[الرجل الحر]

في هذا السياق وددت أن أذكر لكم هاتين الحادثتين أخذتهما من واقع الميدان و من مضانها كما يرغب السيد الجزائري ،، و لا مكان للعاطفة و المشاعر فيهما

الحادثة الأولى

قبل مدة من الزمن حدثني بعض الإخوة في جهاز الإستخبارات في محافظة بابل ،، أن هنالك غزوة محتملة لتنظيم القاعدة الإرهابي في محافظات الوسط و الجنوب بسيارات مفخخة يقودها معممون بعمائم شيعية سوداء و بيضاء ،، و بالفعل ، قام المجرم الهارب (سلام ثجيل كربول الدليمي) بتفجير سيارة مفخخة قرب مبنى محافظة بابل إستهدفت موكب المحافظ السابق محمد علي المسعودي و قد ثبت بإعترافات بعض المجرمين أثناء التحقيق بأن المجرم المذكور كان يعتمر عمامة على رأسه و يلبس ملابس حوزوية و أنه كان يدير العملية و هو واقف بكل ثقة أمام مبنى مديرية إستخبارات بابل ذات الحراسة المشددة و التي تحظر على المواطنين الوقوف أمامها دون أن يكون لهم عمل رسمي ..

لذا فإن بعض التشديد في إجراءات الإقامة و السؤال عنها قد يكون مطلوباً في تحري الدقة و الوعي الأمني للتقليل على الأقل من شلالات الدماء المنهمرة و تقليص حجم الفوضى السياسية التي تعصف في بلدنا.

[الرجل الحر]

الحادثة الثانية

تجمعني و بعض الإخوة صداقة وثيقة بأحد وكلاء المرجعية في النجف الأشرف ،، و قد طلب السيد الوكيل في أحد الأيام من أحد إخواننا (أبو مهند ) مرافقته إلى بيت السيد المرجع لحاجة ملحة ،، فوافق ،، و لما دخل الوكيل على السيد المرجع تقدم أحد الشيوخ المعروفين ليعبر عن حسن الضيافة لمن قدموا بمعية السيد الوكيل ،، و الشيخ ( أبو حمزة ) معروف في مكتب السيد المرجع على أنه المسؤول عن الإمور الأمنية في المكتب ،، فعرض عليهم الإنتقال إلى أحد البيوت المجاورة لبيت السيد المرجع لينالوا قسطاً من الراحة بينما ينتهي اللقاء مع السيد المرجع ،، و لما دخلوا إلى البيت المجاور كان فارغاً تماماً إلا من قطع الأثاث بين لهم الشيخ أبو حمزة بإنهم و لدواعٍ أمنية قد اشتروا و أستأجروا أغلب البيوت الفارغة الملاصقة لبيت السيد المرجع و المجاورة له ،،
فلما سأله صديقي ( أبو مهند ) و لماذا كل هذا التشديد الأمني أجابه الشيخ ( أبو حمزة ) مسؤول الأمنية في مكتب السيد المرجع :

لكي نقطع الطريق على ( الإطلاعات الإيرانية ) كي لا تتقرب من مكتب السيد المرجع ،،

المضحك في الأمر أن صديقي ( أبو مهند ) كان في ذلك الوقت يقود إحدى الخلايا الجهادية التي تضرب الأميركان المحتلين و يعمل ضمن تشكيل يديره الحرس الثوري الإيراني .

بعد هذا فهل تتصورون أن عقلية أمنية بمستوى عقلية (الشيخ ابو حمزة ) الذي أدخل الإختراق الإيراني بيده إلى ما يعتبره منطقة أمنية مشددة لمنع تسلل المخابرات الإيرانية ، تستطيع ان تقف بوجه أي مخطط مخابراتي أو تصلح لأن تكون ضمن كادر تزكية منح الإقامات التي هي من أخطر القضايا الأمنية في كل بلدان العالم في بلد مهدد أمنياً على مدار الساعة ؟؟..
أنا شخصياً لا أعتقد ذلك

