بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد - وعجل فرجهم
..... الــتوقيــت......
* جميع باحثي ومفكري القضية المهدوية متفقون على ان ال البيت ع ورد عنهم نهي التوقيت ، ولقد ورد هذا المفهوم بعدة عبارات وصيغ تأكيدية ، وادناه فلنستعرض بعضها :
( - ما ورد في النعماني (1) بإسناده عن محمد بن مسلم ، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يا محمد من أخبرك عنا توقيتا بوقت فلا تهابن أن تكذبه فإنا لا نوقت لأحد وقتا.
- وعن أبي بكر الحضرمي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنا لا نوقت هذا الأمر.
- وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له جعلت فداك، متى خروج القائم (عليه السلام) فقال (عليه السلام): يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت وقد قال محمد (صلى الله عليه وآله) كذب الوقاتون يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات: أولاهن النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية وخسف بالبيداء. ثم قال: يا أبا محمد، إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان: الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر.
قلت: جعلت فداك وأي شئ هما؟
فقال (عليه السلام): أما الطاعون الأبيض فالموت الجارف، وأما الطاعون الأحمر فالسيف، ولا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه في جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان ليلة جمعة.
قلت: بم ينادى؟
قال: باسمه واسم أبيه: ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ من خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرئيل (عليه السلام).
- وفي الكافي (2) والنعماني بإسنادهما أن مهزم قال للصادق (عليه السلام) جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو؟ فقال: يا مهزم ، كذب الوقاتون وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون.
- وبإسنادهما (3) عن أبي بصير قال سألته يعني أبا عبد الله عن القائم (عليه السلام) فقال: كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت )
.....
* ومن خلال الاستعراض الاولي يتبين ان الثابت الاكيد هو الجزم والقطع بالنهي عن التوقيت
" وال البيت لا يوقتون لاحد ، وينهون من يوقت "
ولكن ما يمكن التحدث به والتدقيق به هو " اطلاق او تخصيص هذا النهي "
اي النهي من ناحية الامكان ايضا ام لا ، وبمعنى اوضح هو هل ان ال البيت لما قالوا لا توقيت ، فهل يفهم منه لا يجوز لكم التوقيت ولا نوقت لكم وان كان من الممكن ان يستخرج التوقيت ... او لا توقيت ولا يمكن لاحد ان يستطيع التوقيت لاستحالته وعليكم التعبد بهذا النهي .
* وللجواب دعنا هنا نفسر التوقيت لغويا وما يعني
التوقيت : وكما في مختار الصحاح / التوقيت تحديد الاوقات ، يقال وقته ليوم كذا توقيتا مثل اجله ،،، وقت الله الصلاة : حدد لها وقتا ( وقته )
- اقول من خلال مفهوم ومعنى التوقيت يمكن استخراج حدين رئيسين له ، الاول هو تحديد الوقت من ناحية الزمان كأن تكون سنة معينة او شهر او يوم او غيرها او فترة زمية اي قطعة زمنية معينة ، والثاني القطع والجزم بها ،
وفي مبحث توقيت الظهور هذا المعنى يختص كما هو معلوم للباحثين بتحديد سنة معينة لتوقيت الظهور ، والقطع والجزم بها ، فاذا انكسر احد الحدين فلا يبقى المعنى والمصداق توقيتا ، ولذالك نجد هناك معنى اخر مثلا يدخل وهو الاحتمال الذي قد يشترك مع مفهوم التوقيت بالزمن مثلا ولكن ولكن يختلف من حيث لا يقطع ويجزم بها فهي احتمال لا توقيت ، ولعل العلامات القريبة من الظهور خير دليل وجداني للمنتضر في احتماله لقرب الظهور في ذالك الوقت ،
