جواب الشيخ محمد الحسّون مدير مركز الأبحاث العقائديّة عن التساؤلات بشأن علاقة المركز بالسيّد كم
بتاريخ : 19-09-2013 الساعة : 11:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وردت إلينا رسائل كثيرة من إخوة أعزّاء علينا، وآخرين لا نعرفهم ، يسألون فيها عن علاقتنا بالسيّد كمال الحيدري، ودور مركز الأبحاث العقائدية في دعم برامجه في قناة الكوثر، خصوصاً ما تناوله في برنامجه الأخير "مطارحات في العقيدة"، ويستفسرون في هذه الرسائل عن حقيقة نقلنا لرسالة شفهية من المرجعية العليا في النجف الأشرف للسيّد الحيدري، وعن أمور أخرى وأقوال نُسبت لنا.
ويشهد الله ، بأنّي لم أكن راغباً في الخوض في هذه الأمور ، لولا إصرار الإخوة الأعزاء على كتابة شيء ولو مختصراً ، مبيّناً الحقائق كما هي ، لذلك فإنّي أثبت هنا عدّة نقاط ، وهي :
الأولى: لا يخفى على جميع الإخوة الأعزاء، الدور المهم الذي قام به السيّد الحيدري في الدفاع عن مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وردّ الشبهات الواردة عليه، والطعن بأفكار الوهابية، وبيان حقيقتهم أمام الناس، وذلك ضمن برنامجه في قناة الكوثر، هذا البرنامج الذي كان يشاهده مئات الآلاف في كلّ أنحاء العالم، والذي أثلج صدور المؤمنين، وأغاض النواصب، وأدّى إلى استبصار كثير من شباب المخالفين الباحثين عن الحقيقة.
وقد وقفتُ شخصياً على هذه الحقيقة في أسفاري إلى دول العالم الكثيرة.
الثانية: نحن في مركز الأبحاث العقائدية، عملاً بواجبنا الديني، وامتثالاً لتوصيات المرجعية العليا في النجف الأشرف، ووكيلها في مدينة قم المقدسة، قمنا - ولا زلنا - بدعم كلّ من يدافع عن المذهب المظلوم، دعماً علمياً بكلّ ما أوتينا من قوّة، وفي مختلف وسائل الإعلام: المرئية والمسموعة والمقروءة، دون أن يطلع على دعمنا هذا إلّا الله سبحانه وتعالى وبعض العاملين في مركزنا المبارك، لأنّ هدفنا هو إيصال كلمة الحقّ إلى الآخر وإن لم يُذكر اسم المركز.
الثالثة: إنّ القول الذي يتناقله بعضُ الإخوة: وهو أنّ السيّد الحيدري اعتمد كليّاً على مركز الأبحاث العقائدية في برامجه في قناة الكوثر، فكان المركز يهيّئ المادّة العلمية كاملةً ويقدّمها له ، وينحصر دوره في إلقاء هذه المعلومات.. قولٌ بعيد عن الصواب!
نعم، قام المركز بتأييد هذا البرنامج وصاحبه، ودعمه بواسطة تهيئة مصادر البحث له ؛ إذ وضعنا مكتبة المركز - وجلّ مصادرها تخصصيّة ونادرة - في خدمته، بل وجلبنا له بعض المصادر من سوريا في ذلك الوقت ، وقام بعض شباب المركز بمساعدته في العثور على المطالب العلمية وتعيين أماكن تواجدها في المصادر، وتقديمها له.
الرابعة: لدينا اطّلاع كامل على التسجيل الصوتي للسيّد الحيدري الذي نُشر في شهر رجب سنة1432ه ، والذي انتقد فيه الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وذكر بعض مراجعها الكرام بأسمائهم.. لدينا اطلاع دقيق عن كيفية تسجيله ونشره في حوزتي قم المقدسة والنجف الأشرف.
وأنا شخصياً أخالف القول الذي يدّعي بحصول تلاعب وقصّ وتقديم وتأخير في هذا التسجيل الصوتي، وأجزم بصحته ، وهذه شهادة منّي ألقى ربي بها يوم القيامة.
الخامسة: تحدّث بعض الإخوة عن الجلسة التي حصلت بين الأخ الكريم سماحة السيّد جواد الشهرستاني وبين السيّد الحيدري، وأنّه في هذه الجلسة تمّ الاتّفاق بينهما على عدّه أمور، لكن السيّد الحيدري لم يلتزم بها.
أقول معلّقاً على هذا الأمر، وهي شهادة للتأريخ ، وأنا مسؤول أمام الله على ما أقول:
كانت العلاقة بين الرجلين علاقة وطيدة، تمتدّ جذورها إلى أيام الصبا في مدينة كربلاء المقدّسة ، ويُعد سماحة السيّد الشهرستاني من المؤيدين لبرامج السيّد الحيدري والمدافعين عنها، والداعمين مادياً له.