تقبلوا تحيتي و احترامي لكم جميعاً

[رافل الاوسي]

الاخ الرجل الحر
سلام عليكم
يبدو لي اني خرقت معك حاجز الصوت فاصبحت انثر الحصى بعيون من احبهم واولهم انت .
عزيزي ان وجه التشبيه بين ماقلته انت وبين صدام يعلم الله لم اقصد منه الانتقاص منك لاني اكن لك كل الاحترام واعتبر نفسي معك من المتنفسين من نفس الرئة الواحدة التي نكن لها كل الحب والولاء وتعلم انت قبل غيرك موقفي من الحوزة الاخرى التي لاتؤمن بالخط الذي نتخذه انا وانت فلدينا الكثير من التحفظات عليها .
ولايعني ان نتفق مع صدام حسين اننا (مو خوش اوادم ) مادمت الفكرة تستقي منبعا عقلائيا يشترك فيه الجميع بما فيهم صدام حسين شخصيا فما ذكرته انت فعلا اشكالية تستحق ان نقف معها فهل ماخرج من فمك يكون جميلا وماخرج من فم غيريك يكون قبيحا لمجرد ان يكون قد خرج من فم صدام حسين على العلم ان دائرة المعاني واحدة لدى الجميع والاشكالية هي الاشكالية فلابد ان ننصف الرجل في مقاله للسيد المذكور ونبرر له الكثير مما فعله في هذا الاطار مادامت المشكلة واحده وهي غياب الجانب الاداري لدى الحوزة العلمية في النجف الاشرف قديما وحديثا .
ثم على عادة التهكم الذي تستعمله مع الجميع بغرور المفردة التي يبدو الي انها صاحبت طوع بنانك بشكل واضح ومطرد تحاول ان تجعلني في دائرة المضحك المبكي وتستقي الشواهد من مقالات لي سابقة بعد ان تحسست بيدك الحنون دموعي لتميزها من نوع دموع التماسيح وكان دائرة الصدق قد اختزلت في ساحة حضرتك المقدسة وهذه مفارقة هجومية سيالة معك في الكثير من مقالاتك يبدو لي انك نجحت من خلالها بتاطير نفسك باطار تجعل الآخرين يحسبون الحساب لتحسس جمرات المفردة التي يمكن ان تنالهم من قلمك العصيب فيما لو قرروا ان يخرجوا عن مزاجك العام متناسيا ان من يرمي حجرا لابد ان يسمع صوته .
ولست هنا متنصلا مما قلته سابقا في الشيخ المذكور اعني الشيخ بشير اكررلك ما قلته سابقا ان موقفي من هذا الحدث هو موقف المدافع عن الثور الأبيض ليس حبا فيه بل خوفا من ان يوكل فيوكل غيره ولاشك اني امتلك دراية كافية ووافية بما يمكن ان تتخطاه العقلية العراقية من ثوابت فيما لو تم السكوت عنها واعتبار هذا الحدث حدثا عاديا فان هذه الشريحة من طلبة العلوم قد تجرعت الأمرين من الاهانة والتوهين على مدار السنين السابقة ولو نظرت نظرة بسيطة في صفحات الفيس بوك والاعلام لرأيت عمق المؤامرة التي يتعرض لها طلبة العلوم الدينية وخصوصا منا نحن المقربين فضلا عن الابعدين . فلاشك ان أي سوق تتوفر فيه ثلاث عملات مزيفة سوف يصيبه الكساد فكيف لو توفرت العشرات ولاشك ان الحوزة قد تم اختراقها من خلال ادعاء الكثير الانتماء اليها كذبا وبهتانا لكن هذا لايعني عدم وجود ابطال تجرعوا مرارة الفقر والحرمان واذية المؤذين من اجل اعلاء كلمة الحق ولهم أتعصب ومن اجلهم استنكر .
والطلبة الباكستانين كغيرهم يمكن ان يكونوا مشروعا لدوائر مخابراتية متعددة في المنطقة كما تفضلت ويمكن ان يكون فيهم الكثير من الطيبين و هذا لايعني ان تنتهك حرماتهم ويخرجون ليلا من بيوتهم الفقيرة في العراق بحجة هذا الادعاء وان الكثير منهم قد اخذ منه الفقر مأخذه واصبح يلتمس الحياة البسيطة بجوار سيدنا ومولانا امير المؤمنين عليه السلام وان لم يكن من الطلبة حقيقة .
كان يمكن ان يعالج هكذا امر من خلال القنوات الخاصة المتمثلة بالمرجعية الدينية في مكتب السيد السيستاني وخصوصا انها لديها القدرة على ذلك اما ان يكون هولاء الطلبة تحت رحمة رجال الشرطة ويوقفونهم بالطرقات كانهم مجرمين فهنا اعتقد ياعزيزي بيت القصيد الذي لن تحيد عنه نفرة وكراهية مادمت حرا .
واكرر التزامي بما قلته بحق الشيخ بشير نقلا عن احد المجتهدين ولن افر منه وهولاء الطلبه الباكستانين هم ضحية الشيخ بشير غفر الله له فلو بارك الانتخابات ووقف موقف الجميع لما حل الغضب على هولاء المساكين فهذه الشنشنه معلومة الاسباب والتوجهات فلانطيل .
بالمناسبة انا لم اذرف أي دمعة من دموع التماسيح لاني ادخرت دموعي للثور الاحمر وسوف يناله النصيب عاجلا ام اجلا هكذا قرات التاريخ .
تقبل تحياتي مرة ثانية .

