بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
بعد انقطاع طويل عن الموقع كوني في العراق اضع لكم هذا الموضوع وقد فاتحت اغلب شيوخ عشائر ناحية الفهود-منطقتنا- به وكتبت مسودة ليتم الانفاق عليها ارجو من اخواني ان يطلعوا على هذه المسودة ويكتبوا لنا ما ينبغي تغييره او اضافته ورأيهم في اصل الفكرة والموضوع مهم للجميع فارجو من اصحاب الفكر ان لا يهملوه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا الكريم و اله الطاهرين و بعد
شعورا منا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن شيوخ عشائر الفهود وناحية الحمّار اتجاه ديننا وعشائرنا وبلدنا تشاورنا وناقشنا عادة في مجتمعنا فيها مضار في الدين والدنيا ونريد اعادتها الى ما امر به النبي واهل بيته وهي(الولائم في المصائب) وتم ذلك بعد ان درسنا الموضوع وتبين لنا ان هذه العادة لا تمت الى الاسلام بصلة بل هي عادة جاهلية اتى الاسلام فغيرها ونحن مأمورون باتباع النبي ونبذ ما كان من امر الجاهلية ، ولنذكر بعض من مساوئ هذه العادة
1-قال تعالى: "فلا و ربك لا يومنون حتى يحكمون فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما".
و قال تعالى (افحكم الجاهلية يبغون و من احسن من الله حكما لقوم يوقنون).
و عن الصادق (الأكل عند اهل المصيبة من عمل اهل الجاهلية و السنة البعث اليهم بالطعالم على ما أمر به النبي في ال جعفر بن ابي طالب لما جاء نعيه.
و عن الصادق (ينبغي لجيران صاحب المصيبة أن يطعموا الطعام عنه ثلاثة ايام).
2- ويكون الكثيرمن الطعام عند البعض تكاثر ومباهاة وسمعة وقد ذم سبحانه ذلك بقوله"ألهاكم التكاثر.حتى زرتم المقابر" وعن النبي "ومن أطعم طعاما رياء وسمعة اطعمه الله مثله من صديد جهنم وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضي الله بين الناس".
3- والكثير منه يكون فيه اسرافا وقد قال تعالى" ...وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين".
وقال تعالى" ..وأن المسرفين هم اصحاب النار"
وقد امرنا بقلة الاكل فعن النبي "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإن كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" وامرونا ان لا نأكل حتى نجوع وإذا اكلنا لا نشبع وان لا نجعل بطوننا مقابرا للحيوانات وان لا نجعل همتنا على بطوننا وقبال ذلك امرونا باحترام النعمة وان لا تزداد وترمى فعن امير المؤمنين" من لعق قصعة صلت عليه الملائكة ودعت له بالسعة في الرزق وتكتب له حسنات مضاعفة" وعن النبي وهو يحث على اكل ماسقط" الذي يسقط من المائدة مهور الحور العين " بيد انا نرى في هذه العادة يرمى الرز في القمامة.
4- احيانا يكون الصرف من تركة الميت وعنده قصَر صغار فيكون ذلك فصبا وحراما .
5-فيه ضرر على صاحب المصيبة احيانا يضطر للأقتراض او صرف ماعنده ’ وكذلك ضرر على الآخرين حيث جرت العادة ان يدفعوا في المصائب لسد مصاريف الأكل , وكذلك ضرر على الفقير حيث ساهمت هذه العادة برفع سعر اللحم وصعب على الفقير شرائه
6- اخذ وقت الناس فمن يقرء فاتحة يعطل الى الاكل والناس لديها اعمال ومشاغل.
هذه بعض مساوئ هذه العادة
وبنائا على ذاك فقد تم الاتفاق على ما يلي ولا تخالف هذه الشروط الا في الضرورة القصوى والحرج الشديد
1- على المنطقة ان لا يأكلون بل يعزون ويرجعون وقت الأكل .
2- ليس هناك
ثالثة ولا سابعة ولا اربعين بل مواساة لمدة ثلاثة ايام كما ورد في السنة.
3- يقوم الجيران بأعداد الطعام ثلاثة أيام لبيت اهل المصيبة ان وجدوا.
4- حينما نذهب الى قرائة الفاتحة نذهب صباحا او بعد الغداء مثلا حتى لا نأكل في تلك المآتم ونرجع , ولانؤخر من يأتي لفواتحنا نعرض عليه البقاء فان ابى ندعه.
5- يستحسن ان تكون الفاتحة في المسجد او الحسينية اذا كان قريبا والتشجيع على ذلك
6- نتفق جميعا ان نوصي بعد موتنا بعدم اقامة الولائم والرمي في البنادق وان يكون التشييع والفاتحة على ما امر به الشارع المقدس .
ملحق في الرمي
الرمي ليس فيه نفع للميت بل فيه خطورة وصرف مال من دون مبرر واذا كان الانسان محبا للميت فالافضل ان يصرف هذا المال على المحتاجين بثوابه لتصل الى الميت الرحمة وهو بمكان يحتاج الى ذلك , يضاف الى ذلك اننا الآن بزمن الافتتان والكثير يتربص بنا الدوائر فحري بنا ان نحتفض على هذه الذخيرة لاستخدامها في الدفاع عن كياننا , ولذلك اتفقنا على انهاء هذه الظاهرة ومنع الرمي .
