اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم
انه لقران كريم ، في كتاب مكنون ، لا يَــمَــسّــهُ إلا الـمُــطَــهَـّـرونْ.
اقول : المُطَهَر بفتح الهاء ، يفهم من تحريكها ومعناها انه من اصبح طاهرا بفعل غيره.
اي كمثال ، لمّا نقول هذا الثوب مُطهَّر بمعنى قدر طهره ما هو غيره فاصبح طاهرا بعد تطهيره
والمُـطَـهِـر ، بكسر الهاء ، هو من له القدرة على التطهير( وهو بالتاكيد طاهر/ كامل بذاته حتى يستطيع تطهير غيره) .
نقول هذا الدواء مُـطَـهِـر للجروح ، اي له قابلية وقدرة تطهيرها من الجراثيم وجعلها طاهِـرة ، فان تطهرت به فهي ستكون مُـطَـهَّـرة.
وقد يكون من يصدق عليه وصف الطهر والطهارة من له القدرة على تطهير نفسه بنفسه لا بغيره ، كما في قوله تعالى
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }
حيث ان المتطهرين" بكسر الهاء " هم من يكثرون تطهير انفسهم بانفسهم.
لذالك مما سبق يظهر لنا إنّ الـمُــطَــهَـّـرونْ في قوله تعالى لا يمسه الا المطهرون ، من نوع التطهير للمُطهَر لا ذاتيا بنفسه ، بل خارجيا بفعل اخر.
بينما مثال الْمُتَطَهِّرِينَ في قوله تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، هي من يتطهر وله قابلية اداء ذالك بنفسه. كالمتوضئ ومن ياتي بانواع الغُسل الشرعية والمستحبة.
بقي متعلق معنى الطهارة له مستويين
فمنها مادي محسوس ظاهري مشهود كما في مصاديق كل انواع الطاهرة والتطهير ، كتطهير الجسم من الاوساخ او النجاسات الظاهرية لا المعنوية ، وتطهير الثوب الملبوس من الاوساخ ، او تطهيره من النجاسات.
او تطهير المعقم للجروح او الاجهزة. وغيرها كثيرا.
ومن انواع الطهارة والتطهير هو المعنوي ، كطهارة القلوب من الاخلاق والصفات الرذيلة كالحسد والغل . وطهارة الانفس من الارجاس المعنوية، وآثار الذنوب عموما هي طهارة معنوية/ باطنية.
الاية محل البحث إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم* ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ، لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ
يظهر منها ولحيثية تعلق مس الْمُطَهَّرُونَ بالكتاب المَكْنُونٍ الذي هو اعلى مراتب وجود القران الكريم في عالم الامكان.
اقول لهذه الحيثية ، فان الْمُطَهَّرُون هي من النوع المعنوي حتما ،
وحيث ان الْمُطَهَّرُون كما بينا سابقا ، هم من تولى غيرهم تطهيرهم فاصبحوا مُطَهَّرُون .
فهنا نسال من هم هؤلاء . ومن الذي تولى تطهيرهم فاصبحوا بمقام نيل ما في الكتاب المكنون/ المحفوظ.
بالتاكيد يجاوب القران على هذا :
{إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً }
وانّما في مقدمة الاية تفيد الحصر ، ومن خُص باذهاب الرجس عنهم هم اهل بيت النبي ، ومن تولى هذا الامر هو الله تعالى. فتامل
ومعلوم عند مذهب اتباع ال البيت ع أنّ اية التطهير نزلت واختصّت بالمعصومين من ال بيت النبي عليه وعليهم السلام ، ولا اريد الدخول في طرق اثباته وهو معلوم بالعموم عن شيعة ال البيت ع ، ولكن كان محل الطرح والشرح ما هو متعلق بفهم كلم ( الْمُطَهَّرُون ) في اية ( انه لقران كريم ، في كتاب مكنون ، لا يَــمَــسّــهُ إلا الـمُــطَــهَـّـرونْ. ) ، كتدقيق جديد معمق فيها ، والله اعلم