نستعرض لكم اولا الحقيقة القرآنية التي منها نستخلص يقينية هذا العداء المتمثل باليهود ومن يتحالف معهم
بسم الله الرحمن الرحيم
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُو - المائدة
هنا الاية الكريمة صريحة واضحة لا تحتاج تاويل في حق اليهود واتصافهم بانهم اشد اعداء الذين امنوا ، هم والذين اشركوا ووصل بهم اشراكهم على رفض الرسالة المحمدية الخاتمة واياتها وحجيتها وهم يعلمون ويجحدون .
واما الذين امنوا ، فحق المقصد وقت النزول هم رسول الله ص والذين امنوا به واتبعوه وسلّموا تسليما ، ولا يدخل فيهم المنافقون وان كان ظاهرهم الاسلام ، لان القران
ينطق بالحق ، والحق انّ المنافقين ليس مؤمنين.
وعنه يتفرع ان عنوان المؤمنين بعد النبي الاكرم ، هو من اصطفاه الله من ال البيت ع واتبعه المسلمين مؤمنين مسلمين ، فهؤلاء هم حقا من يصدق فيهم وصف القران الكريم بالمؤمنين ، واخر المصطفين الاخيار من ال البيت هو الامام الحجة ابن الحسن ع ومن اتبعه وامن به وسلّم تسليما.
بعد ان ثبتنا طرفي الايمان والكفر واهليهما بما اثبته القران من حقيقة ، واكدته متواتر الاحاديث النبوية الشريفة من مقام واحقية ال البيت ع.
فلنستشهد بطرف من وقائع تاريخ الرسالة المحمدية وحال اليهود ومن تحالف معهم لنظهر واقعهم المشهود ذالك الوقت مما وصل الينا نستظهره من حرب الاحزاب.
حرب الأحزاب خطة يهودية بالكامل
*لقد كانت حرب التحالف اليهودي العربي ضد الإسلام ! حيث تطورت علاقة قريش باليهود بعد بعثة النبي ص ، وكانوا يتراسلون ويلتقون ويتشاورون معهم فيما يفعلونه لقتل**النبي*ص وإطفاء نوره !
وعندما عجزت قريش عن تحقيق انتصار في بدر وأحد ، نشط اليهود على مدى سنتين يستنفرون قبائل العرب ويعقدون معهم التحالفات لحرب محمد******’ واستئصاله! وجاء رئيس حاخامتهم كعب بن الأشرف*الى مكة*في سبعين راكباً*(أسباب النزول للواحدي/103)**(فطافوا على وجوه قريش ودعوهم إلى حرب النبي*****’ .. قال أبو سفيان: مرحباً وأهلاً ، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد ! زاد في نص آخر قوله: ولكن لا نأمنكم إلا إن سجدتم لآلهتنا حتى نطمئن إليكم ! ففعلوا ! قال النفر: فأخرج خمسين رجلاً من بطون قريش كلها أنت فيهم ، وندخل نحن وأنت بين أستار الكعبة حتى نلصق أكبادنا بها ثم نحلف بالله جميعاً لايخذل بعضنا بعضاً ، ولتكونن كلمتنا واحدة على هذا الرجل ما بقي منا رجل ، ففعلوا فتحالفوا على ذلك وتعاقدو) !
ثم واصل اليهود جولتهم على العرب، (فخرجت اليهود حتى أتت غطفان ، وقيس عيلان(1)، وأخذت قريش في الجهاز وسيرت في العرب تدعوهم إلى نصرها ، وألبوا أحابيشهم ومن تبعهم ، ثم خرجت اليهود حتى جاؤوا بني سليم فوعدوهم يخرجون معهم إذا سارت قريش ، ثم ساروا في غطفان فجعلوا لهم تمر خيبر سنة وينصرونهم ويسيرون مع قريش إلى محمد إذا ساروا ، فأنعمت بذلك غطفان...وخرج بهم عيينة بن حصن على أشجع(قبيلة)*وذكر البعض أن كنانة بن أبي الحقيق جعل نصف تمر خيبر لغطفان في كل عام) !*(الصحيح من السيرة للسيد جعفر مرتضى:9/25) .
وحشد اليهود وقريش جيشاً كبيراً بلغ بضعة عشر ألفاً بقيادة أبي سفيان وغزوا المدينة وحاصروها في معركة الخندق ، وتحرك معهم اليهود وكانت حصونهم قرب المدينة ، فقام كبير حاخامتهم كعب بن الأشرف بنقض عهده مع**النبي*****’ ومزق صحيفته أمام اليهود وجمع رؤساءهم: الزبير بن باطا ، وشاس بن قيس ، وعزال بن ميمون ، وعقبة بن زيد ، وأعلمهم بما صنع من نقض العهد!( الصحيح من السيرة:8/41 ).*لكنهم مع ذلك جبنوا عن الخروج إلى المعركة فتصور أبو سفيان أنهم غدروا !