التوقيع
اغلب الناس متفقين على فحوى طرحكم اخي الفاضل ،،،
لكن ،،
كيف لنا الحد من هذه الظاهرة ،،،
وهي متأصلة بناء نحن المجتمعات الشرقية عموما ،،،والعربية خصوصا ،،،،
منورين اخي الفاضل
بسم الله الرحمن الرحيم
احسنتم اخي على التعليق وللاسف موضوع مهم كهذا لم يعلق عليه الاخوة على العموم
هذه العادة المتجذرة تحتاج الى جهد كبير من الجميع ولدي فتوى من السيد السيستاني وواحدة من السيد محمد سعيد الحكيم وهو يدين الموضوع بشدة بنقاط واليكها:
بسم الله الرحمن الرحيم
يحز في النفس ان تصل هذه الامور الى هذه الحال نتيجة التمسك بعادات الجاهلية المقيتة مع اغراق واضافات تزيد من شرها وضررها, ثم الابتعاد عن تعاليم الدين الحنيف والادب الاسلامي الشريف مع ان بذلك سعادة الدنيا والآخرة.
ونود ان نشير هنا الى امور :
(ألأول): ان الله جلت الاؤه رؤف بأهل المصيبة وحث على مواساتهم والتخفيف عن الامهم, وذلك بتعزيتهم ومشاركتهم في مصابهم ثم باعانتهم ماديا بوجه محترم يحفض لهم ماء وجههم, وذلك بصنع الطعام لهم, لانهم قد شغلوا بمصابهم, ونهى عن الأكل عندهم خلافا لعادة الجاهلية, ففي الحديث عن الامام الصادق(ع) انه قال: (لما قتل جعفر بن ابي طالب أمر رسول الله(ص) فاطمة(ع) أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس ثلاثة ايام... فجرت بذلك السنة ان يصنع لاهل المصيبة طعاما ثلاثا و عنه(ع) أنه قال ****الأكل عند أهل المصيبة من عمل أهل الجاهلية و السنة البعث اليهم بالطعام كما أمر به النبي(ص) في ال جعفر بن ابي طالب لما جاء نعيه). و الاخبار في ذلك كثيره عن اهل البيت(ع) فلماذا يا ترى نخالفها و نحن شيعتهم و مواليهم؟؟
(الثاني): ان صنع الطعام بهذا الوجه و اقامة الولائم بهذه السعة امر ممقوت شرعا لما فيه من السرف و عدم موازنة الاقتصاد حيث قد ورد الامر شرعا بان تكون النفقة موازنة للدخل و قد ورد عن الامام الصادق(ع) أنه قال: (انما نتدبر بامر الله ان وسع وسعنا و ان قتر قترنا). كما ان التوسع بالوجه المذكور قد يبتني على المباهاة و الرياء و حب السمعة و الظهور و عن النبي(ص) انه قال( و من اطعم طعاما رياء وسمعة اطعمه الله مثله من صديد جهنم و جعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضي الله بين الناس.
(الثالث): ان انفاق النفاقات الكثيرة من دون رغبة اهل المصيبة و لا رضا منهم ثم تحميلهم تلك النفقات اعتداء عليهم وهو محرم شرعا و غير انساني وجدانا فبدلا من اعانتهم و التخفيف عنهم في مصابهم تضاعف المصيبة عليهم و يقعون في احراجات و مشاكل تزيد من الامهم و تضيق الخناق عليهم.
(الرابع): أن الامر حيث تجاوز الافراد و خرج عن اختيارهم و صار مشكلة مجتمع يصعب حلها والافلات من قيودها فالازم على المجتمع التعاون بين افراده لمعالجة الداء و سد باب الفساد بشجاعة و حزم و قوة تصميم و ذلك بالحث على ترك هذه العادة الضارة و التشجيع على نبذها و مدح من يقوم بذلك و الثناء عليه و الشكر له.
و تقع المسوؤلية العظمى في ذلك على اهل النفوذ و المال و المقام الاجتماعي المرموق فان قيامهم بذلك و تطبيقه على انفسهم اشد تاثيرا من قيام غيرهم, و ان توهموا و سمعوا بعض اللذعات الظالمة و الكلام غير المقبول من الجهلة و المفسدين و ممن لا يصلح لتحمل المسوؤلية فذلك امر قد يتعرض له المصلحون الا انه لا ينبغي ان يعوقهم عن الاصلاح و تحمل المسوؤلية ازاء دينهم و مجتمعهم طلبا لمرضاة الله تعالى و رأفة بالناس ليفوزوا بعد ذلك بالاجر الجزيل و الثناء الجميل و الذكر الحسن و الشكر الدائم و نساله سبحانه و تعالى ان يوفق المؤمنين و يصلح امورهم و يسدد خطاهم وهو حسبنا و نعم الوكيل و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.