|
مشرف المنتدى العقائدي
|
رقم العضوية : 81228
|
الإنتساب : Jul 2014
|
المشاركات : 5,180
|
بمعدل : 1.36 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مقتل الحسين عليه السلام و من معه وماجرى بعد عاشوراء للعلامه السني معشوق الخزنوي
بتاريخ : 08-07-2014 الساعة : 03:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تحدث الشيخ الدكتور معشوق الخزنوي في خطبة جمعه جامع قاسمو – قامشلو – – 1994
عن عاشوراء وماجرى على الحسين عليه السلام ومن معه وماجرى على زينب ونساء الحسين عليهن سلام الله ورحمته واليكم مما قاله في خطبته :
" صار عاشوراء يوم شهادة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين عاماً ، يوم استيقظ عبد الله بن عباس من منامه كما تقول بعض الروايات وهو يقول [ إنا لله وإنا إليه راجعون ] كلمة قاسية اعتاد المؤمنون أن يرددوها في الشدائد ، إن لها مرارة لأنها وإن كانت تفويضاً وتسليماً لله لكنها تنبء بكارثة ، تشير الى مصيبة ، تومئ الى حادثة تفتك بجسد الإمة ، إنا لله وإنا إليه راجعون ،كلمة تقال إذا اشتد البلاء واحتدم الخطب وادلهمت الأمور ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، خيراً يابن عباس ، ماذا حصل حتى استرجعت ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فأعطاني زجاجة مملوءة بالدم ، دم ، هذا يعني أن دماء الأمة ستنزف ومن حقك أن تقول ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، أعطاني زجاجة مملوءة بالدم وقال يا ابن عباس هذا هو دم الحسين واصحابه ، دم الحسين ، من حسين هذا ، هل هو كما يقول المثل حسين ما غيره ، نعم حسين ما غيره ، حسين سبط رسول الله ، حسين سيد شباب أهل الجنة وابن سيدة نسائها ، حسين ريحانة المصطفى وابن ريحانته ، حسين أبن زهراء الدنيا فاطمة ، حسين ابن فاطمة الطاهرة البتول ، تجسد فيها طهارة آل البيت ، وتجسدت فيها آية ربنا (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الاحزاب .
إنا لله وأنا إليه راجعون : أيها السادة ونحن لازلنا على مقربة من ساحة عاشوراء التي لا يفصلنا عن ذكراها أربع وعشرون ساعة ، تعالوا معي لنرافق الحسين في مسيرته ونصاحبه في ثورته ضد الباطل وانتفاضته في وجه الظلم والطغيان .
مع الحسين سبط رسول الله الذي قال عنه جده : [ حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ] رواه الترمذي ، اللهم إنا نشهدك أننا نحب حسيناً فبلغ نبيك محمداً حبنا لحسينه ، تحرك الحسين من مدينة جده بعدما ودع القبر الشريف ومعه بضع وسبعون من آل بيت رسول الله ، كل جيش الحسين ، كل معسكره ، كل أبناء ثورته إثنان وسبعون من آل بيت رسول الله ، أما الأخرون فقد تركوا الحسين في الميدان ، إن كان الحسين يدافع عن الحق فالحق هو حق جده ولا علاقة لنا به ، خرج الحسين من المدينة ومعه اثنان وسبعون من آل بيته ترافقه زينب أخت الحسين ، نقيبة نساء آل البيت في مأزق ومأساة كربلاء .
خرج الحسين ومعه زينب نقيبة نساء آل البيت قاصداً العراق ، وآه من العراق فكم جرحنا بالعراق ومن العراق ، وكم تألمنا خلال التاريخ بالعراق ولأجل العراق ، وكم مرت على هذا البلد من احداث أصبنا بسببها في الصميم ، وتوجه الحسين الى العراق وفي الطريق تلقى الحسين القائد أول تقرير عن شعب العراق في حينه ، لقي في طريقه الفرزدق ، قال الحسين يا فرزدق من أين ؟ ، قال من العراق يابن بنت رسول الله ، قال وكيف حال الناس هناك ، كيف تركتهم ، ما هي مواقفهم ، أما سمعوا بثورتي ، أما دروا بانتفاضتي في وجه الحاكم الظالم المستبد ، كيف حال الناس هناك ، قال يابن رسول الله : قلوب الناس معك ولكن سيوفهم عليك .