وبرز بطل قريش والعرب عمرو بن ود مع رفقاء له فعبروا الخندق وطلب المبارزة فخافه المسلمون ، وبرز اليه علي ع فقتله ثم برز له ابنه فقتله ! ففتَّ ذلك في عضد أبي سفيان والأحزاب وأرسل الله عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا(الأحزاب:9)*فوقع الإرتباك في معسكرهم وسارعوا بالإنسحاب والهزيمة !*(راجع جواهر التاريخ:2/19) .
***** انتهى*****
اقول: انظر كيف كان اليهود يدبرون ويترأسون الحرب على الرسول محمد ص ، وانظر كيف كان ابي سفيان قائد الحشد العسكري الذي يقاتل الرسول ص والمؤمنون ذالك الوقت وهذا شاهد من شواهد عديدة على هذا التحالف العدائي !
ويذكر لنا القران حقيقة اخرى متعلقة باليهود :
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون.
نزلت الاية اعلاه كما يروى في بنو النضير. وهي قبيلة *يهودية* كانت تسكن غرب شبه الجزيرة العربيةحتى القرن السابع الميلادي في*المدينة المنورة (يثرب). وبعد تخطيطهم مع*قريش*لغزو المدينة في غزوة الخندق، أمر الرسول محمد*صلى الله عليه وآله وسلم بإجلائهم من المدينة المنورة. وقد شاركو بعد ذلك في*غزوة خيبر
المهم فيها ان القران يظهر لنا حقيقة متعلقة بطريقة قتال اليهود ، وهي انهم لا يقاتلون الا في قرى محصنة او من وراء جدر.
طبعا وقت نزول النص مصداق هذه الحقيقة هي القلاع الحصينة وهي القرى المحصنة التي تمنع اليهود من بطش من يقاتلهم.
واما ال " جدر " فالجدار هو الحائط المعروف ومصداقه غير القرى المحصنة في وقت النزول لانه مسبوق ب" او" ولعل متعلق مصداقه ذالك الوقت غير ما يصدق من القلاع المتعارفة من قرى او مدن فيها جدران عالية تحميهم وتصد عنهم ، او اي حاجز مصنوع او طبيعي يصدق عليه انه جدار.
هذه الحقيقة وتفسيرها بمصاديقها وقت النزول ليست منحصرة بها ، ولها مصاديق تاويلية سوف نستعرضها في يهود اليوم واليهود الذين يقاتلون الامام الحجة ع في اخر الزمان وقت الظهور ولكن قبل ان نستعرض هذه الحقيقة القرانية ومصداقها الممكن في العصر الحاضر ،
نحاول ان نبين حقيقة متعلقة بال ابي سفيان ، ذالك الخط المنحرف المعادي لخط الرسالة والمستمر معها من اول بدايتها وحتى نهاية المطاف المتمثل بالظهور المبارك لبقية الله ع وكما في ابرواية التالية
عن الامام الصادق عليه السلام " حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن السياري عن الحكم بن سالم، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه قال: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله وقالوا: كذب الله. قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام. وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام "
اذن من الرواية اعلاه يتبين لنا هذا العداء المتاصل والمستمر للخط السفياني ، المحسوب ظاهرا على المسلمين في الخط المنحرف الداخلي ان صح التعبير .
وهذا اذا نضيفه للحقيقة القرانية التي اثبتها القران صراحتا ، بان اشد اعداء الذين امنوا هم اليهود والذين اشركوا.
فهنا نحن امام محصلة لجبهة خط الشيطان والمتمثلة بقيادة اليهود والذين اشركوا ويحمل لوائها ال بني سفيان في كل زمان . مقابلها خط الرحمن الذي هو متمثل بالرسول الاكرم ص وعترته الطاهرة من ال البيت ع واخرهم الامام المهدي ع ومن اتبعه من شيعته.
لذالك هذا السفياني الملعون الذي تحدثنا روايات الظهور عنه هو امتداد نسبي وعقائدي للخط المنحرف والمنتسب ظاهرا للاسلام.
وخروجه وحربه للامام ع سيكون نفس امتداد خروج اليهود زمن الرسول ص وتجميع قوى الكفر والانحراف تدعمها وتجعلها راس الحربة الموجهة للظهور المقدس للامام الحجة ع. وسيكون السفياني قائد جيش الكفر من الداخل والمدعوم من اليهود والذين اشركوا
السفياني سيكون في حلف خط الشيطان ، وهو لعله مدعوم من اليهود والغرب( ياتي متنصرا في عنقه الصليب/ المعنى) كما هو شانهم في تاريخهم السابق. او على الاقل مشترك مع اليهود في وحدة العدو الذي هو خط الامام الحجة ع. ولقد سمعنا من الحركات التكفيرية ان الشيعة الرافضة هم عدوهم الاول والاهم قياسا باسرائيل ، بل ان بعضهم لا يمانع التحالف مع اليهود لتحقيق النصر في سوريا ضد حكم بشار الاسد.واخيرا شاهدنا اكراد العراق بعضهم يصلي على العلم الاسرائيلي لمجرد دعم قرار استقلالهم. ومن هذا فلا غرابة في اهمية التحالف والتعاون المشترك بين منحرفي الدين الذي سوف يمثلهم السفياني وخطه مع خط اشد الاعداء للذين آمنوا وهم اليهود والذين اشركوا( الصهيوامريكية)
تحدثنا الروايا بالاضافة الى ما فهمناه واستنتجناه ان الناس وخاصة بعد صيحة الظهور وحتى القيام سوف تتطرف الى قطبين لا ثالث لهما خط الرحمن وخط الشيطان ، لان السماء تبلغ الناس جميعا وهم في خضم صراعاتهم( ان امامكم الحجة ابن الحسن فاسمعوا له واطيعوا) ويصل الامر حتى بابليس ان يتدخل ( صيحته في ان الحق في عثمان وشيعته) لصالح الخط العقائدي المنحرف والذي يكون السفياني اهم اقطابه .
