حركة التدوين العربية قامت على نشر ثقافة الرأي والرأي الآخر وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت في تخصصات مختلفة وقد بدأت في ظل تواجد كثيف للمستخدم العربي على الإنترنت في نوع من إستغلال هذا الوجود بصورة مفيدة وللإستفادة أيضا من المخزون المعرفي لدى هذا المستخدم ، وقد نشأت الكثير من المبادرات العربية لعقد لقاءات جامعة لمدونين عرب من قطاعات ومجالات مختلفة من عدة دول عربية للحديث عن أهمية التدوين والمساهمة في إثراء المحتوى العربي وحث الشباب على القيام بهذا الدور حتى أصبح هناك عدد هائل من المدونات الشخصية أكثر بكثير مما نتصور .
التدوين المختلف التوجهات هو ما قد يساهم فعليا في تكوين معرفة عربية نحتاجها عادة إلا أن هناك توجهات ومجالات بعينها أصبحت أكثر رواجا من غيرها بين المدونين العرب وهي التدوين حول السياسة والتقنية والتنمية البشرية وريادة الأعمال وسنفصلها لاحقا ولكن لابد ان نوضح أولا أن عملية التدوين هي عملية حرة لا تخضع لرقابة أو قيود لذلك لا يمكن التحكم بها ولا توجيهها حتى مع وجود مؤسسات تهتم وتنادي بتنظيم حركة التدوين العربي وتطويرها بل قد يؤدي ذلك إلى تقييد المدون العربي ، الأمر هنا أشبه بنظرية تشارلز داروين للنشوء والتطور .. عملية تطور حركة التدوين العربي هي عملية ذاتية وفقا للمجهود المبذول من قبل المدونين وتوجهاتهم ووفق معايير وسياسات يقومون بتحديدها لأنفسهم ..
بالنسبة للتوجهات والمجالات الأكثر إنتشارا في حركة التدوين العربي فهي كالآتي :
التدوين السياسي :
تحاول هذه الفئة من المدونين الترويج لأفكار سياسية مختلفة وقد ساهمت كثير من المدونات السياسية في توجيه الرأي العام وصناعة ما يسمى بثورات الربيع العربي ، هذا النوع من التدوين يمر بمرحلة مد وجزر حسب الوضع السياسي في المنطقة العربية وما بين المدون المحترف المختص في الشأن السياسي وما بين هواة السياسة تولد الكثير من المدونات بمسمى السياسة دون أن تمت لها بصلة إنما هي مجرد موجة سياسية قد تختفي بزوال الأثر .
التدوين التقني :
التدوين التقني جاء نتيجة للإنتشار الواسع للتكنولوجيا في العالم العربي وإلا فما فائدة الأخبار التقنية دون إستخدام لها ؟! يختلف التدوين التقني من حيث المحتوى والغرض مثل تقديم المعرفة والمراجعات والأرآء الشخصية ، وقد ساهم التدوين التقني في زيادة وعي المستخدم العربي في إستخدام التكنولوجيا الحديثة والمساهمة في محو الأمية التقنية والمساعدة في بناء المشاريع التقنية .
التدوين حول التنمية البشرية :
رغم وصف بعض المختصين بأن الإنتشار الكبير للتنمية البشرية بصورة غير علمية ساعد في عكس صورة سيئة عنها حتى أن بعض تقارير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية في العالم العربي تشير إلى أن بعض دول العالم العربي أصبحت فيها التنمية البشرية نوعا من أنواع الرفاهية دون تحقيق الهدف الرئيسي من وجودها إلا أن التدوين في هذا المجال أصبح أكثر إنتشارا بين المدونين وذلك بسبب تنامي البحث والطلب لهذا النوع من المحتوى لدى المستخدم العربي وعند البحث عن مصادر زيارات المدونات المختصة في التنمية البشرية سنجد أن معظم زياراتها عبر محركات البحث عبر كلمات متعلقة بالتنمية البشرية .
التدوين حول ريادة الأعمال :
هناك قاعدة لابد من أن نفهمها جيدا وهي أن عالم التدوين بصورة عامة لا يخرج خارج نطاق الواقع وأن التدوين عملية متجددة حسب الحاجة والتوجه ، إن عملية التدوين حول ريادة الأعمال في العالم العربي ساعدت في إنتشارها في وقت كانت فيه هناك حاجة لإيجاد مصادر عربية حول ريادة الأعمال وقد ساهمت عملية التدوين في إرشاد الكثير من رواد الأعمال لإنشاء أعمالهم الخاصة وما زال المحتوى العربي حول ريادة الأعمال يشهد تطورا ملموسا مع طرح العديد من المدونين تجاربهم الخاصة حول ريادة الأعمال .
مستقبلا سنشهد الكثير من التوجهات والمجالات الجديدة التي ستشغل حركة التدوين العربي مع توقع بقاء هذه التوجهات التي أشرنا لها وربما نرى منصات محتوى مختلفة عما هي عليه الآن .