ولد السيّد المدرّس حوالي عام 1287 هـ بمدينة إصفهان .
دراسته :
واصل دراسته في مدينة إصفهان ، وبعد حركة التنباك ( التبغ ) سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته ، وبعد سبع سنوات عاد إلى إصفهان ، وأخذ يدرِّس الفقه والأُصول ، ثمّ ذهب إلى العاصمة طهران ، واستمر يلقي دروسه في مدرسة سبهسالار .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ عبد العلي النحوي .
2ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي .
3ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
مواقفه الجهادية :
لمّا أُعلنت حركة المشروطة ( الدستورية ) في إيران ، اشترط علماء الدين على حكومة رضا خان تأييد المذهب الجعفري وحمايته ، وكان وجود جملة من علماء الدين أعضاء في المجلس النيابي الإيراني ، بقصد حماية الشريعة الإسلامية ، ومراقبة باقي الأعضاء لئلا يحيدوا عنها .
وكان من بينهم السيّد المدرس ، الذي دخل المجلس النيابي بتوصيات من علماء النجف الأشرف ، واشترك في دورته الثانية ، وظل يدافع عن أفكاره الإسلامية إلى آخر عمره الشريف ، ووقف بوجه مخطّطات رضا خان ووصفها بالخيانة والعمالة للاستعمار ، وفي إحدى المرّات قال لرضا خان : ( أنت إنسان همجي ، ما شأنك وشأن السياسة ، اذهب وفتّش عن عمل يناسبك ) .
وقد حاول نظام رضا خان اغتياله عندما كان في إصفهان ، لكن المحاولة باءت بالفشل ، وفي المرّة الأُخرى التي حاول النظام اغتياله ، وهي عندما جاء لغرض التدريس في مدرسة سبهسالار في العاصمة طهران ، حيث هاجمته مجموعة مكوَّنة من عشرة أشخاص ، وأخذوا يطلقون النار عليه من كل جانب ، فلم تصبه إلاّ أربع رصاصات ، ثلاث في اليد اليسرى والرابعة في اليد اليمنى ، لكن الإرادة الإلهية شاءت بقاءه ، إذ لم تكن الإصابات قاتلة .
قبس من أقواله :
1ـ نحن أصحاب الدار ، وصاحب الدار أعلم بما فيه ، اتركونا نشخّص صلاحنا وفسادنا .
2ـ ليس من اللائق أن نترك ونُعرض عن حرّيتنا واستقلالنا الذي أقررناه ووقعناه بأيدينا .
3ـ إنّ أصل سياستنا هو ديننا ، نحن أصدقاء مع الدول الأُخرى المجاورة وغير المجاورة ، وكل من يتعرّض لنا نتعرّض له ، كما تُدين تُدان .
4ـ اختلافي مع رضا خان ليس اختلاف التاج مع العمامة ، أنا في خلاف مع الأساس الذي قام عليه النظام .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الإمام الخميني : كان المرحوم آية الله المدرس من الأشخاص الذين وقفوا بوجه الظلم والاستبداد - ظلم واستبداد رضا خان - أيّام كان نائباً في مجلس النوّاب .
2ـ قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : كان عالماً ، فاضلاً ، جريئاً ، شجاعاً ، مقداماً ، حتّى أنّه لشدّة شجاعته نسب إلى التهوّر .
شهادته :
في عام 1347 هـ أبعده نظام رضا خان إلى خراسان ثمّ اعتقله ، وبقي هناك إلى عام 1356 هـ ، ثمّ نقلوه إلى سبحن في مدينة كاشمر في جنوب خراسان ، ومنعت عنه الزيارة والمراسلة ، وأصدر رضا خان في نفس السنة التي نقلوا فيها السيّد المدرّس ( قدس سره ) إلى سجن كاشمر أمراً بقتله ، فدُسَّ له السُم ، فقضى شهيداً في الثامن والعشرين من شهر رمضان 1356 هـ ، ودفن بمدينة كاشمر في إيران ، وقبره معروف يزار .