|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 20228
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 3,427
|
بمعدل : 0.57 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كربلائية حسينية
المنتدى :
منتدى الشبهات والردود
بتاريخ : 20-11-2014 الساعة : 02:37 AM
بسمه تعالى
تكلمة لاتمام الحجة على الخصم و عدم ترك أي ذريعة له للتمسك بهذه الروايات الضعيفة و التي لا يحتج بها نضع بين أيدي الموالين الأكارم تعليق المجلسي على الرويات التي تم ذكرها في بحار الأنوار كما نورد أقوال بعض علمائنا الأعلام بخصوص مسألة سحر النبي ( ص و آله ) المزعومة ...
على بركة الرحمن نبدأ ...
قصة خبر سحر النبي (ص و آله ) في مصادر الشيعة ذكرها العلامة المجلسي في (بحار الأنوار ) في عدة موارد منها ما في الجزء 63 باب تأثير السحر والعين .
فنقلها أولا عن تفسير فرات الكوفي عن عبدالرحمن بن محمد العلوي و محمد بن عمرو الخراز عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن عيسى بن محمد عن جده عن أمير المؤمنين (ع) قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبدالله اليهودية رسول الله (ص) ...
وعلق العلامة المجلسي على الرواية بقوله : " قد مر الكلام في تأثير السحر في الأنبياء والأئمة وأن المشهور عدمه " بحار الأنوار ج63 ص 22 .
ولكن السند في المطبوع من تفسير فرات هو التالي قال : " فرات بن إبراهيم الكوفي قال حدثنا محمد بن عبدالله بن عمرو الخراز قال حدثنا إبراهيم – يعني بن محمد بن ميمون – عن عيسى يعني ابن محمد عن أبيه عن جده " تفسير فرات الكوفي ص 619
ونقلها ثانية عن كتاب ( دعائم الإسلام ) للقاضي نعمان بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي (ع) بحار الأنوار ج63 ص 23 .
ونقلها ثالثا عن كتاب ( طب الأئمة ) عن محمد بن جعفر البرسي عن أحمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبدالله (ع) قال أميرالمؤمنين (ع) : إن جبرئيل أتى النبي (ص) وقال : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلانا اليهودي سحرك ... ... " بحار الأنوار ج63 ص 23
ورواه مرة أخرى عن المصدر السابق مرسلا قال : وعن أبي عبدالله الصادق (ع) أنه سئل عن المعوذتين ...بحار الأنوار ج63 ص 24 .
ونقل الخبر الأخير الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ص 413 ) ، والظاهر إن النقل عن نفس المصدر .
قيمة الروايات ومصادرها
الرواية الأولى نقلت عن تفسير فرات ، قال العلامة المجلسي عن الكتاب : " وتفسير فرات وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا قدح ، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به " بحار الأنوار ج2 ص 37 .
وقال محقق الطبعة الحديثة لتفسير فرات : " وربما كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيديا أو كان متعاطفا معهم ومخالطا إياهم و متمايلا إليهم على الأقل كما يبدو واضحا لمن يلاحظ في الكتاب مشايخه وأسانيده وأحاديثه فهو أشبه ما يكون بكتب الزيدية ، وليس فيه نص على الائمة الاثنى عشر وإن كان مكثرا في الرواية عن الصادقين ... " (تفسير فرات ، المقدمة ص 11)
والسند كما علمت مضطرب بالإضافة إلي أن جلهم بل كلهم مجاهيل .
==========================
وأما الرواية الثانية فهي منقولة من كتاب ( دعائم الإسلام ) للقاضي نعمان بن محمد .
قال السيد الخوئي في كتابه ( معجم رجال الحديث ) :
" وقال الشيخ صاحب الجواهر ( قدس الله نفسه ) في مسألة من فاتته صلوات متعددة بأن دعائم الإسلام مطعون فيه وفي صاحبه انتهى ، أقول أن كتاب ( دعائم الإسلام ) فيه من الفروع على خلاف مذهب الإمامية قد ذكر جملة منها في ذيل محاضراتنا في الفقه الجعفري ومع ذلك فقد بالغ شيخنا المحدث النوري ( قدس الله نفسه ) في اعتبار الرجل أنه كان من الإمامية الحقة فهو لم يثبت ، فالرجل مجهول الحال وعلى تقدير الثبوت فكتابه ( دعائم الإسلام ) غير معتبر لأن رواياته كلها مرسلة " معجم رجال الحديث ج19 ص 169 .
