قال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام :
قال: خطبنا عبد الملك بن مروان بمكة، ثم قال: أما بعد، فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من هذا المال ويؤكلون، وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف، ولست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية - ولا الخليفة المأبون - يعني يزيد -
قال الإمام بن كثير الدمشقي في البداية والنهاية :
حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ الْمَلِكِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ بَعْدَ مَقْتَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِعَامَيْنِ، فَخَطَبَنَا فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ كَانَ مَنْ قَبْلِي من الخلفاء يأكلون من المال ويوكلون، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُدَاوِي أَدْوَاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِالسَّيْفِ، وَلَسْتُ بِالْخَلِيفَةِ الْمُسْتَضْعَفِ- يَعْنِي عُثْمَانَ- وَلَا الْخَلِيفَةِ الْمُدَاهِنِ- يَعْنِي مُعَاوِيَةَ- وَلَا الْخَلِيفَةِ الْمَأْبُونِ- يَعْنِي يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ
روى الجاحظ في البيان والتبيين: ج1/ ص158 عن أحد الخوارج اسمه (أبو حمزة يحيى بن المختار) خطبة طويلة يصف فيها الخلفاء، قال فيها: (ثم ولي معاوية بن أبي سفيان، لعين رسول الله وابن لعينه، فاتخذ عباد الله خولاً، ومال الله دولاً، ودينه دغلاً، ثم مضى لسبيله، فالعنوه لعنه الله .. ثم ولي يزيد بن معاوية، يزيد الخمور، يزيد القرود، ويزيد الفهود، الفاسق في بطنه، المأبون في دبره، فعليه لعنة الله وملائكته) .. ونحوها رواها الفاكهي في أخبار مكة: ج2/ ص115/ ح1842ونحوها رواها عيون الأخبار / 1467 للدينوري
المأبون لغوياً:
1. قال الراغب الأصفهاني في محاضراته: ج1/ 434 (المأبون: المتلوّط).
2. قال الجزري في نهايته: ج5/ ص241 (وفي حديث جعفر الصادق: [لا يُحِبُّنا ذو رَحِمٍ منْكوسة] قيل: هو المأبون، لانقِلاب شَهْوتِه إلى دُبُرِه).
3. قال الزبيدي في تاجه: ج10/ ص2572 (من المجاز : المثفار. الرجل المأبون كالمثفر، وهو ثناء قبيح ونعت سوء. وفي المحكم: وهو الذي يؤتى. وفي الأساس: قيل: أبو جهل كان مثفاراً، وكذب قائله. قال شيخنا: كأنه لشدة الأبنة به وميله إلى الفعل به صار كمن يطلب ما يرمى في مؤخره، فهو مأخوذ من الثفر بمعنى: المثفار بصيغة المبالغة لكثرة شبقه، وهذا الداء - والعياذ بالله - من أعظم الأدواء، وكثيراً ما يكون للأكابر والأعيان وأهل الرفاهية، لميلهم إلى ما يلين تحتهم، ولذلك يسمى داء الأكابر. وروى أبو عمر الزاهد في أماليه، عن السياري، عن أبي خزيمة الكاتب قال: ما فتشنا أحداً فيه هذا الداء إلا وجدناه ناصباً. وروى بسنده: أن جعفراً الصادق - رضي الله عنه - سئل عن هذا الصنف من الناس؟ فقال: رحم منكوسة، يؤتى ولا يأتي! وما كانت هذه الخصلة في وليّ لله قط، وإنما تكون في الكفار والفساق والناصب للطاهرين).
المأبون فقهياً:
1. قال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: ج13/ ص189 (إنّ الأبنة في العرف عيب شديد، إذ لا يقدر على ترك أن يؤتى في دبره، بسبب دودة ونحوها).
2. وقال ابن عابدين في حاشية ردّ المحتار: ج4/ ص241 (قوله: هو المأبون، أي: الذي لا يقدر على ترك أن يؤتى في دبره، لدودة ونحوها) .. وحشاه بكلام طويل.
3. روى ابن رشد القرطبي في بيانه: ج2/ ص49 عن ابن القاسم قال: (بلغني أن أبا سلمة بن عبد الأسد - الصحابي زوج الصحابية أم سلمة - كان في الصلاة، وكان أمامه رجل مأبون في دبره .. فقال أبو سلمة بن عبد الأسد: ألم ترك إلى فلان المأبون في دبره أمامنا؟) .. الخبر.
4. وقال الخرشي في شرح مختصر خليل: ج8/ ص240 (وحدّ في مأبون .. يعني أن الشخص إذا قال لآخر: يا مأبون فإنه يحدّ؛ لأنه حقيقة هو صاحب العلة في دبره، ومجازاً هو الذي يتأنث في كلامه كالنساء).
لعن الله هذا القرد الزنديق و اسكنه قعر جهنم مع ابليس خالدا مخلدا
لعنه الله - و ان لم يكن مابونا مثل امه هند الزانية
فلن يقلل هذا من جرمه و هو المصرح بالكفر و مات خسيسا على الكفر و الزندقة - و - من بعد ان قتل خير الناس في زمانه الحسين عليه السلام
لعنة الله علي يزيد و على ابليس و على اتباعهم اجمعين - و حشرهم اجمعين في محشر واحد - و زاغت قلوبهم و افئدتهم جزاء بما كانوا يمكرون