لكن هذه العلاقة أصابها شيء من البرود بعد انتشار التسجيل الصوتي الأوّل للسيّد الحيدري سنة 1432ه ، وبما أنّي تربطني علاقة وطيدة بالسيّدين، لذلك سعيت كثيراً لترطيب الأجواء بينهما، شجعني على ذلك كثيراً الأخلاق العالية التي يتصف بها السيّد الشهرستاني، حتى مع من يهاجمه وينتقده، وكذلك الاحترام الكبير الذي كنت ألمسه وأسمعه من السيّد الحيدري تجاه السيد الشهرستاني.
وفي مساء يوم الأحد الثاني عشر من شهر ربيع الأول 1433ه - 5/ 2/ 2012م، حصل الاجتماع بينهما في منزل أحد الأصدقاء في جلسة مختصرة حضرها ستة أشخاص فقط.
وللتأريخ أقول : لم يحصل أيّ اتفاق بين السيّدين ، نعم في بداية الجلسة حصل عتاب خفيف من قبل السيّد الشهرستاني للسيّد الحيدري.
السادسة: يدور بين بعض الإخوة حديث مفاده : أنّي حملتُ رسالة شفهية من المرجعية العليا في النجف الأشرف للسيّد الحيدري، فأقول معلقاً على هذا الأمر:
المرجعية العليا في النجف الأشرف لم تُحمّلني رسالة شفهية للسيّد الحيدري ، بل بعد انتشار التسجيل الصوتي الأول له ، قمت بزيارة النجف الأشرف، وتشرّفت بزيارة المرجع الأعلى فيها، ودار الحديث بيننا عن السيّد الحيدري وكلامه في التسجيل الصوتي وتصدّيه للمرجعية وطبعه للرسالة العملية، وعند عودتي إلى قم المقدّسة ذكرت كلّ ما جرى هناك للوكيل العام للمرجعية ، فطلب منّي أن أنقل ذلك للسيّد الحيدري.
السابعة: استاء كثير من فضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقم المقدسة وباقي المدن الإسلامية، لما طرحه السيّد الحيدري في برنامجه "مطارحات في العقيدة" في رمضان هذه السنة - 1434ه - وكثرت الاتّصالات من كلّ أنحاء العالم بوكيل المرجعية العليا في قم المقدّسة معربين عن أسفهم لما تبثّه قناة الكوثر الفضائية، وقد كلّفني سماحة الوكيل العام للمرجعية العليا بإبلاغ المسؤولين في هذه القناة بذلك.
وفي يوم السبت الحادي عشر من شهر رمضان المبارك من هذا العام - 20/ 7/ 2013م، قمت بالاتّصال بالمسؤولين بقناة الكوثر، وأبلغتهم باستياء الفضلاء في كلّ أنحاء العالم خصوصاً في حوزة النجف الأشرف، وكان اتصالي قد شمل ثلاثة أشخاص:
1) مسؤول قسم البرامج الدينية في قناة الكوثر.
2) الشيخ المسؤول عن مراقبة برنامج "مطارحات في العقيدة".
3) مسؤول قناة الكوثر ومسؤول البث الخارجي غير الفارسي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
الثامنة: أرى أنّ برنامج "مطارحات في العقيدة" لهذه السنة 1434ه قد خرج عن الهدف الرئيسي له ، وهو الدفاع عن مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ، وردّ الشبهات الواردة عليه.
وقد أساء هذا البرنامج لمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، كثيراً ؛ لأنّه طرح شبهات كثيرةً أدت إلى تخلخل أفكار بعض الشباب بعقائدهم، دون أن يقدّم البدائل والحلول والأجوبة عن هذه الشبهات.
وأساء السيّد الحيدري - في برنامجه هذا - لنفسه أيضاً ؛ إذ فقد كثيراً من مؤيّديه من الشباب المؤمن المثقّف.
وأساء أيضاً لقناة الكوثر، إذ فقدت شعبيّتها في كثير من الدول الإسلامية.
التاسعة: احتفظ في ذاكرتي وفي أرشيفي الخاصّ بي ، بكثير من المعلومات المتعلّقة بالسيّد الحيدري، وبرنامجه هذا، وما سمعته من فضلاء الحوزة العلمية عنه، والتي لم يطلع عليها أيّ شخص آخر لحدّ الآن، ولعلّي أقوم بنشرها في المستقبل - ان كان في نشرها مصلحة للمذهب الحقّ - كشاهد حيّ على هذه الحقبة الزمنية الحرجة التي تمرّ بها الحوزة العلمية وأتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام)،.
العاشرة: أخيراً.. أدعو إخواني الأعزاء في الحوزة العلمية وخارجها، على العمل بكلّ جدّية، لرأب الصدع، ولمّ الشمل، وإرجاع المياه إلى مجاريها الطبيعية ، فلكلّ جواد كبوة ولكلّ سيف نبوة، وأن لا نخسر صوتاً علوياً طالما وقف بوجه النواصب، وكان شوكة في عيونهم، ولم يستطيعوا ردّه لحدّ الآن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.