نرجع الان الى الحقائق القرانية المتعلقة باليهود والذين اشركوا - والتحالف التاريخي مع الخط السفياني كما بينه الامام الصادق ع
علمنا سابقا وقت التنزيل ان اليهود والمشركين اشد الاعداء لخط الرسالة المحمدية الخاتمة كان لهم ميزة في القتال والحرب وهي التي يقول عنها القران ( لا يقاتلوكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر ) .
عصر القلاع والجدر انتهى الان بمصداق الماضي وقت النزول .
لكن الحقيقة القرانية باقية بمصداقها العصري المناسب . فاحفظ هذا جيدا !!!
الان لو تفحصنا في عصرنا المشهود اليهود ومصداقهم الواقعي هو الدولة اليهودية ( الصهيونية ) التي احتلت ارض فلسطين بمساعدة الغرب ( الذين اشركوا )
هناك مصداقين ممكنين جدا لا على سبيل الحصر بل المثال
الاول مصداق ( جدر ) الجدار او الحائط - هو الجدار العنصري الذي بنته الدولة اليهودية لتعزل نفسها عن ما بقى من الاراضي الفلسطينية وهو له منافع متعددة اهمها حاجز وقائي و فرض واقع لما تحتله مما اغتصبته من ارض فلسطين .
الثاني ( قرى محصنة ) كالقلاع . وهذا مصداقه الحاضر هو نظام القبة الحديدية .
القبة الحديدية (بالعبرية:כיפת ברזל) نظام دفاع جويبالصواريخ ذات القواعد المتحركة، طورته شركة رافئيل لأنظمة الدفاع المتقدمة والهدف منه هو اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية. في شهر فبراير من عام 2007 اختار وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتز نظام القبة الحديدية كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن إسرائيل.[2], منذ ذلك الحين بدأ تطور النظام الذي بلغت كلفته 210 مليون دولار بالتعاون مع جيش الدفاع الإسرائيلي وقد دخل الخدمة في منتصف عام 2011 م.
طبعا لعله يستشكل البعض من ان هذا قد يكون تطويع اكثر منه مصداق . ولكن التامل والتدقيق في الحقيقة القرانية تعكس لنا طريقة تفكير اليهود وانعكاسها في الواقع العملي بما يناسب العصر والضرف . وحيث انه مصداق فكل ما يحقق الغاية يدخل فيه بلا حصر .
[COLOR=Blue]واما ما يتعلق بدورهم وعلاقتهم بالسفياني اخر الزمان فهذا ايضا حقيقة مستنتجة من يقينيات قرانية وروائية ذكرناها سابقا . ولعله يمكن القول ان السفياني سيكون حامل لواء جيش خط الشيطان الذي يتراسه اليهود والذين اشركوا . ولعله يراد منه ومن دعمه ان يكون الذراع الضارب لحركة الظهور ويكون جبهة دفاعية امام دولة اليهود من خطر الامام الحجة ع ( وهذا بالمنطق العسكري جدار واقي ولعله مصداق للجدار القراني ايضا فتامل )
واما مصداق الذين اشركوا والذين هم تاتي مرتبتهم بعد اليهود . ففي عصرنا المشهود قد لا يحتاج عناء في تشخيصه . واختصارا فهم الغرب وعلى راسهم اليوم امريكا اكبر قوى الكفر المعادية لخط الرحمن . وهم شركاء وحلفاء ولعل مصطلح الصهيوامريكية تعبير دقيق لكشف هذه الحقيقة
بعد هذا نطرح سؤال مهم ومعقول
وهو هل ان اليهود والذين اشركوا - اشد اعداء الذين امنوا والذين هم على راس خط الشيطان مستعدين ومتحضرين دائما لعدوهم الغائب المنتظر ام ستكون ردت فعلهم انية تلقائية - ماذا تستشعرون مما جرى ويجري في منطقة الظهور وما لديكم من معلومات .
هذا اتركه للاخوة المتابعين . في التفكر والحوار فيه
والسلام عليكم
الباحث الطائي
-----------------------
(1) : قيس عيلان- اردنا من تلوينها بالاحمر والاشارة اليها هنا لما لها من علاقة ذكرت في معركة قرقيسيا ، والتي ذكر فيها ان" قيس" تهلك فيها ولا تدعى لها داعية. ولكن يظهر انهم تحالفهم مع الاتراك ضد السفياني كما يراه الكثير. والله اعلم
اليهود والسفيانيين ، اعداء محمد ص وال بيت محمد ع
العرض العادي