* ولنرجع مرة اخرى الى سؤالنا الاول والذي كان هل ان التوقيت الذي نهى عنه ال البيت هو ممكن ولكن نهو عنه الناس والتزموا هم انفسهم عليهم السلام ايضا به ، ام هو لا توقيت ولا يمكن التوقيت لاستحالته
- ومن خلال تفحص بعض الروايات نجد انه توجد قرينة ممكنة ومعتبرة على استحالة التوقيت اي لا امكان للتوقيت فضلا عن النهي عنه بشكل قاطع
وهذا الفهم مستمد من قول المعصوم " كذب الوقاتون " ، حيث ان التكذيب يعلل النهي ، وبعبارة اخرى انت ايها المؤقت للظهور مهما تحاول وباي علم او طريقة فانت كاذب ومحكوم على نتائج توقيتك بالكذب مقدما ، وهذا لا يكون إلا اذا كان لا امكان للتوقيت ويستحيل التوقيت والا بخلافه قد يستطيع احد ما اصابة الهدف اي استخراج نتيجة هي مطابقة للتوقيت وان كانت تنجيمية او تصادفية ولكنها وقعت على القصد والواقع وهنا لا يتطلب من الامام ان يقول كذب الوقاتون ويكتفي بالنهي عنه ، هذا اذا اضفنا ان وقت الظهور هو من مختصات علم الله الغيبي وباذنه فقط ، لذالك قضية التوقيت ليس فقط كما يقول الحديث كذب المنجمون ولو صدقوا والتي يفهم منها قد يصيب التنجيم عشوائيا وتصادفبا الحق وليس علميا ، بل في التوقيت حتى تصادفيا لعله لا يمكن به الوقوع على التوقيت ولذالك ورد ايضا " ابى الله الا ان يخلف توقيت الموقتين " وهذا لعله من اعجب النفي .
* ولكن وللتوضيح اكثر في هذا المبحث الدقيق للتوقيت نقول ايضا ان التوقيت يتعلق بحيثيتين في قضية الظهور
الاول التوقيت بدلالة العلامات
الثاني التوقيت بدلالة الشرائط المنتجة للظهور
- فأما التوقيت بدلالة العلامات فهو ليس له مدخل تكويني في اصل الظهور ، لان العلامات كما فهمها الباحثون من الروايات هي اشارات وآيات تدلل في احسن الاحوال على اقتراب الظهور اي اقتراب تكامل تحقق الشروط الغيبة الصانعة للظهور والذي هو باذن الله
ولذالك العلامة ليس لها القابلية وان تعمقنا بها او حاولنا استخدام اي علم لاستخراج وقت حصولها فرضا ان نستخلص منا وقت الظهور ،
- واما التوقيت بدلالة الشرائط المنتجة للظهور ، فيحتاج هنا الى انتباه وتركيز لمن يقراء حتى يفهم فلسفة هذه الحيثية ،
هناك مرتبتين من علم الله بالنسبة للوقت المعلوم لوقت خروج وليه بدلالة الشرائط
مرتبة منها هو علم الله الازلي بالاشياء ، وهو علم ثابت لا يتغير ، وهو ما موجود في اللوح المحفوض ، وعلم الله هناك بالاشياء هو لا يفهم منه حكمه الجبري عليها بل هو علمه باخر نتيجة ومصير ذالك الشيئ وما ينتهي اليه بعد تفاعله في مرتبة القدر والمتغيرات التي تحكمه وحسب سنن الله في المرتبة الادنى من اللوح المحفوض ، لذالك لا سبيل للمؤقت من الوصول لهذا السر هناك لانه في مكان مكنون ولا يمسه الا المطهرون ( محمدص وال بيته ع )
واما المرتبة الثانية وهي مرتبة علم الله بالشرائط الظرورية لانتاج الظهور في دار الاقدار وحسب مفهوم يمحوا الله ما يشاء ويثبت ، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وهنا تكون الحوادث غيبية من جهة وخاضعة الى قوانيين تكوينية متعددة ، ومن هنا فان الذي يريد التوقيت يحتاج الى ان يكسر حاجز الغيب هذا اولا ومن ثم فهم معادلة تحقيق شرائط الظهور والتحكم بها ومعرفة متى اكتملت وهذا محال لان المسألة المبحوثة هي عبارة عن متغير دائم ويريد المؤقت استخراج ثابت ومحدد من متغير بعد ان كسر حاجز الغيب وتعرف على شرائط الظهور باكملها ، وهل يستطيع احد هذا ، بل اكثر ما حاول المؤقتون انه استخدموا علم الحروف والارقام مثلا وطبقوه على بعض آيات القران واستخرجوا رقم يقولن انها هي توقيت سنة الظهور ولا يدرون هل هي توقيت على اساس العلامة ام على اساس الشرائط وكلاهما مستحيل وغير ممكن ، وكما بينا اعلاه بقدر فهمنا للقضية ، وكذالك يدخل على من وقت اشكاليات اخوى مثل الدعاء بتقريب الفرج اذا فهم صحيحا
