يتبع الطرح ، تدقيق وتفصيل لفهم : ( تسلسل الاحداث العلاماتية الحتمية الخمسة قبل القيام )
------------------------------------------------------------------------
لمّا تبين لنا بالدليل الروائي " حسب ما يظهر منه ونفهمه " ان حيثية خروج السفياني في شهر رجب هي حيثية علاماتية حتمية فيه .
فاننا امام امام محتملين
اولا : انّ السفياني له حتميتين واحدة خروجه في رجب ( كتوقيت خروج فقط ) والاخرى هو ذاته علامة حتمية بالاضافة الى توقيت خروجه الحتمي في رجب .
واما ثانيا : ان السفياني وتوقيت خروجه في رجب بالمجموع والتلازم الغير منفصل علامة حتمية . اي السفياني وخروجه في رجب سويتا علامة حتمية واحدة .
وأنا اذهب الى الفهم الاول من خلال فهم النصوص المتعددة في هذا الشان ، لانّ ال البيت ع ما بين مرة يجعلون خروجه في رجب حتمي كما مر ، ومرة يؤكدون ذالك الخروج في رجب بعبارة مؤكدة جداً ( عن أبي عبد الله أنه قال: السفياني لابد منه، ولا يخرج إلا في رجب.)
فأذا سلّمنا فرضا بالفهم الاول ، وأن السفياني له حتميتين ، الاولى توقيت خروجه في رجب ، والاخرى متعلقها السفياني نفسه .
فهنا لما اريد ان ادرس تسلسل العلامات الحتمية الخمسة قبل القيام ( وهي الصيحة والسفياني واليماني وقتل النفس الزكية والخسف ) .
فسيكون عندي علامتين حتميتين هما قتل النفس الزكية والخسف هما كما نعلم اخر الحتميات الخمسة تسلسلاً ،
فبقي قبلهما ثلاثة ، وهم : السفياني واليماني والصيحة ،،، وحيث ان السفياني افترضنا فيه حتميتان واحدة توقيت خروجه الحتمي في رجب والاخرى هو ذاته علامة حتمية ، فهنا ايضا سنكون امام محتملين .
الاول : ان يكون خروجه الحتمي في رجب ( اول الحتميتين فيه ) هو داخل ومقصود في علم الله تعالى والامام المعصوم ع كاول علامة حتمية من الحتميات الخمسة قبل القيام ، وهنا ستكون الصيحة هي الثانية واليماني ثالثة ( او يكون اليماني بعد السفياني وعلى اثره كما لعله قد يظنه البعض ) .
الثاني : ان يكون خروج السفياني الحتمي في رجب ليس هو المقصود في علم الله تعالى وعلم الامام المعصوم ع ، بل هو علامة حتمية غير الحتميات الخمسة رغم انّ نفس السفياني واحدة منها .
وهنا ستكون الصيحة الجبرائيلية / الظهور هي العلامة الحتمية الاولى من الحتميات الخمسة ثم السفياني فاليماني فقتل النفس الزكية فالخسف الذي يكون بعده القيام المبارك .
الان كيف ارجح بين هذين المحتملين الدقيقين ، هنا سأطرح استدلالي العلمي فيه ،
اقول ( وانتبه جيدا ) ، لمّا كان القيام المذكور في الروايات مسبوق بعلامات حتمية خمسة كما ورد في النصوص ،
فهنا نقول انّ نفس القيام لا يمكن افتراضه وتصوّره حتى يتم خروج الامام ع ( نعني حادثة الخروج في مكة / بيت الله في العاشر من محرم )
والخروج بدوره لا يمكن افتراضه وتصوّره حتى يتم الظهور .
والظهور لا يكون الا بالصيحة الجبرائيلية الاعجازية المعلنة له وذلك في ليلة ال 23 من شهر رمضان المبارك*
وهذا يعني ان القيام ( والعلامات الحتمية الخمسة القبلية ) ينتظر ولا يكون الا بتحقق الظهور ، وهذا يعني بانّ علامة الصيحة / الظهور هي اول العلامات الحتمية الخمسة .
فأذا تحقق الظهور / الصيحة جائت بعده الحتميات المتبقية قبل القيام نظاماً كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فلقد انقطع الخيط الرابط بالنداء . فتأمل .
ولذلك نحن دائما نؤكد على اهمية واساسية ومحورة علامة الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور في علامات الظهور
وهنا فالظهور بالصيحة ، والصيحة لاعلان الظهور ، وكل العلامات هي علامات لتوقع اقتراب تحقق الظهوربمعنى الظهور غاية العلامات ، والظهور بذاته سيكون علامة لما بعده ( كالخروج في محرم ، ومن ثم القيام بعد تحقق الخسف بجيش السفياني ) .