المهدي عليه السلام من وُلد فاطمة عليها السلام :
ورد في روايات الفريقين العامة والخاصّة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (المهدي من عترتي من وُلد فاطمة).(1)
وروي عن الإمام الحسين عليه السلام أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: (أبشري يا فاطمة، فإنّ المهدي منك).(2)
وجاء في حديث اللوح المشهور: (... وأعطيتُك يا محمّد مَن اُخرج من صُلبه (يعني عليّاً) أحد عشر مهديّاً، كلّهم من ذريّتك من البِكر البتول، آخر رجلٍ منهم اُنجي به من الهلكة...).(3)
المهدي عليه السلام في بيان الزهراء عليها السلام :
يقول محمود بن الوليد: لمّا توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت فاطمة عليها السلام تأتي قبور الشهداء وتأتي قبر حمزة وتبكي... قلتُ: يا سيدة النسوان! قد _ واللهِ _ قطّعتِ نياط قلبي من بكائك. فقالت: يا أبا عمرو! لحقٌّ لي البكاء؛ فلقد اُصبت بخير الآباء رسول الله، واشوقاه إلى رسول الله.
قلتُ: هل نصّ رسول الله على عليّ بالإمامة؟ قالت: واعجباً! أنسيتم يوم غدير خم؟ قلت: قد كان ذلك؛ لكن أخبريني بما أشير إليك. قالت: أُشهد الله تعالى لقد سمعته يقول: عليّ خير من أخلّفه فيكم، وهو الإمام والخليفة بعدي، وسبطاي وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار؛ لئن اتّبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين؛ ولئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة. قلت: يا سيدتي! فما باله قعد عن حقه؟ قالت: يا أبا عمرو! لقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : مثل الامام مثل الكعبة؛ إذ تُؤتى ولا تأتي. ثم قالت: أما والله لو تركوا الحق على أهله واتّبعوا عترة نبيّه لما اختلف في الله اثنان، ولورثها سلف عن سلف وخلف بعد خلف، حتّى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين...(4)
المهدي عليه السلام في صحيفة الزهراء عليها السلام :
حديث اللوح والصحيفة حديث مفصّل رواه الشيخ الصدوق في كتابه (كمال الدين) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، جاء فيه:
(... فقال جابر: أشهد بالله أني دخلت على أمّك فاطمة في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أهنّئها بولادة الحسين؛ فرأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أنّه زمرد؛ ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه نور الشمس؛ فقلت لها: بأبي وأمي يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله جل جلاله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الأوصياء من وُلدي؛ فأعطانيه أبي ليبشّرني بذلك. قال جابر: فأعطتنيه أمك فاطمة، فقرأتُه وانتسختُه...:
بسم الله الرحمن الرحيم؛ هذا كتاب من الله العزيز (الحكيم) لمحمد نوره وسفيره وحجابه... إنّي لم أبعث نبياً فأكملتُ أيّامه وانقضت مدته إلاّ جعلتُ له وصيّاً؛ وإنّي فضّلتك على الأنبياء، وفضّلت وصيّك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك حسن وحسين؛ فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه، وجعلت حسيناً خازن وحيي وأكرمته بالشهادة... بعترته أُثيب وأعاقب؛ أوّلهم (علي) سيّد العابدين و... وابنه شبيه جدّه المحمود محمّد الباقر لعلمي... سيهلك المرتابون في جعفر... وانتجبت بعده موسى... إن المكذّب بالثامن مكذّب بجميع أوليائي... حق القول منّي لأقرنّ عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده... وأختم بالسعادة لابنه علي وليه وناصري... وأُخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيّوب).(5)
الهوامش
(1) يوم الخلاص 1:72، نقلاً عن البيان: 63، وعيون الأخبار 2: 130؛ سنن ابن ماجة 4: 151.
(2) من هو المهدي عليه السلام : 90 نقلاً عن عشرة من مصادر العامّة.
(3) يوم الخلاص 1: 77، نقلاً عن أكثر من عشرة مصادر.
(4) بحار الأنوار 36: 352، ح224.
(5) وقد أوردنا مورد الحاجة من الحديث المفصل أنظر كمال الدين 1: باب 27 و28.
الموضوع مقتبس من بحث ترجمه الاستاذ رحيم مبارك عنوانه
(فاطمة الزهراء والمهدي المنتظر الامتداد والتجلي)