بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الرياء جلي وخفي، والجلي: ما يبعث على العمل لولا قصد الثواب والخفي: ما لا يبعثه بمجرده إلا أنه يخفف العمل الذي أريد به التقرب في الخلوة، ويعرف بالسرور إذا اطلع عليه الناس، لا للمقاصد المتقدمة، بل لطلب نوع منزلة في قلوب الناس، ويتوقع التعظيم والتوقير وقضاء الحوائج منهم ووجدان الاستبعاد من نفسه لو قصر في احترامه، كأن نفسه تتقاضى الاكرام والاحترام على الطاعة التي اخفاها مع أنه لم يطلع عليه أحد. ولا شك أن هذا التقاضي لا ينفك عن شوب خفي من الرياء أخفى من دبيب النمل، ولو كان عنده وجود الطاعة كعدمها في كل ما يتعلق بالخلق وقنع بعلم الله فيها لم يكن لهذا التوقع وجه. فعلامة خلوص العمل من الرياء ألا يجد تفرقة بين أن يطلع على عبادته إنسان أو بهيمة، ومهما وجد تفرقة في ذلك فلا يكون منفكا عن توقع ما (عن)[1] الناس في طاعته، وذلك مما يحبط العمل. قال أمير المؤمنين (ع): " إن الله تعالى يقول للقراء يوم القيامة: ألم يكن يرخص عليكم السعر؟ ألم تكونوا تبدأون بالسلام؟ ألم تكونوا تقضى لكم الحوائج؟ فلا اجر لكم، قد استوفيتم اجوركم! ".