إنتبهوا أيها السادة : الى كلمة الفرزدق، إنها كلمة بسيطة لكنها جمعت علاقات الناس كلها ، ووضعتها في كفة الميزان ، إنها تشملكم أيضاً ، وتشمل الناس جميعاً ، فما من قطر من أقطاركم ، ما من شعب من شعوبكم ، مدينة من مدنكم ، ريف من أريافكم ، حي من أحيائكم ، عائلة من عوائلكم ، إلا وفيها شخصيتان ، شخصية تمثل دور الحسين المحرر المنقذ المغير للمنكر ، وشخصية تمثل دور يزيد وابن زياد المستبد ، مع من أنتم ؟ ، مع الحسين أم مع ابن زياد ، قلوب الناس مع الحسين ولكن سيوفهم على الحسين ، قلوب الناس مع الحسين ، هذه حقيقة ، فالحسين هو سبط رسول الله ، والحسين هو ريحانة المصطفى ، والحسين هو الثائر في وجه الظلم ، المنقذ للفقراء والمصطهدين، فطبيعي أن تكون قلوب الناس معه ، لكن سيوفهم عليه : لأن الناس يتكالبون على المال ولا عندك مال يا حسين ، لأن الناس يبحثون عن الحطام وما عندك من الحطام شئ ، ما الذي غير الأمر يافرزدق ، لقد أرسلوا إلي بالأمس يبايعونني يتعهدون بحمايتي والوقوف في وجه الظلم والطفاة ، فكيف تحولت ايديهم الممتدة بالبيعة أصلاً الى سيوف مشرعة في وجهي .
لقد حصل كل ذلك يا حسين ، فقد اشترى الطاغية الرجال بالمال ، اشترى النفوس بالفلوس ، أما سمعت قول القائل :
فصاحة حسان وخط أبن مقلة وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
لواجتمعت في المرء والمرء مفلس ونادوا عليه لا يباع بدرهم
قيمتك بما في جيبك ، إن كان في جيبك دينار فأنت تساوي ديناراً ، وإن كان في جيبك درهم فأنت لا تساوي إلا درهماً ، وإن لم يكن في جيبك شئ فأنت لا تساوي شئ .
هذه موازين الناس مع الأسف ، نعم هذه موازين الناس يا حسين ، فصاحة حسان وخط ابن مقلة وحكمة لقمان وزهد ابن ادهم ، وكل خصلة من هذه تساوي الدنيا بما فيها حتى لو اجتمعت كلها في رجل وهو مفلس ونادوا عليه في سوق رجال اليوم لا يباع بدرهم ، أما سمعت قول القائل :
رأيت الناس قد مالوا الى من عنده مال ، ومن لا عنده ماله فعنه الناس قد مالوا ، أرى الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا ، أرى الناس منفضة الى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة .
اشترى الطاغية الرجال بالمال ياحسين وبقيت أنت وحدك ، فجاهد عن دعوة أبيك وجدك ، ماذا يفعل الحسين ؟ ، أيتراجع ، لو كان الحسين رجل دنيا ، لو كان الحسين رجلاً يقتبس عقيدته وفكره ودينه وقوته ورجولته ورسالته من سواد الناس ، إذاً لتراجع ، لكنه يوماً ما ما عرف الحق من خلال الرجال ، إنه ابن علي الذي يقول : لاتعرف الحق بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله .
إنه سبط رسول الله الذي احتقر الدنيا بكل زخارفها يوم عرضت عليه ، فقال يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه .
