بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اقترن اسمها في تاريخنا والتاريخ الانساني بماساة فاجعة هي ماساة اجمع المؤرخون على انها كانت احدى المعارك الحاسمة في التاريخ الاسلامي بل عدوها الطور الحاسم الذي ثبت التشيع ومكن له كمذهب... الذي صبغ تاريخنا السياسي والمذهبي بتلك الصبغة الدامية.
وقد ظهرت السيدة زينب كبطلة لواقعة كربلاء وهي تثور للضحايا شهداء الذين تركوا في العراء اشلاءا مبعثرة تنهشها الطيور والوحوش... وقد برز دورها الحقيقي بعد انتهاء المعركة... اذ كان عليها ان تحمي السبايا من الهاشميات اللاتي فقدن الرجال وان تناضل مستميتة عن غلام مريض(زين العابدين) الذي كاد ان يذبحه الاوغاد لولاها! فتفنى يومئذ سلالة الامام(ع)
السيدة زينب عليها السلام لم تعش طويلا بعد الفاجعة لان ماكابدته من محن و آلام لايحتمل او يطاق لكنها استطاعت في تلك الفترة القصيرة ان تشعل في نفوس المسلمين الشيعة حزنا مستعرا لم يخمد لهيبه حتى اليوم وان ترهق الذين خذلوا اهل البيت عليهم السلام جميعا بوخز الحسرة والندم وان تجعل التكفير عن خطيئتهم ميراثا رهيبا مقدسا يتوارثونه يتوارثونه جيلا بعد جيل... لقد بقي صوتها يدوي في اذانهم ويملا الفضاء من حولهم مذكرا اياهم بجريمتهم النكراء
لقد وقفت السيدة زينب على جثث الشهداء الطاهرة وهي تصيح باهل الكوفة الذين بكو لما رأوا موكب الاسرى من بنات الرسول (ص):
اتبكون؟ فلا سكنت العبرة!
وقد استجابت السماء فلم تسكن للقوم عبرة!
هذه هي بطلة كربلاء عقيلة بني هاشم استطاعت ان تثار لاخيها الشهيد العظيم الامام الحسين عليه السلام وان تسلط معاول الهدم على دولة بني امية وان تغير مجرى التاريخ