- نأتي في هذه المرحلة الى السؤال المهم . والذي لعله لا يوجد متابع او مهتم الا ويريد ان يقع على جوابه او اقرب احتمال ممكن له
وهو : اين محلنا الان من موقع علامات الظهور ؟
وقبل الجواب هنا ، لا بد وان يلتفت المتابع انه نحن بصدد فرضية اننا في عصر الظهور ( وليس بمحل القطع والجزم الكلي )
وعلى اساس هذا الافتراض ومعطياته االسببية التي اوصلتنا اليه نضع التصور التالي لمحلنا من الاحداث
وهنا وبما اننا كان اسقاطنا الافتراضي ( بدلالة القرائن والمنطق السابق ) لعبارة " اذا اختلف الرمحان في الشام " على امريكا وروسيا
الذين يشكلان اكبر قوتين عسكريتن في عالمنا الحاضر . ويشهدان اكبر تنازع مصالح واختلاف وتمركز قوى عسكرية في عهدنا الحاضر .
لذالك سيكون لدينا الان الجواب للسؤال الذي بدأنا به هذا الحيث هو : اننا الان في مرحلة لعله متقدمة من مراحل استمرال اختلاف الرمحان في ارض الشام ( سوريا )
ولعل من اهم الاسباب لهذا القول ، هو ان الروايات والفهم العام المنطقي لها والذي بيناه في محله ان هذا الاختلاف بين الرمحين امريكا وروسيا يستمر الى ان يصل الى علامة محددة فيها ينجلي هذا الاختلاف الى مرحلة ووضع جديد في الشام .
وهذه العلامة هي تسميها الروايات " الرجفة " والتي يهلك على اثرها اكثر من 100 . وتكون آية من الله . ورحمة للمؤمنين وعذاب على الكافرين وكما اشرنا سابقا لمن تابع سياق المباحث.وهذا ايضا يقع عند حدث علاماتي مهم ايضا هو " وذالك عند الجزع الاكبر والموت الاحمر " وقد شرحنا معناه سابقا بالمرجح ( فرضية الحرب العالمية كاحتمال كبير )
ولكن هنا طبعا تبقى بعض الامور المهمة للمراقب والباحث لعله يمكن استنتاجها منطقيا خلال هذه الفترة التي نحن المفترض بصددها وهي مرحلة اختلاف الرمحين
ومن هذه الامور هي هذه القوى المعارضة العسكرية والسياسية المتعددة والتي تقاتل في سوريا الان الحكومة المركزية التي فيها والتي نفترض انها تمثل جبهة وراية الاصهب .
حيث اننا وعلى حساباتنا المنطقية والافتراضية وما نستخلصه من الروايات ، نعرف اننا سوف يكون لنا مقابل راية الاصهب التي ذكرناها راية معارضة واحدة مهمة وقوية او مكافئة لراية الاصهب وتسميها الروايات براية الابقع ( هنا لنفترض راية الابقع هي راية قوى المعارضة السورية )
وعليه ومن هذا التصور نستنتج انه نحن لعله بصدد ان نشهد تطور مهم في ميزان وتشكيل قوى المعارضة السورية لتعطينا في النهاية وحين يأتي وقت تأويل الاحداث وتخرج لنا قوة وجبهة واحدة هي راية الابقع التي سوف يكون لها وقع مهم ومؤثر في سوريا وتصل الى شبه معركة فاصلة قرب دمشق العاصمة مع قوات الاصهب .
ولذالك ما اظنه الان من استراتيجية عسكرية سوف يقدم عليها الرمح الامريكي ومن معه وتحت رايته من دول وتنضيمات الى جمع شتات هذه القوى والرايات المتعددة في سوريا وتحت جبهة وادارة واحدة
لتركيز قوتها . وفي نفس الوقت سوف يصاحب هذا الامر ان يتم تصفية الجماعات التي تخرج من زمام السيطرة او التي تتعارض وهذا المشروع في الاهداف والعقيدة والولاء
وطبعا مثل هذا الامر لا يكون بسهولة وخلال فترة قليلة . لهذا نوجه انتباه المهتمين في الجانب السياسي في الشأن السوري الى متابعة مثل هذا الاحتمال المهم وما له من معطيات يمكن ان تظهر في الساحة الواقعية .
وهنا طبعا لا يمكن المرور دون ذكر جنيف 2 الذي يتم تداوله الان . وطبعا على اساس قرآئتنا اعلاه فهذا يعني ان جنيف 2 يفتقر الى اسباب نجاحه لان القوى المعارضة هي منقسمة ومتعارضة فيما بينها
وهذا سوف ينعكس على المفاوضات وان تمت بشكل ما . وسيجد الطرف المعارض انه يحتاج الى ان يتوحد ليكون صوت وقوة واحدة . ولعل الغرب ملتفت لهذا الامر الجوهري ويسعى اليه
وبناء على كل هذه التصورات والمعطيات . سوف يكون من ضمن ما نتابعه في احداث الشام الان هو كيف ستتشكل لنا راية الابقع من مجموع هذه القوى المتعددة والتي هي تأخذ دور المعارضة في الشأن السوري
هذا طبعا اذا توفقنا في دقة التقييم والتصور لما يجري والله اعلم
ملاحظة : هناك لعله اختلاف بين بعض الباحثين بين من يمثل راية الابقع ومن يمثل راية الابقع في الروايات حيث يتعاكس الفهم ونرى البعض يسقط الاصهب على الحاكم السوري الفعلي والبعض يعتبر الابقع هو الحاكم ، والمهم عندنا في البحث السياسي ليس الاسم ولكن المضمون الذي سوف يوصلنا اليه من خلال احداث العلامة
والسلام عليكم