هي حالة عامة يمر بها جميع أفراد البشرخلال مراحل حياتهم . ففي هذه الثناء يكون الشخص قد طوى مرحلة الطفولة ووفد الىمرحلة أخرى هي الحد الفاصل بين الطفولة والبلوغ .
تشملالتغييرات ، خلال فترة المراهقة ، الأبعاد العضوية والإجتماعية والنفسية معا . فهيمن جهة تؤدي الى بروز تطورات عضوية تترك آثارا على شكل وهيئة الشخص ن ومن جهة أخرى،تنعكس مفاعيلها على مزاجه وأخلاقه وسلوكه في المجتمع.
إن مرحلة المراهقة هي فترة من حياة الشخص يشعر فيها بإستشراء الدوافع الجنسية فيكيانه وتقلب أحواله النفسية على خلاف العادة. وتختلف بداية هذه الحالة عند الفتياتوالفتيان ، وبشكل عام تحصل في سن 10 ـ 12 . وبالطبع لا يتوقف الدخول في هذه المرحلةعلى السن دائما وإنما هناك عوامل أخرى أيضا مؤثرة في هذا المجال.
سرعةالتغير
نعلم إن الشخص يتعرضالى تغييرات وتقلبات عديدة خلال مرحلة الطفولة أيضا ، خصوصا في الفترة الجنينيةوالسنوات الثلاث الأول من حياته، غير أننا لا نجد مرحلة من العمر يزداد فيها إيقاعالنمو وسرعة التغير عند الشخص
مثلما يحصل في مرحلة المراهقة.
إن التغييرات في هذه المرحلة تشمل جميع أبعاد الشخصية ، العضويةوالنفسية ، والفكرية ، والعاطفية ، وهي من الحدة الى درجة يبدو معها الشخص وكأنه قدتغير كليا أو هو في طريقة الى التغير الى شخص ىخر لا يشبه السابق ، وهو ما يضعالشخص وأولياء الأمور والمربين أحيانا في موقف محرج ، ولا يدرون كيف ينبغي التعاملمع الوضع الجديد.
فمن جهة تدعو هذه التغييرات الى السروروالتطلع الى المستقبل بإعتبارها حركة جديدة بإتجاه النضوج والتكامل ، ومن جهة أخرى،تدعو الى الخوف والقلق على مستقبل الشخص لحساسيتها المفرطة هصوصا في ظل تساهل أوجهل أولياء الأمور في التعامل السليم مع هذه المرحلة.
مرحلة جديدةمن وجهة نظر الشرع
تعد مرحلة المراهقة، خصوصا بعد إجتياز سن التاسعة ، مرحلة هامة وجديدة في حياة الفتيات من وجهة نظرالشعر الإسلامي . فالإسلام لا يعتبر الفتاة في سن العاشرة ظفلة قاصرة ومعفية منالقيام بالواجبات والتكاليف ، بل ينظر اليها بإعتبارها إنسانة بالغة يترتب عليهاواجب الحفاظ على أنوثتها وتحمل مسؤولياتها العبادية والإجتماعية كالأشخاص البالغين.
وبعبارة أخرى ، ينظر الإسلام الى الفتاة في سن العاشرةعلى أنها إنسانة بالغة وقد إجتازت مرحلة الطفولة ، ويتعامل معها على أساس إنهاإمرأة ناضجة ن ويفرض عليها ما يفرضه على المكلفات من واجبات وصلاة وصوم وطقوسعبادية والتزامات شرعية في حياتها الفردية والإجتماعية(1).
(1) الرسائل العملية لمراجع الدين.
سر التكليفالشرعي
كما قلنا فإنالتكليف الشرعي للفتيات يبدأ بإجتياز سن التاسعة والدخول في سن العاشرة من العمر ،الا أننا عندما ننظر الى حجم وهيئة الفتاة في هذه الأثناء نجدها ما زالت صغيرةبإستثناء حالات محدودة ، وحتى يمكن أن نلاحظ بوادر وصبيانية في طريقة تفكيرهاوتصرفاتها . وهذا يدفعنا الى الإعتقاد بأن الفتاة في هذه السن ليست في ظرف يسمح لهاأن تفكر وتتصرف في حياتها وفي علاقاتها بالآخرين بشكل منطقي وسليم . ومن هنا يطرحهذا التساؤل وهو ما السر في تكليف الفتاة بالواجبات الشرعية في هذه السن وهي ما هيعليها من نقص في مداركها العقلية ومن حاجة الى عون ورعاية الآخرين؟
المستفاد من بعض الروايات ,الأحاديث الواردة بهذا الشأن فيالإسلام هو إن الشارع المقدس أراد ، فضلا عن الحِكَم الالهية الأخرى ، بهذا التشريعأن يحصن وجود الفتيات ويعدهن لحفظ أنفسهن بشكل مبكر ، وذلك لأنهن ينضجن قبل الفتيانويكن أكثر عرضة لوساوس وإغواءات وخداع المستغلين.