[الرجل الحر]

الزميل رافل الأوسي ،،
لا زلت مستنكراً هذا التشبيه بين مقالتي و مقالة خلاصة طواغيت العصور صدام المجرم عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين،، ففارق كبير بين (أشهد أن لا إله إلا الله) التي نطق بها عمر بن الصهاك و بين (اشهد أن لا إله إلا الله) التي نطق بها سلمان و ابي ذر ،، و فارق كبير بين من بايع تحت الشجرة و انقلب على عقبيه فوقف موقف العداء بوجه الزهراء روحي فداها و بين المقداد ،، الله سبحانه و تعالى قد رضي من المؤمنين أن يقولوا آمنا برب النبيين و لكنه لم يقبل من فرعون لما قال آمنت برب موسى كما يشير ( الظاهر) القرآني ..
لذا ما قاله صدام المجرم من ضعف الإدارة في الحوزة العلمية هو لغاية دنيئة تهدف إلى تهديمها و الهيمنة عليها ثم محوها كأكبر شاهد حضاري و ثقافي و معرفي في تأريخ الديانات السماوية لإمتداد تأريخها و توالي إنتاجها و تعاقب إنجازاتها العلمية ،، فقد كان الطاغية في محل النقد القادح المهدم الذام الذي يروم إجتثاث الكيان العلمي الكبير من جذوره لو تسنى له ,,
و ما أطرحه هنا ،، لست أتعرض فيه لإدارتها ،، بل لست أهول و لا يستهويني المبالغة التي تستهوي البعض في التغني بعظمة إدارتها ،، و ما أركز عليه هو إفتقار وسائل الحوزة عن معرفة الخلفيات الأمنية للطلبة حيث أن الدخول إلى الحوزة قد يسبق أحياناً كثيرة الحصول على الإقامة الرسمية بالنسبة للطلبة الأجانب ،، لذا أميل إلى دعم الدوائر الأمنية المختصة في تتبع مسألة الإقامة ،، هذا لا يعني أنني مع الحكومة في التعاطي المفرط للقسوة تجاه الجميع ،، فمن لم يثبت عليه أي مؤشر أمني خطير أو مثير للشكوك فهنالك وسائل مشروعة للحصول على الإقامة وفق الطرق القانونية ،
عموماً ما استوجب ردي عليكم ،، هو تعليقكم و هجومكم و مالا اقبله من أي شخص أبداً هو شتيمة و مسبة التشبيه بفعل أو قول لطاغية العصور صدام المجرم عليه لعنة الله .