* لذالك حتى نختصر هذا القول اعلاه نقول : ان التوقيت للظهور هو ذالك السر المكنون في اللوح المحفوظ الثابت ، سوف ينزل به الروح القدس في ليلة القدر ( ليلة 23 شهر رمضان ) وهي اول ليلة في العام القدري الذي طوله عام ويبداء من ليلة القدر وينتهي بليلة القدر من السنة التالية وينزل فيها قضاء الله لعالم التكوين من خزائن الغيب في اللوح المحفوض
ولو تشاء اقراء ؛ وإن من شيئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر ، وهذا القدر ينزل في ليلة القدر وما من شيئ ينزل الا في هذه الليلة المباركة التي يفرق فيها كل امرٍ حكيم ،
- لذالك سوف يكون في يوم الظهور اذا اذن الله لوليه بالفرج والظهور ان يحمل هذا السر وينزل على قلب حجة الله الامام ع ويؤمر جبرائيل بالنداء ولا يعلم احد قبل ذالك بهذا الامر
- ولذالك احد اهم مفاتيح فهم اسرار الظهور متعلق بفهم اسرار ليلة القدر وهذا ما نحن بصدده وهذا ما يفسر لعله " ان امر القائم كالساعة لا تاتيكم الا بغته " ، والا لو نضرنا للعلامات واحوال ما قبل الظهور فان طبيعة العلامات ونضام الخرز بالعموم لا تنسجم ومفهوم البغته لانه على الاقل هناك توقع واحتمال وليس غيب مطلق ، ولكن سوف نبين اكثر هذه الامور ايضا في موضوع الفهم الاحتمالي لتفسير العلامات ونبين انه وان كانت لدينا علامات حتمية ولكن علميا لا نستطيع منها الجزم بحصول الظهور وحسب ما سيكون في شرحه هناك .
- لذالك لا يمكن التصور بان التوقيت يكسر بتحقق علامة حتمية لمن يشتبه بذالك ، لان العلامة اولا وان كانت حتمية فهي دالة على اقتراب الظهور / الخروج
وثانيا : كسر التوقيت ما هو
بل هذا التوقيت الذي يتحدث عنه البعض متعلق باي حيثية من قضية الظهور بدلالة العلامات ، هل هو حادثة الصيحة في ال 23 شهر رمضان ، ام حادثة الخروج في العاشر من محرم السنة الوتر في بيت الله بمكة ، حيث هنا الكثير يتحدث بالقضية ولا يشير الى متعلقها اي واحد ،
والجواب وكما بينا سابقا وحسب فهمنا لها ، ان التوقيت وكسر التوقيت سيكون بالصيحة / النداء الجبرائيلي الاعجازي والذي سيسمعه جميع الناس كلا بلغته حسب ما ورد بالروايات
وسوف ينادى باسم القائم وابيه وبامامته على الناس جميعا بلا شك او شبهة الا من اراد ان ينحرف او يحرف وإلا فالحجة من الله بالغة باعجازيتها على الناس ،
ولكن هنا تبقى لعله شبهة اخرى بسيطة ، وهو انه نعلم ان الصيحة هي علامة من العلامات الحتمية ، ونحن قلنا ان العلامة هي دلالة على اقتراب الظهور لا منتجة للظهور الذي يعتمد على اكتمال الشرائط ،
والحق هنا وللدقة في التوصيف للحدث نقول وارجوا الانتباه لدقة التعبير التالي
* ان الصيحة الجبرائيلية في ال 23 رمضان يكسر فيها توقيت الخروج الذي سيكون في العاشر من محرم ، ( اي يكسر التوقيت ويظهر الامام ع الظهور الاول او الاصغر كما يصفه البعض ، ولا يخرج الا بعد ذالك في محرم )
- وان الصيحة الجبرائيلية يكسر فيها الغيبة الكبرى ويظهر الامام بظهوره الاصغر مقدمتا للظهور الاكبر والعلني في العاشر من محرم وهو الخروج ، فاذا خرج جاء بعده القيام لاحقا
هذا ما وفقنا الله اليه من تفصيل ، ونقول الله اعلم ، ونسأل الله ان يعجل فرج وليه وبقيته ويحفظ شيعته انه على كل شيئ قدير
بهذه الحيثية كان اعتمادهم على علم الشرائط (بشان اهل التوقيت وعلم الحروف )...