ضرورة الإعداد
وهكذا يعتبر البلوغالشرعي المبكر للفتيات بمثابة الإستعداد والإعداد لتحمل المسؤوليات الفرديةوالإجتماعية في المراحل اللاحقة من الحياة بحسب التغييرات والتطورات العضويةوالنفسية التي تحصل لديهن. وبعبارة اخرى يجب تدريب الفتاة مبكرا علىالالتزام وعلىتحمل مسؤولياتها في الحياة ، وهو ما يؤكده ويهدف اليه الإسلام من وراء هذا التشريع.
فمع ما نلاحظه من إنحرافات كثيرة عند الكتاب الغربيين ،وحتى عند علمائهم ، ورغم تأكيداتهم المتزايدة على الجوانب الغريزية والجنسية ، الاأننا
نصادف أيضا بعض كتاباتهم التي تعدو الىضرورة إعداد وتربية الفتيات إبتداء من سن التاسعة.
يقولإثنان من العلماء الغربيين ، هما ميلتون و لوين ، يهذا الشأم : بالنسبة للحياةالجنسية من الأفضل أن يشرع بإعداد الفتاة لها إبتداء من سن التاسعة ، وذلك من أجلأن لا تتفاجأ بها بشك يخيفها ويخلق لديها هواجس و أوهام لا أساس لها . وكذلك يقولعالم النفس الغربي المعاصر هلن دوتش أن مرحلة المراهقة هي من الأهمية الى درجةيلازم بعض حالاتها وأعراضها جميع مراحل حياة الأشخاص ، وهو الأمر الذي يستلزمالتوعية الشاملة بمختلف أبعادها.
بمن الضروري أن تكتسبالفتاة ، إبتداء من مطلع فنرة المراهقة ، وعيا عن الحياة النسوية ، وأن يتم إرشادهاالى واجباتها الآنية والمستقبلية في هذا المجال ، وذلك من أجل أن تكون مستعدة فكرياونفسيا للتعامل السليم مع الحالة الجديدة في المراحل اللاحقة من حياتها.
مقدماتأزمة
يلاحظ عادة مقدماتلتعرض الفتيات ـ بعضهن في سن التاسعة وأغلبهن بعد سن العاشرة ـ قبل حلول وقت الحيضالى أزمة متعددة الجوانب ، عضوية ونفسية وعاطفية ، تستولي بالتدريج عليهن وتتركآثارا غير قليلة على طبيعة حياتهن . وقد أشار الى هذه المسالة علماء نفس معاصرونعديدون ومنهم بياجيه الذي يقول : تتعرض الفتاة في حوالي سن الحادية عشر ، التي تبدوفيها بوادر البلوغ لدى الفتيات ، لأزمات عديدة يمكن التخفيف من وطأتها والحد منآثارها السلبية من خلال التوجيه والإرشاد الصحيحين من قبل الأمهات والمربيات.
وبالطبع فإن أزمة المراهقة تبدأ لدى الفتيات وتنتهي قبلالفتيان بسنة
تقريبا ، ومن هنا يمكن القول إن الفتياتأسرع نضوجا من الفتيان من الناحية الفسيولوجية والعاطفية.
إن الإعداد التربوي المسبق للفتيات من شأنه أن يحول دون تعرضهنللأزمات النفسية الحادة في مراحل حياتهن الأخرى ، خصوصا أزمات المراهقة ، أعني أنهيجب على الآباء والأمهات أن يأخذوا بالحسبان أن بنتهم البالغة من العمر ستة أعواماليوم ، ستكون بعد خمسة أو ستة أعوام . فتاة مراهقة لها ما للنساء من مسائل ومشاكلوأن يستعدوا لذلك من الآن فصاعدا ويفكروا بما ينبغي القيام به في سبيل إستقبال هذهالمرحلة.
نعلم إن الطفل يبدأ في التمييز بين الأشياء فيحوالي سن السادسة ، ويشرع في التفكير المنطقي نسبيا في سن السابعة ، ويصل مرحلة فهموإستقبال البرهان والإستدلال في التاسعة من العمر ، ومن هنا تكون الظروف مؤاتية فيهذه الأثناء لنمو الشخصية فكريا وثقافيا وإجتماعيا ، وبإمكانها أن تميز الحسن منالقبيح من الأمور وتتخذ قرارات بشأنها عن وعي ودراية.
قدلا يستطيع الفتى أو الفتاة في هذه السن الإتيان بأدلة وبراهين لجميع المسائل وقديعجز أيضا عن إثبات قضية معينة من الناحية المنطقية ، الا أنه في وضع يتيح له فهموإدراك إستدلال الآخرين وهو المهم ، وإذا طرحت أمامه مسالة معقولة ومنطقية فإنهيدركها ويأخذ بها ، وهذه هي فرصة طيبة لأولياء الأمور ليمارسوا دورهم في إرشادوتوجيه الأبناء الى ما يربيهم ويوسع مداركهم في الحياة.
|
|
|
|
|