السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من الأخوة الأفاضل ، خاصّة العقائديين الكرام ، يعرفون أنّ البلاذري حجة معتمد بحسب القواعد ، لكن ، لا بأس بالتكرار لعموم الفائدة ، وإليكم مجموعة من القرائن كالآتي
الأولى : لم يجرحه أحد من القدماء والمتأخرين ، بل بالعكس كلّهم اعتمد عليه فيما شهد به واقع الحال ، وان لم يصرح أو ينص أحد على توثيقه .
الثانية : سبب عدم تصريح أهل النقد بتوثيقه مع أنّه ثقة ، مردّه إلى أنّه مؤرّخاً ، وهو لذلك خارج عن أغراضهم ؛ فلم يتعرضوا له بشيء مع انه ثبت معتمد ، فجل غرضهم هو الراوي في حديث النبي في العقائد والأحكام ، وما عداه في الأعم الأغلب لا .
الثالثة : قال الإمام الصفدي (=تلميذ ابن تيمية) ( في الوافي بالوفيات 8 : 155) ما نصّه :
وكان أحمد بن يحيى بن جابر عالماً ، فاضلاً ، شاعرا راوية نسابة ،متقناً ، وكان مع ذلك كثير الهجاء ... . انتهى بحروفه .
و هو ظاهر في التوثيق وإنْ لم يكن نصّاً فيه ؛ لأنّ لازم مجموع : عالماً فاضلاً متقناً ، أنّه ثقة ضبط ، وهو من اللازم غير المفارق ، كالزوجية للأربعة ؛ لاستحالة الاجتماع مع عدم الوثاقة ؛ إذ هل يوجد في الكون عالم فاضل متقن ، وهو ليس بثقة ؟!!!!.
الرابعة : أضف إلى ذلك قال الذهبي (في السير 16: 36 ) ما نصه : أحمد بن يحيى صاحب " التاريخ الكبير " حافظ أخباري علامة . وهي من ألفاظ المدح إجماعاً .
الخامسة : أضف إلى ذلك أيضاً قال ابن حجر (في مقدمة الفتح : 289) ما نصّه : وقال البلاذري الثبت أن الذي باشر قتله أبو برزة الأسلمي... .
السادسة : احتجاج كبار العلماء بمروياته ؛ على سبيل المثال : قال العسقلاني ابن حجر (في الإصابة 2 : 85 ) ما نصّه :
وروى البلاذري بإسناد لا بأس به أن حفص بن أبي العاص كان يحضر طعام عمر الحديث ... . وهو ظاهر في احتجاج ابن حجر به واعتماده عليه ، وهكذا غيره لو تتبعنا واستقصينا ، كابن النديم في تاريخ حلب وغيره ..
هذا وهناك قرائن أخرى لا تطيل بذكرها ؛ وإذن فزبدة القول هو أنّ البلاذري : عالم، ثبت، فاضل، متقن ، حافظ ، علاّمة، لم يقدح فيه أحد من الأولين والآخرين بما يوجب طعنه ، فأيّ شيء يريد الوهابيّة أكثر من هذا .
فائدة : وهي أحدى تعليقات الفاضل كتاب بلا عنوان ابقاه الله تعالى على الموضوع
اقتباس :
قال ابن الصلاح (في مقدمته 1 : 122 ) تحقيق نور الدين عتر ، طبع بيروت ، ما نصّه .
أما ألفاظ التعديل فعلى مراتب:
(الأولى): قال ابن أبي حاتم: إذا قيل للواحد إنّه ثقة أو متقن ، فهو ممن يحتج بحديثه .
قلت (=ابن الصلاح) : وكذا إذا قيل : ثبت أو حجة ، وكذا إذا قيل في العدل إنه حافظ أو ضابط .
علماء الضلال صححوا اسانيد فيها البلاذري والحديث الصحيح عندهم :
الموسوعة الفقهية الكويتية (ج26 / ص319) : عرف المحدثون الحديث الصحيح بأنه: ما اتصل سنده بنقل الثقة (وهو العدل الضابط عن مثله) من غير شذوذ ولا علة
قال النووي في شرح النووي على مسلم (ج1 / ص27) : فأما الصحيح فهو ما اتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة فهذا متفق على أنه صحيح فان اختل بعض هذه الشروط ففيه خلاف
قال ابو عبد الله الكافِيَجي في المختصر في علم الأثر ص113 : فالصحيح هو ما اتصل سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم عدل ضابط عن عدل مثله بلا شذوذ ضار ولا علة قادحة
وغيرهها في علوم الحديث لابن الصلاح (151ـ 173) ومحاسن الاصطلاح للبلقيني (151ـ173) والتقييد والايضاح للعراقي (6ـ 30)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم أستاذنا الكريم وشيخنا الفاضل الهــاد ,,,, أجدت فافدت
اقتباس :
سبب عدم تصريح أهل النقد بتوثيقه مع أنّه ثقة ، مردّه إلى أنّه مؤرّخاً ، وهو لذلك خارج عن أغراضهم ؛ فلم يتعرضوا له بشيء مع انه ثبت معتمد ، فجل غرضهم هو الراوي في حديث النبي في العقائد والأحكام ، وما عداه في الأعم الأغلب لا .