وهو ان الامام عليه السلام من الميعاد
أخبرنا محمد بن همام، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الخالنجي، قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال
:
" كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) فجرى ذكر السفياني، وما جاء
في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر: هل يبدو لله في المحتوم؟
قال: نعم.
قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم.
فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد "
هنا انت اعتمدت على كسر التوقيت بالصيحة علما بان السفيانى وظهوره من ((الشرائط )) لاامام الا بسفيانى فهنا شرط بتواجد السفيانى
__ان هذه العلامات سواء التمهيدية منها او الحتمية الا مقدمات للتوقيت والوقت المعلوم ...لولاها لما اجتهد المجتهدون لاسقاط تلك الروايات على العلامات ...
__ واطرح السؤال عليك بدون تعصب او استنكار ما الهدف من العلامات ؟؟؟
__ الميعاد : هنا هل مقيد بزمن معين لايعلمه الا الله جل جلاله ام ليس بزمن معين يكفى تحققه لو لم يبقى من الدنيا يوم ؟؟؟
اقتباس :
{ هنا انت اعتمدت على كسر التوقيت بالصيحة علما بان السفيانى وظهوره من ((الشرائط )) لا امام الا بسفيانى فهنا شرط بتواجد السفيانى
__ان هذه العلامات سواء التمهيدية منها او الحتمية الا مقدمات للتوقيت والوقت المعلوم ...لولاها لما اجتهد المجتهدون لاسقاط تلك الروايات على العلامات }
* واقول : عبارة غير مفهومة ، ما علاقة كسر التوقيت بالصيحة بكون لا امام بلا سفياني حسب تعبيركم .
.
.
.
* كذالك قولكم : ان هذه العلامات سواء التمهيدية منها او الحتمية الا مقدمات للتوقيت والوقت المعلوم / واقول نعم مقدمات علاماتية للظهور باذن الله ، ولكن هذا الظهور غيبي لا يمكننا توقيته وكونه " وقت معلوم "
فهو عند الله في اللوح المحفوظ .
واقتبس : { واطرح السؤال عليك بدون تعصب او استنكار ما الهدف من العلامات ؟؟؟
__ الميعاد : هنا هل مقيد بزمن معين لايعلمه الا الله جل جلاله ام ليس بزمن معين يكفى تحققه لو لم يبقى من الدنيا يوم ؟؟؟ }
* واقول لا يوجد مبرر تفترضون علينا فيه التعصب او الاستنكار من جانبنا !
ولكن اضن لعله خوفكم من رد فعلنا الاستنكاري لما هو شرحناه وفصلناه وكررناه عليكم خصوصا بما يتعلق سؤالكم .
ولكن مع هذا سؤالكم التالي : ( الميعاد : هنا هل مقيد بزمن معين لايعلمه الا الله جل جلاله ام ليس بزمن معين يكفى تحققه لو لم يبقى من الدنيا يوم )
اقول فيه ان ما افهمه وفهمه الباحثون ولعله السيد محمد صادق الصدر احد اهمهم ، متى ما تحقق أكتمال شرائط الظهور يتحقق الوعد ، اما قضية محدد بزمن فان الشرائط فيها ما لا يقبل التحديد المسبق ولذالك لاتحديد مسبق ، وارجوا ان لا يذهب هذا التصور ايضا الى علم الله الازلي في اللوح المحفوظ حيث هناك علم وقت الظهور واي شيئ ثابت ، ولعل سبب ارباك فهم الكثير ياتي من الخلط بين علم اللوح المحفوظ وعلم ما دونه والذي يخضع لسنن التغير ،