ومن الواضح أن الرواية مورد البحث مرسلة إذ يقول مؤلف الكتاب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ، فلا اعتبار لها أبدا .
====================
وأما الروايتين الأخيرتين فهي عن كتاب ( طب الأئمة ) وقد ألحق بالأول نص رواية البخاري بصيغة ( ويروى ) .
وأما الكتاب نفسه فقد قال عنه العلامة المجلسي :
" وكتاب طب الأئمة من الكتب المشهورة لكنه ليس في درجة سائر الكتب لجهالة مؤلفه ، ولا يضر ذلك إذ قليل منه يتعلق بالأحكام الفرعية وفي الأدوية والأدعية لا نحتاج إلى الأسانيد القوية " بحار الأنوار ج2 ص30
لكن الظاهر من الشيخ الطهراني وغيره نسبة الكتاب إلى ابنا بسطام قال في ( الذريعة ) : " من جمع الأخوين أبي عتاب والحسين ابني بسطام بن شابور الزيات " الذريعة ج15 ص139 .
عموما الرواية الثانية في الكتاب مرسلة لا سند لها إلى الإمام الصادق (ع) ،
وأما الأولى فهي لا تدل إلا على إن لبيد سحر النبي (ص) ولم تصرح بأنه أفلح في التأثير ، بل هي أوضح في عدم تأثير السحر به (ص) بسبب إبلاغه بالأمر .
فضلا عن ذلك فالسند فيه جهالة محمد بن جعفر البرسي وكذا أحمد بن يحيى الأرمني ،
وأما محمد بن سنان فقد قال عنه النجاشي : " وهو رجل ضعيف جدا لا يعول عليه ولا يلتفت إلى ما تفرد به " فهرست النجاشي ص 328 .
وقال عنه الشيخ : " محمد بن سنان له كتب وقد طعن عليه وضعف ...
وله كتاب النوادر وجميع ما رواه إلا كان فيها من تخليط أو غلو "فهرست الشيخ ص 143 .
هذا حال الروايات ، وإليك فيما يلي رأي علماء الطائفة :
رأي علماء الشيعة في الأمر
قال الشيخ الطوسي في ( التبيان ) : " ولا يجوز أن يكون النبي (ص) سحر على ما رواه القصاص الجهال ، لأن من يوصف بأنه مسحور فقد خبل عقله ، وقد أنكر الله تعالى ذلك في قوله تعالى ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ) ، ولكن يجوز أن يكون بعض اليهود اجتهد في ذلك فلم يقدر عليه
فأطلع الله نبيه على ما فعله حتى استخرج ما فعلوه من التمويه ، وكان دلالة على صدقه ومعجزة له " التبيان في تفسير القرآن ج10 ص 434 .
نعم رد العلامة الطباطبائي في ( الميزان ) هذا الاستدلال بصورته المطلقة حينما قال : " وما استشكل بعضهم في مضمون الروايات أن النبي (ص) كان مصونا من تأثير السحر كيف ؟ وقد قال الله تعالى ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ) ، يدفعه أن مرادهم بالمسحور والمجنون بفساد العقل بالسحر ، وأما تأثره عن السحر بمرض يصيبه في بدنه ونحوه فلا دليل على مصونيبته منه " الميزان ج20 ص 393
فكلامه وإن كان صحيحا في نفسه ، ولكن المشكلة أن الروايات التي ذكرت سحر النبي محمد (ص) تحدثت عن أن السحر أثر في وعيه وإدراكه بحيث كان يتخيل له أنه يأتي المرأة ولم يكن قد أتاها ، فمضمون الروايات هو فساد العقل والإدراك بسبب السحر ، ولذا يجب ردها والاستدلال بالآية تام على ذلك .
ونقل الخبر المجلسي في الجزء 18 عن ( طب الأئمة ) ثم قال بعدها :
" المشهور بين الإمامية عدم تأثير السحر في الأنبياء والأئمة (ع) وأولوا بعض الأخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها .
وقال الطبرسي رحمه الله : روي أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله (ص) ثم دس ذلك في بئر لبني زريق ...
ورووا ذلك عن عائشة وابن عباس ، وهذا لا يجوز لأن من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله ، وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله :
( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا ).
ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته على ما يروى اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه واطلع الله نبيه (ص) على ما فعلوه حتى استخرج وكان ذلك دلالة على صدقه
(ع) وكيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم ، ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا من المؤمنين مع شدة عداوتهم لهم ... "بحار الأنوار ج 18 ص70
وقد ذكر المجلسي رأيه بشيء من التفصيل في الجزء 63 قال :
" وأما تأثير السحر في النبي والإمام صلوات الله عليهما فالظاهر عدم وقوعه وإن لم يقم برهان على امتناعه إذا لم ينته إلى حد يخل بغرض البعثة كالتخبط والتخليط فإنه إذا كان الله سبحانه أقدر الكفار لمصالح التكليف على حبس الأنبياء والأوصياء (ع) وضربهم وجرحهم وقتلهم بأشنع الوجوه فأي استحالة على أن يقدروا على فعل يؤثر فيهم همّا ومرضا ؟! لكن لما عرفت أن السحر يندفع بالعوذات والآيات والتوكل وهم عليهم السلام معادن جميع ذلك فتأثيره فيهم مستبعد ، والأخبار الواردة في ذلك أكثرها عامية أو ضعيفة ومعارضة بمثلها ، فيشكل التعويل عليها في إثبات مثل ذلك "بحار الأنوار ج63 ص 41
ثم نقل العلامة المجلسي رأي أبي جعفر الاسترابادي – يظهر من ابن حجر إنه من علماء الشافعية - في سحر اليهودي النبي (ص) حيث قال : " وهذه أخبار آحاد لا يعمل عليها في هذا المعنى ، وقد روي عن عائشة أنها قالت : سحر رسول الله (ص) في عمل فيه السحر ، وهذا معارض ذلك " بحار الأنوار ج63 ص 28 .
ونقل قول العلامة في ( المنتهى ) : " وقد روى الجمهور عن عائشة أن النبي (ص) سحر حتى يرى أنه يفعل الشيء ولا يفعله … رواه البخاري …
وهذا القول عندي باطل والروايات ضعيفة خصوصا رواية عائشة لاستحالة تطرق السحر إلى الأنبياء عليهم السلام " بحار الأنوار ج63 ص 30 .
ونقل في الجزء 38 ما رواه ابن شهراشوب في ( المناقب ) قال : " المفسرون في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) أنه لما سحر النبي (ص) لبيد بن أعصم اليهودي ... ... إن صح هذا الخبر فليتأول وإلا فليطرح "بحار الأنوار ج 38 ص 302- 303
الاستدلال بما حدث لموسى (ع)
ويحاول البعض الاستدلال بقوله تعالى ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) طه / 66، بتقرير إن الآية تصرح بتأثر موسى بسحرهم .
فنقول إن الذي نمنعه ويمنعه علماؤنا هو التأثير العقلي على النبي بمعنى أن يتخيل أمور لم يفعلها ، وأما أن عينه كعين غيره من الناس تتأثر بقوانين الطبيعة ، فيتخيل إليه إن العصا التي في الماء مكسورة كما يتخيل لنا ، فهذا أمر لا نمنع وقوعه للنبي ، ولكن النبي لوعيه يلتفت إلى أنها صحيحة غير مكسور ، وإن الكسر مجرد تخيل ، لا أن يعتقد أنها مكسور حقيقة كما نسبوا إلى رسول الله (ص) في أمر سحره ، ولم يكن ما فعله سحرة فرعون إلا بعض الألعاب الفيزيائية التي يتخيل معها الناظر أن الحبال والعصي تتحرك .
قال ابن كثير في تفسيره : " وذلك أنهم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها ، وإنما كانت حيلة "تفسير ابن كثير ج3 ص166
وقال الشيخ الطوسي في ( التبيان ) : " وإنما قيل يخيل لأنها لم تكن تسعى حقيقة وإنما تحركت لأنه قيل إنه كان جعل داخلها زئبق ، فلما حميت الشمس طلب الزئبق الصعود فتحركت العصي والحبال ، فظن موسى أنها تسعى " التبيان في تفسير القرآن ج7 ص186
وقال ابن حجر في ( الفتح ) : " وقوله تعالى ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )هذه الآية عمدة من زعم أن السحر إنما هو تخييل ، ولا حجة له بها لأن هذه وردت في قصة سحرة فرعون ، وكان سحرهم كذلك ، قال أبو بكر الرازي في ( الأحكام ) : أخبر الله تعالى أن الذي ظنه موسى من إنها تسعى لم يكن سعيا وإنما كان تخييلا وذلك إن عصيهم كانت مجوفة قد ملئت زئبقا ... "فتح الباري ج10 ص 225
انتهى ................................
|
|
|
|
|