انطلق الحسين إذن لم يثن عزيمته قول الفرزدق ، ذهب ليقاتل هو وربه جنود الظلم والطغيان ولو قال أهل العراق إنا هاهنا قاعدون ، بل ولو قالوا إننا في صف يزيد وابن زياد مقاتلون ، انطلق الحسين حتى نزل الى جانب الفرات في مكان إسمه كربلاء ، وكم كانت كربلاء كرباً وبلاءً ، إقرؤا التاريخ إيها السادة انظروا ، تفكروا ، تأملوا في أيام الله ، كربلاء يوم أسود من أيام أمتنا ، عاشوراء يوم رهيب من أيام تاريخنا ، عاشوراء يوم فاضت فيه أرواح آل بيت رسول الله على أيدي حكامنا .
نزل الحسين على نهر الفرات ، وقبل عاشوراء بليلة قال لمن معه من آل البيت عودوا الى المدينة تحت ستار الظلام وسأظل وحدي فإن القوم لا يريدون واحداً منكم ، إنهم يريدونني ، يريدون قائد الثورة ليميتوها ، يريدون عميد الأسرة ليبتروها ، عودوا الى المدينة إني عليكم مشفق ودعوني وحدي تقتلني الفئة الباغية كما قتلت أبي ، دعوني والله الذي لا إله غيره لقد إذنت لكم جميعاً ، فسمع لآل البيت ضجيجاً : أنتركك يا حسين وحدك ، بأي وجه نذهب الى المدينة ، بأي جواب نقف أمام قبر جدنا ، وماذا نقول له : تركنا حسينك وحده في الميدان ونجونا بأرواحنا ، ويوم القيامة حين نطمع في شفاعته ماذا نقول له إذا قال كيف فررتم وتركتم حسيني وحده ، لا والله يا حسين دمائنا دون دمك ، وأرواحنا دون روحك .
وفي صبيحة عاشوراء وقبل أن ينزل الأسد الى عرينه أخذته إغفائة من نوم وزينب الى جانبه ، فلما أستيقظ قال يا زينب : لقد رأيت آنفاً سيدي رسول الله وهو يقول لي : يا حسين عما قريب ستكون عندنا ، بكت زينب لا لأنها جاهلة فهي تدرك أن عندنا من فم رسول الله يعني الشهادة والجنة ، إذاً لم تبكين ؟ ، أتبكين حسيناً فحسين سيكون عما قريب عندنا ، إنما زينب تبكي على نفسها وعلى حظها الأسود ، فقد فقدت جدها رسول الله وهي طفلة في الرابعة ، وبعد ستة أشهر فقدت أمها فاطمة ، وبعد فترة أخرى فقدت أباها علياً شهيد محراب الكوفة ، ثم فقدت بعد قليل الحسن مسموماً وهاهي ستفقد الحسين الغالي .
أيها السادة إنني حينما أزور بكم الحسين إنما أزوره لأنظر إليه نظرة تناطح الجوزاء وتضاهي الشمس في الجلاء ، حين أزور بكم الحسين وزينب إنما أزورهما على أن الحسين جهاد وعقيدة وعلى أن زينب عقيدة وجهاد ، وعندما أزور الحسين أزوره لتلتمسوا منه العظة ، لتتعلموا منه الدروس .
أيها السادة : وحين طلعت شمس يوم عاشوراء ، ونزل الأسد الى عرينه ، ودارت رحى الحرب ، وسار النقع فوق الرؤس ، وسكتت الألسنة وصمتت ، ونطقت الأسنة وتكلمت ، وخطبت السيوف على منابر الرقاب ، وبدأت الرماح تصوب نحو الحسين ، فتقدم ابنه علي الأصغر وكان شاباً ، تقدم يترس عن والده ويدفع السهام بصدره عن صدر عميد آل بيت رسول الله ، وفي النهاية خر شهيداً بين يدي والده ، فحمله الحسين الى خيمة زينب كوردة في باقة الصباح ، وأول سفير لآل بيت رسول الله الى الجنة في يوم كربلاء ، ويوم خرج الحسين من خيمة زينب ناداه القاسم – طفل صغير للحسين – يا أبتي الماء ، لقد بلغ القوم درجة من اللؤم فمنعوا الماء ، بنوا ستاراً بشرياً بين آل بيت رسول الله وبين الماء .