وهذا الامر الذي عقول شيوخ الضلال لا تستطيع استيعابه بان قصد ارباب الجرح والتعديل في اطلاق احكامهم على الرواة الذين ياخذون منهم مسائل الحلال والحرام بالدرجة الاولى وبالتبع المسائل العقديه
واما اذ اردنا ان نقيس على ارباب المصنفات الذين لم يروى الا النزر اليسر بطرق تحمل الروايه الموسومه في كتب الدراية لوجدت بان جل كبار علمائهم لم يوثق بنص صريح
وَکَانَ أَحْمد بن یحیى بن جَابر عَالما فَاضلا شَاعِرًا راویة نسّابة متقناً .....
الوافی بالوفیات،ج8،ص156 ط دار احیاء التراث
وکان أحمد بن یحیى بن جابر عالما فاضلا شاعرا راویة نسابة متقنا .....
معجم الادباء،ج2،ص531 ط دار الغرب الاسلامی
بلغنی أن البلاذری کان أدیبا روایة له کتب جیاد .....
تاریخ دمشق لابن عساکر،ج6،ص75 ط دار الفکر
قَالَ عبد الله بن أحمد بن أبی طاهر: والبلاذری بغدادی کاتب، شاعر راویةٌ، أحد البلغاء. کان جده جابر یکتب للخصیب بمصر. وله کتب جیاد.
تاریخ الاسلام،ج6،ص505 ط دار الغرب الاسلامی
وقیل أبو جعفر، وقیل أبو الحسن، البلاذری البغدادی الکاتب، کاتب، أدیب، شاعر، مصنف، له کتب حسنة (116- ظ) منها کتاب «أنساب الأشراف» وهو کتاب ممتع کثیر الفائدة والنفع ومات ولم یتمه؛ وکتاب «البلدان وفتوحها وأحکامها» وهو أیضا کتاب کثیر الفوائد.
بغیة الطلب فی تاریخ حلب،ج3،ص1219 ط دار الفکر
وله من الکتب: کتاب البلدان الصغیر. کتاب البلدان الکبیر ولم یتم. کتاب جمل أنساب الأشراف وهو کتابه المعروف بالمشهور.
فوات الوفیات،ج1،ص157 ط دار صادر
أما ألفاظ التعدیل فَعلى مراتب : الأولى: قال " ابنُ أبی حاتم ": إذا قیل للواحدِ إنه ثقةٌ أو مُتقِنٌ؛ فهو ممن یُحتَجُّ بحدیثِه.
مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح،ص307 ط دار المعارف
الفیة السیوطی فی علم الحدیث ت ماهر الفحل،ص58 ط دار الکتب العلمیة
المرتبة الثالثة: ثقة، أو ثبت، أو حجة، أو إمام، أو حافظ، أو متقن، أو عدل إلى نحو ذلک.
الوسیط فی علوم ومصطلح الحدیث،ص408 ط دار الفکر العربی
الثالثة: من أفرد بصفة: کثقة، أو متقن، أو ثبت، أو عدل.
المیسر فی علم تخریج الحدیث النبوی،ص50
ویعد البلاذری أبرز المؤرخین المسلمین بعد الطبری من حیث سعة المعلومات التی دونها والفترات التاریخیة التی غطاها، لکن کتابه (أنساب الأشراف) أحسن انتقاء للروایات وأنقى أسانید وأکثر اتفاقاً مع روایات أهل الثقة والصدق من تأریخ الطبری.
عصر الخلافة الراشدة،ص15 ط مکتبة العبیکان
وباستقراء مشایخ البلاذری نجد أغلبهم توفی قبل وفاة البلاذری بأکثر من عشرین عاماً تقریباً، مما یدل على أنه صنف کتابه قدیماً قبل مرضه، وبمقارنة روایاته بروایات غیره کابن سعد وخلیفة نجدها متفقة مع الروایات الحسنة والصحیحة التی أوردتها کتب السنة والتاریخ، لذلک فإذا حدث فی روایاته ضعف أو شذوذ فهو من قبل الرواة الذین نقل عنهم لا منه هو.
عصر الخلافة الراشدة،ص16 ط مکتبة العبیکان
وروى البلاذری بسند صحیح عن محمد بن سیرین قال .....
والبلاذری أحمد بن یحیى بن جابر بن داود المتوفى سنة 279هـ صاحب کتاب «أنساب الأشراف»، وهو وإن کان صدوقًا فی نفسه إلا أنه انفرد بذکر آثار وقصص فی ذم معاویة لا یتابَع علیها.
معاویة بن أبی سفیان أمیر المؤمنین وکاتب وحی النبی الأمین صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - کشف شبهات وردّ مفتریات،ص158 ط دار الخلفاء الراشدین
أقول : ما هناك دليل للرد علي الروايات التي وردت في كتاب أنساب الأشراف في ذم الناصبي المنافق معاوية بن أبي سفيان ومعاوية منافق ناصبي من أهل النار رغم أنف صاحب الكتاب - شحاتة محمد صقر - .