بسمه تعالى
كثيرة هي موبقات مؤذية رسول الله و آله عائشة و كثيراً ما طرحنا بحوث تعري باطل هذه المرأة و تكشف زيفها و زيف تلك الصورة المثالية الملائكية التي صورها جندها ( جند الباطل ) لكن حقيقتها مغايرة تماماً نوجزها بالكلمات التالية : ( تصرخ بوجه رسول الله ، تكذب على رسول الله ، تُغضب رسول الله , تتجسس على رسول الله , تتظاهر على رسول الله ، تتعمد و تستمتع و تتفنن في أذية رسول الله و ارهاقه و تنغص عليه حياته , تفتري على رسول الله , تتآمر على رسول الله و تتآمر على أمهات المؤمنين , تطعن في عرض رسول الله و تتهمه , تخالف أوامر رسول الله ، تخرج من بيتها ليلاً بدون إذن رسول الله , تسب ، تشتم , تكسر الصحون , تركض في الطرقات و في الصحراء كالمجنونة , لها شيطان يتحكم بها و بأفعالها ، تحاول الإنتحار و تتمناه، تخرج تقاتل بجيش جرار أمير المؤمنين الواجب الطاعة , تبغض محمد و آل محمد , تتحدث مع الرجال بأمور يندى لها الجبين ، ترضع الكبير ، تقتل المسلمين من الجن و الإنس , تسرق حقوق الآخرين و تستولي على أملاكهم ,, الخ )
و للأسف فإن معظم ردود المدافعين عن مؤذية رسول الله تختصر في جملة واحدة يختبؤون ورائها و هي :
"سكوت رسول الله عنها اقرار منه بالرضى عليها و على ما تقوم به و قبول تام منه " ...!!!
مع أن رسول الله كثيراً ما كان يعنفها بل و قد ضربها ..! لكن جنود المرأة و أتباع البهيمة لا يرون إلا ما يريدون أن يروه فقط ..
فقلت لا بأس لنأخذ معهم مسلكاً آخر .. لعل و عسى يستيقظون ..
بعد كل هذه السنوات من هذه الردود الباهتة اليوم قررت أن أضع لها حداً كي لا يزعجوننا بها بعد اليوم ...
فأقول :
في البخاري معبود الوهابية بعد الشاب الأمرد :
صحيح البخاري - كِتَاب الْعِلْمِ - ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب
114 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قَالَ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ قَالَ قُومُوا عَنِّي وَلَا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كِتَابِهِ .
صحيح البخاري - كِتَاب الْمَغَازِي - ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا
4169 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُومُوا قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَكَانَ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لِاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ .
___________________
نجد أن رسول الله " سكت " عندما قال عمر حسبنا كتاب الله فعلى منطقكم يكون هذا إقرار من رسول الله و رضى على ما قاله عمر بأن لا حاجة للمسلمين بأقوال رسول الله و يكفيهم كتاب الله ..
لاحظ أن رسول الله لم يقول لعمر أنت مخطئ و خطؤك هو واحد اثنين ثلاثة ... الخ
بل سكت و اكتفى بطردهم من عنده .
فعلى ذلك نلزم جنود المرأة و أتباع البهيمة بما ألزموا به أنفسهم ..
و نضعهم أمام خيارين :
الأول :
- سكوت رسول الله أحياناً عن أفعال عائشة كان رضى على أفعالها المشينة .. و اقرار به و بهذا يكون سنة نأخذها عنه ..( يعني نستطيع مثلاً أن نسب عائشة كما كانت هي تسب أمهات المؤمنين و عذرنا هو سكوت رسول الله عن عائشة ,, نستطيع أن ندخل على أزواجنا في مجالسهم مع أصحابهم نكسر الصحون و عذرنا أن رسول الله سكت عن عائشة راضياً بفعلها القبيح ..) ..
= في المقابل ..
- سكوت رسول الله على عمر بقوله حسبنا كتاب الله رضى بأن لا حاجة للمسلمين بالسنة النبوية .. فيكون ذلك فعل الخوارج و حاشى لرسول الله ذلك ..
الثاني :
- سكوت رسول الله في بعض الأحيان عن أفعال عائشة المشينة هو عدم رضى لكنه اتقاءا لشرها و ما قد تقدم عليه من فتن و كوارث أكبر من جرمها الأول ..
و نستشهد بقول رسول الله لعائشة :
صحيح البخاري - كِتَاب الْأَدَبِ - - ص 2271 - بَاب الْمُدَارَاةِ مَعَ النَّاسِ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ
5780 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ ائْذَنُوا لَهُ فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ مَا قُلْتَ ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ فِي الْقَوْلِ فَقَالَ أَيْ عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ . انتهى
و بهذا الحديث تبطل حجة جند المرأة ... فسكوته عنها اتقاءاً لفحشها و فتنها و كان يلين لها الكلام أحياناً لنفس السبب ,,!
ثم ما أدرانا لعل رسول الله كان له تصرف مع عائشة لكن أيادي التحريف المعهودة من القوم أخفت ما قام به رسول الله ..!
= في المقابل ..
- سكوت رسول الله عن عمر بقوله حسبنا كتاب الله هو عدم رضى لكنه اتقاءاً لشره و ما قد يقدم عليه من فتن و كوارث أكبر من جرمه الأول ..
( و بهذا تقرون و تعترفون بجرم عمر الذي طالما تهربتم منه بأساليب فائقة الجودة في الطعن برسول الله )
الخلاصة : إما عائشة غير مرضي عنها مما يجعل عمر أجرم و تطاول على رسول الله و طعن به و بالوحي .. و بهذا نلزمكم بأن عمر أفسد في الدين ..
و إما رسول الله ( و حاشاه ) يرضى بالباطل و يسكت عنه ..
~~~~~~~~~~~
فائدة للقارئ الكريم :
المسلمين لا يعتقدون أبداً أن سكوت رسول الله عن عائشة أو عمر هو اقرار لهم و رضى عنهم و قبول بل هو لمصلحة معينة يراها رسول الله .. كما و نُذكّر أن رسول الله أعلن غضبه على عمر و امتنع عن كتابة الكتاب لأسباب أهمها أن الكتاب سيكون بلا فائدة بعد الطعن بقدرات رسول الله العقلية من قبل عمر لعنه الله فأول من سيشكك بذلك الكتاب و بصحة ما جاء به هو عمر و سيكون ضرر كتابته أكبر بكثير من عدمه .. و ذلك ما أقر به شيخ اسلام الوهابية بن تيمية حين أقر و اعترف :
منهاج السنة النبوية - بن تيمية - الجزء 6 الصفحة 10 - 11 - 12
(( .. والنبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة فلما رأى أن الشك قد وقع علم أن الكتاب لا يرفع الشك فلم يبق فيه فائدة وعلم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه كما قال ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب الكتاب يقتضي أن هذا الحائل كان رزية وهو رزية في حق من شك في خلافة الصديق أو اشتبه عليه الأمر فإنه لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك فأما من علم أن خلافته حق فلا رزية في حقه ولله الحمد ..))
______________
و الحمد لله رب العالمين ... فمن خلال ما سبق كله وضعنا أهل الباطل أمام باطلهم و بينا أن سكوت رسول الله أحياناً عن بعض الأمور يكون لمصلحة معينة فائدتها أكبر و أفضل للإسلام من عدم السكوت ,,
و أن رسول الله لم يرضى بفعل عمر و لا بأفعال عائشة ..
|
|
نراكم على خير ..