هل رأيتم أمة تمنع الماء عن آل بيت نبيها ، أبعد هذه المصيبة مصيبة ، نادى القاسم يا أبتاه الماء ، أهلكني العطش ، التفت الحسين إليه وقال يا قاسم : يعز على أبيك أن تناديه فلا يرد عليك في يوم قل ناصره وكثر أسره ، ولكن ياقاسم اصبر فبعد قليل نشرب من حوض رسول الله ، بعد قليل سنشرب من حوض رسول الله ، هل رأيتم أحوال الدنيا ، أبناء رسول الله يستغيثون من العطش وامواج الفرات تتكسر الى جانبهم ، من الذي يمنعهم ، أمة نبيهم تمنعهم ، إنها الدنيا لو ساوت عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء ، لو ساوت جناح بعوضة ما بقي الفرات بين أيدي الظالمين وبقي الحسين وآل بيت رسول الله عطاشاً ، إنها الدنيا :
تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب
هذه هي الدنيا :
تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل ينــام على حرير وذو علم مفارشه التراب
إنها الدنيا ، بل إنه يوم عاشوراء ، إنها كربلاء نقطة سوداء في تاريخ الأمة وجبينها التي تركت جرحاً في جسم الأمة لا زال ينزف ويلتهب .
أيها السادة : ودارت رحى المعركة ، وبدأ من حول الحسين يسقطون على الأرض ، استغفر الله لا أقول يسقطون فحاشهم من السقوط إنما بدأوا يصعدون الى السماء بأرواحهم ليتحرروا من قيود المادة ويلتقوا بالأحبة محمداً وصحبه .
واعلنت الجنة حالة الطوارئ ، ووضعت الملائكة في حالة تأهب قصوى ، وجهزت الأسرة الخضراء لاستقبال الحسين ومن معه من آل بيت رسول الله ، وبين حين وآخر كان الحسين يودع قافلة جديدة ذاهبة الى الجنة حتى ظل الحسين وحده تتناهشه انياب أربعة ألاف ذئب ، أربعة ألاف مقاتل يصوبون سهامهم نحو الحسين الذي ظل صامداً ، ولا عجب فهو الذي ورث الشجاعة كابراً عن كابر ، إنه ابن علي داحي خيبر ، إنه سبط رسول الله الذي نادى يوم حنين بعد أن انهزم الناس [ أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب ] ، إنه بضعة من رسول الله الذي يقول فيه علي : كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله فما كان أحد أقرب الى العدو منه .
لكن في النهاية جاء اللقاء وخر الحسين صريعاً في ساحة كربلاء بعد أن طعن مئة وثمانين طعنة في جسده المبارك ، اجتمع القوم حول الحسين المضرج بدمائه ، المسجى ببردة رسول الله ، فقد كان يوم عاشوراء يلبس ثوباً من ثياب رسول الله ، الحسين يسبح في دمائه وزينب تنظر إليه ويداها عاجزتان ، اجتمع القوم ، ماذا يريدون منه بعد أن قتلوه ، بعد أن مزقوه ، إنهم يريدون أن يفصلوا الرأس الشريف عن الجسد ، كارثة ، هكذا أيها السادة صدرت الأوامر العسكرية من الطاغية ابن زياد ، أمر بفصل الرأس عن الجسد ، تسابق القوم لينال كل واحد منهم شرف امتثال أمر الطاغية دون أن يتفكروا رأس من يريدون ، رأس من هذا ، إنه رأس الحسين سبط رسول الله ، رأس وضعه النبي في حجره .
رأس مسح النبي جبينه فله بريق في الخدود
أبواه من عـليا قريش وجده خير الجدود
تقدم أيها السادة : أشقى القوم ، رجل يدعى شمر بن ذي الجوشن فصل الرأس عن الجسد .
أيها السادة : اسمحوا لي أن أقوم لكم : انني عندما اتحدث عن الحسين اشعر أن جسمي ينتابه رعدة شديدة وكأنما أقف في وهدة سحيقة اشخص ناظري الى قمة شماء عالية تنخلع الرقاب عند ذراها ويتربع على عرش التضحية في هذه القمة الحسين وآل بيت الحسين .
فصل الرأس الشريف ، وبعد أن فصل أمر الطاغية خيلها أن تدوس بسبائكها جسد الحسين فتمزقه ، أمة أيها السادة تدوس بسبائك خيلها جسد سبط نبيها لهي أمة عاقة ظالمة خائنة غدارة جاحدة بالنعمة قاطعة للرحم ، نعم ديس الجسد الشريف ولكن ! هل نزلت مكانة الحسين ، معاذ الله فقد ظل الحسين هو الحسين ، لقد داسوا جسده في غياب روحه وحياته كما تدوس الثعالب عرين الأسود الغائبة ، وظل الحسين هو الحسين رمز الطهر والنقاء ، ظل رمز الجهاد والتضحية .
إن الجواهر في التراب جواهر والأسد في قفص الحديد أسود
السبع سبع وإن كلت مخالبه والكلب كلب وإن قلدته الذهبا
ديس الجسد الشريف ، وحمل الرأس على الرماح تعبيراً عن انتصارهم على آل بيت رسول الله ، وسيقت زينب ومن معها ، اخذت بطلة كربلاء ومن معها من نساء بيت رسول الله أسيرات الى قصر ابن زياد ، بنات رسول الله سقن سبايا وأسيرات ، أليست هذه كارثة ، بنات رسول الله يسوقهن المسلمون أسيرات وسبايا ولا عجب إنها الدنيا كما قلنا ، قاتلها الله :
مدارس آيات قد خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
بنـات زياد في القصور مقيمة وبنت رسول الله في الفلوات
إنها الدنيا ، هذه هي الدنيا ، بل هذه عاشورائنا ، وهذه كربلائنا التي ما جرت على الأمة إلا الكرب والبلاء ، هذه كربلاء فماذا حدث بعد كربلاء .
ماتت زينب بعد سنة من مقتل الحسين ، قضت سنتها قائمة صائمة حتى اختارها الله الى جواره ، وأما الطاغية ابن زياد فقد صرع ، مرض بالصرع وقتل في الصحراء واكلت جسمه الكلاب العاوية ، وأما شمر الذي فصل الرأس عن الجسد فقد أصيب بمرض الاستسقاء ، وكان يطلب الماء ليشرب وما أن يخرج الإناء من فمه حتى ينادي الماء أنا عطشان وظل هكذا حتى مات ، وأما المستبد حاكم دمشق يزيد الذي جر بكربلائه على هذه الأمة الخزي والعار والفتنة والفرقة والأشلاء والدم ، أما يزيد فقد مات مجنوناً ولم يعمر بعد الحسين إلا قليلاً ، إنها لعنة كربلاء ، أما الحسين فقد ظل هو الحسين ، ظل رمز جهاد ، وظل رمز تضحية ، وظل يحرك بدمه ، بقطرات دمه الطاهر التي نزفت في كربلاء ، ظل يحرك عروق النخوة والغيرة في أبنائه ، ظل الحسين رمز الوقوف في وجه الظالم ، ظل الحسين خير مثال لكلمة حق عند سلطان جائر .
أما أنتم أيها السادة : فما شأنكم بعد كربلاء ، هل أخذنا العبر والعظات من كربلاء ، أم أننا كما قال الشاعر :
إذا أمرنا أو نهينا كأهل كهف أيقاظ نيام " انتهى النقل من موقعه
دمتم برعاية الله
إعداد : وهج الإيمان
|
|
|
|
|